خطر التدخين يبدأ من النطفة وينتقل إلى الجنين والطفل الرضيع

خطر التدخين يبدأ من النطفة وينتقل إلى الجنين والطفل الرضيع خطر التدخين يبدأ من النطفة وينتقل إلى الجنين والطفل الرضيع
التدخين يزيد من نسبة الإجهاض والولادة المبتسرة وضعف الحيوانات المنوية وشيخوخة المبيض

كتب : أ. د. عزالدين الدنشارى الخميس 27-06-2013 10:39

انتشر تدخين الشيشة والسجائر بشكل ملحوظ بين النساء فى ، وإذا كان التدخين الإيجابى والسلبى يُعد من أهم أسباب الإصابة بالأمراض الصدرية وأمراض القلب والشرايين وسرطان الرئة وأنواع أخرى من السرطان فى الرجال والنساء، فإن هناك دراسات تبين أن التدخين يقلل من خصوبة الرجل والمرأة، كما يسبب التدخين الإيجابى والسلبى فى أثناء الحمل والرضاعة مشكلات صحية فى الأجنة والأم الحامل والأطفال الرضع، وقد ينعكس أثر التدخين على صحة الأبناء فى مختلف سنوات أعمارهم، ويمكن تلخيص أخطار التدخين الإيجابى والسلبى على خصوبة المرأة والرجل وسلامة الأجنة والأمهات الحوامل والأطفال الرضع وأبناء المدخنين والمدخنات، وذلك على النحو التالى:

1- أوضحت الدراسات الحديثة أن التدخين يسبب إصابات فى الجهاز التناسلى لكل من المرأة والرجل، حيث أشارت إلى حدوث تأثيرات سلبية فى الجهاز التناسلى لكل من المرأة والرجل، تشمل تقليل إفراز هرمونات الغدة النخامية التى تساعد فى التبويض وإفراز هرمونات الأنوثة (البروجسترون ومركبات الإستروجين)، مما يؤدى إلى شيخوخة مبكرة للمبيض وانقطاع التبويض الذى يترتب عليه حدوث العقم، كما يؤدى التدخين إلى انقطاع الطمث وذلك فى سن تتراوح بين 36 و38 سنة، والسن الطبيعية لانقطاع الطمث وهى ما يطلق عليها سن اليأس تتراوح بين 45 و55 سنة، ويترتب على نقص هرمونات الأنوثة فقدان المرأة لبعض الصفات الأنثوية، كما تشير البحوث إلى أن انخفاض مستوى الإستروجين فى سن مبكرة يزيد من احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم، بالإضافة إلى إصابة المرأة المدخنة بهشاشة العظام وخشونة الصوت وظهور تجاعيد فى جلد الوجه واختفاء جاذبية العين وإصابتها بالأمراض.

2- تؤكد أحدث الدراسات أن هناك علاقة بين تدخين الأم الحامل وإقبال بناتها على التدخين مستقبلاً، حيث تشير الإحصاءات إلى أن تدخين الأمهات أو تعرضهن للتدخين السلبى يضاعف من احتمال تدخين بناتهن، بالمقارنة بالذكور، أربعة أضعاف.

3- تفيد دراسات حديثة بأن المواد المسببة للسرطان، وهى أحد مكونات الدخان، تمر من دم الأم الحامل المدخنة للسجائر أو الشيشة عبر المشيمة إلى الجنين، مما يترتب عليه زيادة احتمال إصابة الابن أو الابنة بالأمراض السرطانية، مثل أورام المخ وسرطان الدم والغدد الليمفاوية، ويحدث هذا أيضاً إذا كانت الأم الحامل لا تدخن ولكن الأب يدخن، حيث يؤدى التدخين السلبى للأم إلى زيادة احتمال إصابة الأبناء بالسرطان.

