كتب : رفيق ناصف وأحمد فتحى: منذ 32 دقيقة
مساحة شاسعة مكتظة بالمارة ومزدحمة بسيارات السرفيس جعلت ميدان «الشون» أكبر ميادين مدينة المحلة الكبرى باعتباره البوابة الجنوبية للمدينة العمالية، والشاهد الأوفر حظا على تاريخ المحلة وجميع الانتفاضات العمالية بها.
أهالى المدينة الثائرة يستعدون للتجمهر بالميدان والخروج فى تظاهرات 30 يونيو ضد حكم الإخوان
اقترن اسمه على مر التاريخ بالأحداث والانتفاضات العمالية التى شهدتها المدينة خاصة سقوط ودهس صورة مبارك لأول مرة، وسيكون نقطة انطلاق المسيرات وتجمع المظاهرات فى 30 يونيو ضد الإخوان.
يقول يسرى الجزار، أحد سكان الميدان، إن المحلة مدينة متمردة وثورية بطبيعتها وكل مكان فيها يشهد على تاريخها ونضالها السياسى خاصة ميدان الشون صاحب النصيب الأكبر من مظاهرات المحلاوية، حيث شهد سقوط صورة مبارك ودهسها بالأقدام لأول مرة فى التاريخ فى وقت كان فيه نظام مبارك فى أعتى جبروته وسيكون هذا الميدان هو نقطة انطلاق المظاهرات والمسيرات التى ستشهدها المدينة العمالية يوم 30 يونيو لإسقاط الإخوان.
لافتا إلى أن تسمية ميدان الشُّون بهذا الاسم مأخوذة من كلمة «الشونة» وهى التى يخزن فيها المحصول عقب حصاده من قبل الفلاحين، وميدان الشُّون بطبيعته يتمتع بمساحة كبيرة تضم عدة «شِوَن» كان يخزن فيها محصول القطن قبل نقله للمحالج التى تعمل على حلجه قبل توريده لمصانع وشركات الغزل والنسيج، فكان يعرف بكلمة «الشِوَن» وبعد نقل القطن منه لأماكن أخرى ظل اسمه كما هو، وبمرور الزمن تغير نطق الكلمة ليصبح «الشُّون»، ونسعى كأحزاب وحركات سياسية وثورية لتسميته بميدان الثورة لكن المسئولين بمجلس مدينة المحلة يرفضون.
مضيفا أن ميدان الشون شاهد على تاريخ ونضال مدينة المحلة، بدءا بمظاهرات عام 1970، التى خرج فيها نحو 20 ألفا من سكان مدينة المحلة مطالبين بإعدام «عربجى»، من أبناء المدينة، اغتصب فتاة من الإسكندرية جاءت للمحلة فى زيارة لأقاربها فقابلها هذه العربجى وأقنعها بتوصيلها وقام باستدراجها خلف منطقة المستعمرة وتعدى عليها جنسيا وقتلها، وهو ما أثار غضب المحلاويين، وخرجوا للتظاهر بالميدان مطالبين بإعدامه وذلك لما كانت تمثله هذه الواقعة من جريمة مؤسفة وبشعة تسىء لهم جميعا وإهانة لكرامتهم وعاداتهم وتقاليدهم المحلاوية القائمة على الترحيب بالغريب وضيافته ومساعدته على تحقيق مطلبه الذى جاء إليه، وخوفا من أن يقال على المحلاوية إنهم شعب بلطجى وفاقد للمروءة والأخلاق الإسلامية.
يضيف علاء البهلوان، مؤسس حزب الدستور بالمحلة، أن ميدان الشون شهد عدة مظاهرات منها مظاهرات يومى 18 و19 يناير عام 1977 فى انتفاضة الشعب المصرى ضد غلاء الأسعار التى شهدتها جميع محافظات مصر، بالإضافة لمظاهرات فئوية فى الثمانينات والتسعينات وأخرى لمساندة القضية الفلسطينية كان ينظمها تنظيم الإخوان قبل تكوين لجنة التنسيق بين الأحزاب 2005 والتى بعد ذلك كانت هى التى تقود وتنظم المظاهرات بميدان الشون للمطالبة بمطالب عمالية وأخرى لمناصرة القدس والقضية الفلسطينية.
