كتب : أ. د. هشام الخياط الخميس 27-06-2013 10:41
عند دخول شهر رمضان المبارك، يكثر عادة السؤال عن الصيام لمرضى الكبد، وهل سيكون ذلك مضرا بهم أم نافعا لهم؟
والإجابة تختلف من مريض لآخر حسب نوع مرضه وشدته ومستوى استقراره، وننصح هؤلاء المرضى بضرورة استشارة الطبيب المعالج عن الصيام وعن النظام الغذائى الواجب اتباعه والنظام البدنى المسموح به، وذلك لتسهيل أمور العبادة فى هذا الشهر الفضيل. وعادة لا توجد موانع للصيام بالنسبة لأغلب المرضى، خصوصا المرضى الذين لا يعانون من أمراض مزمنة أو مستعصية أو أمراض فى المراحل المتأخرة، ولا توجد لديهم مضاعفات من المرض أو أى أمراض أخرى مصاحبة مثل مرض السكرى. متى يفضل عدم الصيام؟
يفضل عدم الصيام عادة للحالات التالية:
- المرضى المصابون بأمراض مزمنة وفى مراحلها المتأخرة، مثل مرضى تليف الكبد (بأسبابه المختلفة) والمصاحبة بفشل كبدى ووجود مضاعفات مثل تكرر الغيبوبة الكبدية والتهاب الغشاء البريتونى فى البطن وسوء الحالة العامة والصحية للمريض والإعياء العام، خصوصا إن كانوا مصابين بأمراض مزمنة أخرى مثل السكرى وأمراض القلب والكلى وغيرها.
- المرضى الذين يتعاطون أدوية مدرة للبول، خصوصاً بجرعات عالية لعلاج الاستسقاء واحتباس السوائل فى الجسم، مما قد يعرضهم لفقد كميات كبيرة من السوائل والأملاح، خصوصا فى فصل الصيف، حيث الجو حار ومدة الصيام تكون أطول، ففى هذه الحالة يكون عدم الصيام أفضل. أيضاً المرضى الذين يتعاطون أدوية تؤخذ على فترات متقاربة مثل الملينات التى تعطى للمرضى المصابين باعتلال المخ الكبدى والغيبوبة الكبدية وتكرار حدوثها، أو المرضى الذين يتعاطون دواء الإنترفيرون Interferon الذى يسبب لهم مضاعفات مثل ارتفاع درجة الحرارة والغثيان والتقيؤ أو الإعياء العام، مما قد يجعل الصيام صعبا عليهم، خصوصا فى الأيام التى يتعاطون فيها الجرعة العلاجية.
- بعض المرضى فى فترة ما بعد علاج نزيف دوالى المرىء عن طريق المنظار بالحقن، يكونون عرضة للإصابة بالقروح، سواء فى المرىء أو المعدة، وذلك بناء على مكان الحقن العلاجى بالتحديد أو وجود التهابات شديدة وقروح معوية مدمية تستلزم المتابعة والعلاج الدقيق، فيكون عدم الصيام أفضل.
ومرض الكبد ربما يكون حادا مثل الالتهاب الكبدى الحاد الذى يصاحبه ربما ارتفاع فى الحرارة - غثيان - قىء أو قلة الشهية، ولأن هذا المريض يحتاج إلى الراحة التامة والتغذية لرفع مستوى السكر الذى يميل إلى الانخفاض فى الحالات الشديدة فلا صيام له.
إذا صام المريض، ما المأكولات التى يجب الامتناع أو التقليل منها؟
- كما سبق فإن غالبية المرضى يمكنهم تناول الطعام مثل أى شخص آخر، لكن هناك البعض ممن يجب عليهم مراعاة بعض الأمور فى غذائهم، خصوصا المرضى المصابين بالاستسقاء واحتشاء السوائل والمصابين بالاعتلال المخى الكبدى وتكرر الغيبوبة الكبدية أو تناول المدرات للبول.
ومن الأمور الواجب مراعاتها:
- الابتعاد عن الأكل المضاف إليه ملح للذين لديهم استسقاء وتورم فى القدمين وسوائل فى تجويف البطن.
- التقليل قدر المستطاع من الدهون الحيوانية الموجودة فى اللحم والألبان ومشتقاتهما، واستخدام كميات قليلة من الدهون النباتية.
- تقليل كمية البروتينات للمرضى المصابين بمرض مزمن والمصابين بتكرر اعتلال المخ والغيبوبة الكبدية.
- الإقلال من العصائر والتمور لما تحتويه من كميات عالية من البوتاسيوم، وذلك للمرضى الذين يتناولون مدرات للبول ومن النوع الذى يؤدى إلى الاحتفاظ بالبوتاسيوم فى الجسم مثل دواء «الداكتون» Aldactone، ويمكن تناولها بكميات قليلة ومقننة.
- عدم الإفراط والإكثار من السوائل للمرضى الذين لديهم استسقاء وتورم فى القدمين وسوائل فى البطن.
هل يصوم المرضى الذين تمت لهم زراعة كبد؟
الجواب فى الغالب هو: نعم، فغالبية هؤلاء المرضى أصحاء
ويستطيعون الصيام، فيما عدا نسبة قليلة منهم يكونون بحاجة إلى أخذ أدوية على فترات متقاربة أكثر من مرتين يوميا من مثبطات للمناعة أو غيرها، أو لديهم ضعف فى عمل الكلى، أو لأسباب أخرى قد يفضل الطبيب فيها عدم صيامهم. أخيراً نؤكد أن العلاقة القوية بين الطبيب واختصاصى التغذية والمريض هى أساس نجاح العلاج، واستشارة الطبيب المتخصص ضرورية جدا، حيث إن الإرشادات والتعليمات الطبية تختلف باختلاف المريض وحالته الصحية، وعدم الأخذ برأى غير المتخصصين من الأهل والأقارب والأصدقاء، وذلك لعدم إلمامهم بالخبرة والمعرفة فى هذه المواضيع.