حيث سقطت عدة قذائف صاروخية داخل عدد من الأحياء. ودوّت أصوات المضادات الأرضية في مدينة أم درمان إثر تعامل أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش مع عدة مسيرات أطلقتها قوات الدعم السريع مستهدفةً بها المدينة. وتوقفت شبكتا الاتصالات والإنترنت بشكل مفاجئ تزامناً مع عمليات القصف العشوائي على المدينة.
تواصل الاشتباكات
وتتواصل الاشتباكات في مدينتي الخرطوم وبحري اللتين تشهدان تحركات لقوات الجيش السوداني في عدة اتجاهات في أعقاب تقدم الجيش الأخير في المناطق الشرقية ودخوله إلى منطقة السامراب.
ومن جهة أخرى أشارت حكومة ولاية الخرطوم إلى استمرار قوات الدعم السريع بملاحقة النازحين من ولاية الجزيرة وأكدت «استباحة الدعم السريع لبعض المناطق» في شرق النيل، بخاصة منطقة الشيخ عوض الكريم (أبوحنة) حيث «قامت بتهجير المواطنين ونهبت كل شيء بالمنطقة وأجبرت السكان على الفرار تحت التهديد بالقتل والإبادة»، بحسب حكومة ولاية الخرطوم.
نزوح الملايين
وقد أدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف، وإجبار الملايين على النزوح من منازلهم، ودفع شريحة كبيرة من السكان إلى المجاعة.
وسافر بيرييلو الذي تم تعيينه مبعوثا خاصا في فبراير، إلى بورتسودان للقاء مسؤولين سودانيين، بما في ذلك رئيس الأركان العامة للجيش الجنرال عبدالفتاح البرهان، الذي تقاتل قواته قوات الدعم السريع شبه العسكرية المنافسة في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر التسعة عشر الماضية.
حيث انهارت محاولات عديدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وكان آخرها في أغسطس، عندما رفض الجيش السوداني حضور المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة في جنيف. ومنذ ذلك الحين، تسارعت وتيرة القتال، واتهمت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع بما في ذلك قتل المدنيين واغتصابهم في عدة أجزاء من البلاد.
وقال بيرييلو في مقابلة في روما «لم نر بعد رغبة سياسية كافية من جانب الأطراف للتوصل إلى حل حقيقي لهذا الصراع». وأضاف أن أي حل «يجب أن يكون حول إعادة السيطرة إلى الشعب».
بدء الصراع
وكانت السودان تحاول إقامة حكومة مدنية بعد أن أجبرتها انتفاضة شعبية على الإطاحة بعمر البشير في عام 2019. وقد تعطلت عملية الانتقال قصيرة الأمد إلى الديمقراطية عندما انضم البرهان والجنرال محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، لتنفيذ استيلاء عسكري على السلطة في عام 2021.
لكن سرعان ما اختلف البرهان ودقلو، واندلع صراعهما الطويل على السيطرة في معارك بالخرطوم في أبريل 2023 وانتشر إلى أجزاء أخرى من البلاد.
ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 20 ألف شخص في الصراع، وفقًا للأمم المتحدة. ونزح حوالي 14 مليون شخص - أي 30 % من السكان - قسراً، إما إلى أجزاء أخرى من البلاد أو إلى الخارج، فيما تقول الأمم المتحدة إنه إحدى أسوأ أزمات النزوح في العالم.
وحذرت الأمم المتحدة مؤخرا من أن البلاد أصبحت على شفا المجاعة، حيث يواجه أكثر من 26.5 مليون شخص الجوع الحاد. وقال بيرييلو، «إن الأعداد كبيرة لدرجة أنك لا تستطيع حتى أن تتخيل حجم المعاناة الإنسانية». وندد بالوضع الذي تواصل فيه الأطراف المتحاربة ارتكاب الفظائع بينما يحاصر المدنيون في الفوضى.
وأضاف، «ما نعرفه هو أن الأرقام فلكية»، مشيرا إلى أن «عدد القتلى ربما يكون أكثر من أي شيء تم تقديره».
وأشار إلى الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع الشهر الماضي في ولاية الجزيرة جنوب شرقي الخرطوم. وقال، «هذه انتهاكات مروعة وفظيعة ضد النساء والأطفال، في هذه الحالة، ارتكبتها في المقام الأول قوات الدعم السريع، وهجمات متعددة على المدنيين، وقتل المدنيين».
الغذاء والإغاثة
وخلال زيارته، التقى بيرييلو مع أعضاء المجتمع المدني السوداني وعمال الإغاثة الإنسانية في محاولة لتحسين حركة الغذاء والأدوية إلى الناس في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل على منع الدول من تسليح الأطراف المتحاربة على الرغم من حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
وقال بيرييلو، «لن نتحدث عن محادثات محددة، لكن الولايات المتحدة كانت واضحة للغاية مع الدول في جميع أنحاء العالم بأننا نعتقد أن الوقت قد حان للتوقف عن تأجيج هذه الحرب بمزيد من الأسلحة».
وأضاف، «لدينا عدد كبير للغاية من الدول التي تضخ الأسلحة إلى السودان في حين ينبغي لها أن تضخ الغذاء والدواء. لدينا عدد كبير للغاية من الدول التي قررت التدخل، ليس لصالح الشعب السوداني، بل للاستفادة من هشاشة الدولة».