ضحايا منسيون للإرهاب الأسود بسيناء عشرات من أسر فقراء البدو الرحل الذين حطت رحالهم فى مناطق الفضاء بسواحل مدينة الشيخ زويد ومزارع العريش وسواحل رفح لا يقطنون دوراً من الأسمنت، وحياتهم فى عشش من الحطب بجوارها تربط دوابهم من الغنم والإبل والحمير التى هى وسيلة تنقلهم.
شاء حظهم العاثر كما يقول "أبو محمد"، أنهم تتجمع بيوتهم على مقربة من حاجز أمنى بمنطقة الزهور بالشيخ زويد، والذى كما يقول ما أن تغيب الشمس حتى يسمع فى محيطة إطلاق النار.
يضيف خلال الأيام الأخيرة وجدنا أنفسنا فى مرمى هذه النيران بين المسلحين وبين القوات المتمركزة على الحاجز هذه النيران تسببت فى إحراق بعض العشش التى نقطنها وإصابة إبلنا ودوابنا.
وقالت "أم عدنان"، والتى كانت تهم السير وهى تقود رسن حمارها الذى بدوره يجر كاره على ظهرها كومة من البطاطين والملابس القديمة وبعض الأوانى، إنهم قرروا الرحيل من هذا المكان إلى مكان آخر بعد أن أصبحوا يعيشون حالة من الحرب لا تنتهى.
"أحمد الملاحى"، وهو شاب عشرينى، قال إن غالبيتهم من أبناء قبيلة الملالحة ويقطنون هذه المنطقة كمكان استقرار مؤقت بساحل المدينة، حيث يعملون فى المزارع القريبة ويوفرون منها أعلاف دوابهم التى هى وسيلة معيشتهم وأنهم ضحية حرب الإرهاب وهم أبسط وأفقر طبقة فى سيناء.
وقال "ناجى الملاحى" لم يكن فى مخيلتنا أن نصل إلى هذا المستوى من الخوف الشديد، إننا أصبحنا لا ننام الليل ولأننا نسكن عشش من الحطب فلا نأمن احتراقها فى أى وقت إذا ما سقطت رصاصة واحدة عليها وبالفعل احترقت عشتان وسلم الله أنها بعيدة عن بقية العشش وإلا لاحترقنا جميعا.
نيران الإرهاب أيضا شردت أهالى العشش الفقراء بمناطق مزارع جنوب العريش التى تحولت لمسرح عمليات حيث يختبئ بتلك المزارع المجموعات الإرهابية وتطلق النيران على الأكمنة المنتشرة حول محيط مطار العريش وطريق العريش الدائرى.
وقال "سالم على"، إنهم رحلوا إلى مناطق أبعد بشرق العريش وبعضهم انتقل للسكن بالمدينة، لافتاً إلى أن رحيلهم ليس بالسهل، حيث يربون قطعان كبيرة من الإبل والغنم ونقلها وتوفير مكان لها ليس بالأمر الهين.
وهو أيضا ما أكدت عليه أعداد كبيرة من أسر بدوية فقيرة يقطن أفرادها على ساحل رفح بجوار المزارع، حيث انتقلت لأماكن أبعد وآمنة.
ووصلت إلى أماكن الراحلين من مناطقهم بساحل الشيخ زويد "جمعية رسالة نور على نور"، والتى قام مندوبوها بشمال سيناء بتوزيع المساعدات الغذائية العاجلة عليهم.
وقال موسى رويشد مندوب الجمعية بسيناء، إنهم تمكنوا من توزيع وجبات غذائية وشنط رمضان على هذه الأسر الفقيرة والذين هم بأمس الحاجة إلى مد يد العون إليهم فى هذه الظروف الصعبة التى يعيشونها، وهم من الفقراء معدومى الدخل.
يذكر أن واجهات غالبية محلات مدينة الشيخ زويد تعرضت للتهشيم وتخريب من الداخل نتيجة تعرضها للرصاص المتطاير بين مسلحين يهاجمون أكمنة أمنية والقوات المرابطة على تلك الأكمنة وترد عليهم.
وقال مصدر أمنى لليوم السابع، إنه تواجد المدنين بالقرب من التمركزات الأمنية يشكل خطورة بالغه على حياتهم، لافتاً إلى أن القيادات الأمنية أعلنت تحذيرات للأهالى بضرورة أخذ كل الحيطة والحذر، خصوصاً أن المحور الذى يرتكز عليه المهاجمون لنجاح ضرباتهم هو الاختباء بين الأهالى.
وقالت مصادر مطلعة، إن بعض الموظفين من القاطنين بالمحافظة من غير أبنائها قاموا بترحيل أسرهم إلى محافظاتهم انتظاراً لانتهاء موجة الاضطرابات الأمنية التى تشهدها بشكل يومى متواصل منذ قرار الجيش عزل الرئيس محمد مرسى.