4- قد يؤدى تدخين الحامل إلى إعاقة نمو الجنين واحتمال ولادته ميتاً أو مبتسراً، كما يحتمل أن يسبب التدخين الإجهاض وارتفاع نسبة الوفيات فى الأطفال حديثى الولادة بوجه خاص والأطفال بين 28 يوماً و5 سنوات بوجه عام، كما يؤدى تدخين المرأة فى أثناء الحمل إلى نقص الوزن والطول ومحيط الرأس فى المواليد نقصاً يتناسب مع مقدار التدخين أو التعرض السلبى له فى أثناء الحمل، وأن النيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون، وهما من مكونات دخان السيجارة أو الشيشة، يساعدان فى حدوث هذا النقص فى تكوين جسم المولود، بالإضافة إلى ذلك فإن أطفال المدخنات قد يصابون بالشفة الأرنبية.

5- هناك علاقة بين تدخين الحامل وزيادة احتمال حدوث الموت المفاجئ للأطفال فى أثناء النوم.

6- بإجراء دراسات على أطفال المدارس اتضح أن أطفال المدخنات، بالمقارنة بأطفال غير المدخنات، يتصفون بضعف الذاكرة وانخفاض مستوى الذكاء والمقدرة على التعلم والإدراك واكتساب المعرفة والمهارات، وتتناسب درجة القصور فى هذه المؤشرات مع مقدار ما يصل من الدخان إلى دم الحامل سواء بالتدخين الإيجابى أو السلبى.

7- يؤثر تدخين الحامل تأثيراً سلبياً فى مناعة طفلها ضد الأمراض، مما يترتب عليه زيادة احتمال إصابة الطفل بالأمراض البكتيرية والفطرية والفيروسية.

8- أثبتت الدراسات التى أجريت فى المعهد الفرنسى للبحوث الطبية أن أطفال الآباء المدخنين تتضاعف فيهم نسبة الإصابة باحتقان اللوزتين بالمقارنة بأطفال غير المدخنين، كما يكونون أكثر استعداداً للإصابة بالأمراض الصدرية على مدى الـ14 عاماً الأولى من العمر.

9- دلت البحوث على أن التدخين يضعف من خصوبة الرجل بالإضافة إلى ضعف قدرته الجنسية، حيث تبين أن التدخين يثبط الحركة الذاتية للحيوانات المنوية بدرجة تتناسب مع عدد سنوات التدخين وعدد السجائر التى يدخنها الرجل يومياً، كما أثبتت الفحوصات الطبية أن التدخين لسنوات طويلة يسبب تغيرات سلبية فى الحيوانات المنوية قد تؤدى إلى حدوث تشوهات فى الأجنة، وقد يترتب على الإفراط فى التدخين خلل فى الكروموسومات حاملة الجينات، وهذا يزيد من فرصة إصابة أبناء المدخن بالتشوهات والاعتلال البدنى.

وتجدر الإشارة إلى أن الرجل إذا كان يمارس التدخين لسنوات طويلة فقد خلالها خصوبته، فإنه بعد الإقلاع عن التدخين تعود الحيوانات المنوية لنشاطها وحركتها الطبيعية، ومما يؤكد هذه الملاحظة أن بعض الرجال الذين أصيبوا بالعقم خلال سنوات التدخين قد أنجبوا أطفالاً أصحاء بعد الإقلاع عن التدخين.

10- فيما يتعلق بخطر التدخين فى أثناء الرضاعة اتضح أن المواد الضارة الموجودة فى الدخان قد تنتقل من دم الأم المدخنة إلى دم الطفل الرضيع، وتنتقل هذه المواد أيضاً عن طريق استنشاق دخان السجائر، وقد يترتب على ارتفاع نسبة المواد الضارة فى جسم الرضيع إصابته بأعراض مرضية مثل الإسهال الذى يحدث بسبب تسممه بمادة النيكوتين، وإذا كانت الأم تدخن 20 سيجارة أو أكثر يومياً فإن هذا يؤدى إلى حدوث رعشات للطفل الرضيع بالإضافة إلى تقليل كمية .

DMC