كتب : محمد حسن عامر ووكالات منذ 13 دقيقة
فضت ميليشيات حركة النهضة التابعة للتنظيم الدولى للإخوان فى تونس، والمعروفة باسم روابط حماية الثورة التونسية، بالقوة اعتصام المتظاهرين التونسيين أمام المجلس التأسيسى، وتعاونت الميليشيات الإخوانية، فجر أمس، مع قوات الأمن التى استخدمت الغاز المسيل للدموع فى فض اعتصام المتظاهرين المطالبين بحل المجلس التأسيسى، وإسقاط حكومة النهضة.
وشهدت مدينة سيدى بوزيد، مهد الثورة التونسية، اشتباكات بين متظاهرين معارضين لـ«النهضة»، وقوات الشرطة، أشعل خلالها المتظاهرون النيران فى إطارات السيارات، ورشقوا الشرطة بالحجارة، احتجاجاً على اغتيال المعارض التونسى محمد البراهمى مؤسس التيار الشعبى فى تونس.
وقالت وكالة أنباء «بناء نيوز» التونسية، أمس، إن المجلس الأعلى للجيوش الثلاثة عقد صباح أمس اجتماعاً فى القصر الرئاسى برعاية الرئيس التونسى المنصف المرزوقى. ، وقال شاكر بوعجيلة، مسئول الإعلام بالرئاسة التونسية، إن المجتمعين ناقشوا الوضع الأمنى فى البلاد.
من جهته، قال القيادى بحركة تمرد تونس، سيف الدين العرفاوى: «كان هناك حوالى 4 أو 5 محاولات من قبَل ميليشيات النهضة لفض الاعتصام أمام المجلس التأسيسى، لكن الاعتصام لم يُفض إلا فى حوالى الرابعة من فجر أمس، بعد تدخل الشرطة نتيجة الاشتباكات بين المعتصمين وأنصار النهضة»، وأضاف لـ«الوطن»: «لكننا سنعود، وستشارك كل الاتحادات الوطنية والتجمعات فى التظاهرات والاعتصامات، وعلمنا باجتماع مجلس الجيوش الثلاثة ولا نعرف ما دار به، لكن اجتماعاً بهذا المستوى يعنى أن الجيش استشعر خطورة الأمر، وهذا أمر جيد لنا، خاصة أن جيشنا كالجيش المصرى يتحرك لحماية مواطنيه والحفاظ على أمن الوطن».
وقال القيادى بحركة «نداء تونس» عادل الشاوش، إن الطريقة التى فُض بها الاعتصام، دليل على غباء النهضة، وعدم استيعابها الدرس المصرى، فقد واجهت السلمية بالعنف من خلال ميليشياتها وبعض قوات الشرطة المحسوبة عليها. وأضاف: «سنعود من جديد إلى المجلس التأسيسى للاعتصام، والقوى والحشود التى خرجت لن تعود حتى حل المجلس التأسيسى، وحتى الآن لم يُظهر الجيش أى رد فعل على الأحداث، لكننا نعتقد أن الجيش سيتدخل فى الوقت المناسب إذا تفاقمت الأمور أكثر من هذا، مثلما حدث أيام الرئيس الهارب بن على»، وتابع: «الجنرال رشيد عمار قائد الجيش السابق، أكد أن الجيش سيتدخل فى حالة تفاقم الأمور وحدوث تطورات كبرى، وإذا لم تقدم مبادرات تنهى الأزمة الحالية».
من جانبها، دعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أعضاءها، أمس، إلى المشاركة فى الفعاليات المختلفة للاحتجاج على كل أشكال الإرهاب والعنف السياسى، وأكدت أن تكرار الاغتيالات السياسية يعد فضيحة كبرى وفشلاً ذريعاً لحكومة «الترويكا».
وأشارت وكالة أنباء «فرانس برس» الفرنسية، إلى أن المتحدث باسم المجلس التأسيسى مفدى المسدى، أكد فى تصريحات له أن شركاء النهضة فى الحكومة الائتلافية، يجرون محادثات للتوصل لاتفاقية جديدة لاقتسام السلطة، فى محاولة لوقف الاضطرابات التى تشهدها البلاد، وقال الناطق الرسمى باسم المسار الديمقراطى الاجتماعى سمير الطيب، إن عدد النواب المنسحبين من المجلس التأسيسى بلغ 65 عضواً.