أخبار عاجلة

بعثة قطرية تعيد فتح مقبرة الملكة "خنيوة" حاكمة والسودان بالقرن الـ7 ق.م

بعثة قطرية تعيد فتح مقبرة الملكة "خنيوة" حاكمة مصر والسودان بالقرن الـ7 ق.م بعثة قطرية تعيد فتح مقبرة الملكة "خنيوة" حاكمة والسودان بالقرن الـ7 ق.م
قامت بعثة قطرية تضم مجموعة من خبراء سودانيين وأجانب، بإعادة فتح غرفة الدفن لهرم ملكى فى منطقة "مروى" شمال السودان، بهدف التوثيق والبحث الأثرى للمرة الأولى وبعد مرور حوالى قرن من الزمان.

وصرح، مدير الآثار ومتاحف السودان، عبد الرحمن محمد عبد الرحمن، فى تصريح لوكالة السودان للأنباء وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، قائلاً: "إنه تم التخطيط لفتح مقبرة الملكة "خينوة" للزوار، وذلك للأهمية التاريخية، وجاء هذا بعد اتخاذ كل تدابير الصيانة والسلامة، بعد أربعة قرون من حكم أسلافهم لمصر والمعروفين بالفراعنة السود، ملوك الأسرة 25 فى القرن السابع قبل الميلاد".

وأشار عبد الرحمن، إلى أن عمليات التشييد والبناء التحتى للمقبرة تمت فى بدايات القرن الرابع قبل الميلاد للملكة الزوجة خينوة، وتقع هذه الغرف على عمق 6 أمتار تحت الهرم. وقد تمت زخرفة جدران غرف الدفن بألوان ونصوص هيروغليفية، عدد منها ما زال باقيا ومحفوظا بشكل جيد.

واعتبر عبد الرحمن، أن إعادة فتح المقبرة هو جزء من برنامج الدراسة والصيانة والترميم للبعثة القطرية لإهرامات السودان برئاسة الشيخ حسن بن محمد بن على آل ثاني، والتى تستهدف صيانة وترميم ودراسة أكثر من 100 هرم بالجبانة الملكية فى مروى بواسطة فريق من الخبراء الوطنيين والأجانب.

وكشف عبد الرحمن، أن ملوك وملكات مروى شيدوا إمبراطورية جنوب الشلال الأول، تمتد بامتداد حدود السودان الحالية. وزاد بأن مركز هذه المملكة كان فى العاصمة مروى الواقعة حوالى 200 كم شمال الخرطوم، وحتى انهيار مملكة مروى فى القرن الرابع الميلادى كان الحكام يدفنون فى جبانات ملكية وسط الجبال الواقعة إلى الشرق من العاصمة.

وقال عبد الرحمن، إن الملكة خينوة تعتبر واحدة من هؤلاء الحكام وتعتبر مقبرتها الواقعة فى المنطقة السهلية وسط هذه الجبانات واحدة من أقدم الإهرامات بالجبانة الملكية فى مروى.

وأضاف، بأن هنالك تشابه واضح بين زخرفة المقبرة والنصوص الجنائزية للأسرة (25) وهذا التشابه يشير إلى استمرار تأثير التقاليد القديمة. مشيراً إلى أنه تم حفر مقبرة الملكة خنيوة فى السابق على يد عالم الآثار الأمريكى "جورج رايزنر" مدير بعثة متحف بوسطن للفنون الجميلة فى عام 1922م، حيث قام بتوثيق الهرم وغرف الدفن المزخرفة بعدد قليل من الصور الفوتوغرافية والرسومات اليدوية التى ظلت مصدر المعلومات الوحيد المتاح للباحثين لما يقارب قرن من الزمان. ولذلك فإن إعادة حفر بقايا الهرم وإعادة فتح غرف الدفن سيتيح الفرصة للقيام بتوثيق أدق، من خلال استخدام التقنيات الحديثة التى ستساعد فى الأبحاث الأثرية الجارية حاليا والمستقبلية.

ويشار إلى أن النشاطات البحثية الحديثة فى مروى هى جزء من برنامج كبير يهدف لدراسة الإهرامات الملكية بموقع مروى المسجلة فى قائمة التراث العالمى بمنظمة اليونسكو والمحافظة عليها والترويج لها.

بدأ هذا المشروع بالبعثة القطرية لإهرامات السودان بتعاون وثيق مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف السودانية والمعهد الألمانى للآثار فى برلين والذى يضم فى مبانيه أرشيف "فريدريش هنكل" الذى يعتبر أشمل أرشيف لعلم آثار السودان القديم.

وتعد حوسبة هذا الأرشيف وإتاحة ما يحتويه من معلومات للعامة من الباحثين عبر مركز أبحاث هى واحدة من أهم أهداف التعاون القائم بين هذه المؤسسات والذى تقوم بتمويله دولة قطر.

اليوم السابع