مؤسس حزب الدستور بالمحلة: الميدان شاهد على نضال المحلة منذ مظاهرات 1970 وحتى انتفاضة 2008 وسقوط صورة مبارك ودهسها بالأقدام
وأضاف أن عام 2008 شهد أكبر انتفاضة شهدتها المحلة، موضحا أنه بحلول شهر يناير 2008 كانت الأجواء بالمحلة محتقنة للغاية نظرا لغلاء الأسعار وتجاهل مطالب العمال الذين أضربوا عن العمل داخل مقر الشركة لتجاهل مطالبهم أكثر من مرة فى أواخر عام 2007 وفى شهر فبراير 2008 خرج بعض المواطنين وتجمهروا بميدان الشون ضد غلاء الأسعار فقامت الأجهزة الأمنية بتفريقهم والقبض على 13 منهم فخرج المئات من أهالى المدينة وعمال الشركة وتظاهروا أمام مقر أمن الدولة حتى تم الإفراج عنهم، وعقب ذلك شهدت المدينة العمالية حالة من الهدوء الحذر الذى يسبق العاصفة حتى جاء يوما 6 و7 أبريل ليشهدا أكبر انتفاضة محلاوية شهدتها المدينة العمالية وشهد فيها ميدان الشون سقوط صورة مبارك ودهسها بالأقدام لأول مرة.
وأضاف: من وقتها أصبح ميدان الشون رمزا وطنيا ليس لأهل المحلة فقط وإنما للمصريين جميعا فهو ليس بقعة مكانية بقدر ما هو قصة تاريخية ونضال عمالى، يتمتع بسمعة عالمية فهو أول ميدان مصرى شهد سقوط صورة مبارك ودهسها بالأقدام وسكان المحلة هم أول سكان مدينة مصرية يثورون ضد مبارك ويعلنون العصيان على نظامه ويطالبون بإسقاطه حتى سقط بالفعل فى ثورة 25 يناير وأصبح ميدان الشون هو نقطة انطلاق المسيرات التى قام بها أهالى المدينة ضد حكم المجلس العسكرى والتى يقومون بها الآن ضد الحكم الإخوانى مطالبين بإسقاطه.
مشيراً إلى أن المحلة مدينة ثائرة بطبيعتها متمردة على الفاسدين والجو العام السائد الآن يساعد على قيام المحلة بثورة ثانية ضد الإخوان فى ظل استمرار مسلسل توقف وغلق مصانع النسيج وتشريد العمال ووجود بطالة بالمدينة العمالية وانقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار.
لافتا إلى أن القوى والحركات الثورية بدأت التجهيز لتظاهرات 30 يونيو، من خلال تنظيم عدة مؤتمرات لعدد من الشخصيات السياسية، وسيخرج يومى 28 و29 يونيو عدة مسيرات ستنطلق من ميدان الشون وتطوف أرجاء المدينة لتوعية وحشد المواطنين بضرورة الخروج والمشاركة فى 30 يونيو لإسقاط الإخوان، قائلا: «الثورة الثانية بدايتها ستكون من ميدان الشون بمدينة المحلة الكبرى».
أخبار متعلقة:
من شعب "المدينة الثائرة" إلي"مرسي" : ارحل
المحلة تتحدى وتعلن النفير لإنهاء حكم الإخوان
أصحاب مصانع الغزل: 30 يونيو إجازة مدفوعة الأجر للعمال المشاركين فى المظاهرات
عم فاروق : الإخوان «عزرائيل الصناعة».. والعمال يتسولون
«إخوان المحلة»يواجهون جرافيتى «تمرد» بدعوات التهدئة وشعارات دينية