أحيانا نفشل فى تحقيق شىء ما، أو نفقد شخص عزيز فنتأثر كثيرا ويؤدى ذلك بنا إلى فقدان السعادة والشعور بالحزن المؤقت أحيانا وتارة أخرى يكون دائم للتأثر الشديد بالأزمات التى مررنا بها فى حياتنا، فجميعها شعور لا نعرف نوصفه هل يكن حزن أم اكتئاب؟ هل حزن مؤقت وسينتهى أم حزن يستغرق شهور وسنوات.
فمن جانبه قال الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى جامعة المنصورة إن هناك تفسيرات وأعراض كثيرة تفرق بين الحزن والاكتئاب، مشيرا أن الحزن حالة مرضية مؤقتة يتعرض لها أى فرد من الناس نتيجة لإحباط أو فشل لعدم تحقيق هدف أو غرض معين أو فقد شخص مهم، وهى حالة مؤقتة قصيرة الأمد لا تسبب أى خلل وظيفى فى العمل أو العلاقات الاجتماعية.
أما مرض الاكتئاب فهو مرض نفسى يتغلب عليه طابع الحزن وفقد الأمل والسعادة فى أى شىء من الأشياء التى كانت تؤدى للسعادة سابقا، لافتا أن الأعراض التى تدل على الاكتئاب عديدة منها الشعور بالحزن الاكتئاب والضيق واليأس، فقدان القدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة واضطراب الشهية للأكل يصاحب فقدان الشهية مع فقدان الوزن.
مستكملا حديثة عن الأعراض التى تدل على الاكتئاب ومنها اضطراب النوم بالزيادة أو النقصان مع المعاناة من الأحلام المزعجة والنوم القلق، تناقص النشاط الحركى والطاقة وشعور المريض بالكسل وسرعة التعب، صعوبة التركيز ونقص القدرة على التفكير المنظم مما يتسبب فى كثرة السرحان ورسوب بعض الطلاب أو فشل بعض الموظفين فى أداء أعمالهم.
وغالبا ما يزيد الشعور بالذنب والإثم وعدم قيمة الذات، رغم عدم اقتراف المريض لأى أعمال تدعو لمشاعر الذنب هذه،لكنه يرى أنه المسئول عن كل ما يحدث حوله من مصائب وآثام، وتكثر الأفكار عن الموت، وعدم قيمة الحياة، وعبثية الوجود، وتمنى الموت بل أحياناً الإقدام على الانتحار.
هناك أنواع متعددة من الاكتئاب قسمت حسب طول فترة الحزن وعما إذا كان هناك سبب واضح للاكتئاب أم لا وعما إذا كان الحزن مصحوبا بنوبات من الابتهاج إضافة إلى نوبات الكآبة. أكد الطبيب على أن حتى يتم تشخيص نوبة الاكتئاب لابد أن تستمر الأعراض السابقة لمدة أسبوعين أو أكثر فإذا استمرت الأعراض لمدة سنتين متواصلتين أصبح مرض الاكتئاب المزمن. إذا كان هناك سبب واضح وللإعراض من ظروف خارجية لذا يسمى بالاكتئاب التفاعلى أو الخارجى أم إذا لم يكون هناك سبب خارجى واضح، فان الاكتئاب يسمى الاكتئاب الداخلى وفية تكون الأسباب هى نقص فى الموصلات العصبية بالمخ المسئولة عن السعادة مثل السيرتونين (هرمون السعادة) رغم أن الشخص قد يجد إن كل الظروف المحيطة به من ظروف مالية أو اجتماعية أو عائلية أو وظيفية لا تبرر هذا الشعور.
لذلك ينصح الحديدى مرضى الحزن للخروج منه الترويح عن أنفسهم بالسفر والخروج واللقاءات بالأصدقاء والأهل، أما مرضى الاكتئاب الذى يصاحبه خلل فى الأداء الوظيفى سيكون علاجه عن طريق مضادات الاكتئاب والعلاج النفسى السلوكى المعرفى أو عن طريق علاج الهرمونات التى تؤثر على الحالة النفسية مثل هرمون السيرتونين هرمون السعادة.
>