أستاذ تحليل الخطابات السياسية: الأجزاء المنطوقة بالعامية في خطاب مرسي "مكتوبة مسبقا وليست مرتجلة"

سياسية
ON Sport
الخميس 27 يونيو 2013 02:16 صباحاً
1 ألف

★★★★★

عماد عبد اللطيف: مرسي حاول الابتعاد عن شكل خطابات "مبارك" لتجنب المقارنة

كتب : أمل القاضي منذ 11 دقيقة

عماد عبد اللطيف

قال الدكتور عماد عبد اللطيف، أستاذ تحليل الخطاب السياسي بجامعة القاهرة، إن خطاب الرئيس محمد مرسي بمناسبة مرور عام على توليه الحكم، كان الحافز الرئيسي له مظاهرات 30 يونيو، رغم تقديمه مبررًا آخر حول عام على وصوله للسلطة؛ حيث تضمّن الخطاب الذي استمر لمدة 3 ساعات تضمّن أربعة أنواع من الخطابات، تنوعت ما بين (الفضائحي، والأزمة، والمناسبات، والسياسات)؛ حيث كان أحدهم أشبه بخطاب عيد العمال، وهو الجزء الذي تضمّن الحديث عن وعود مع التركيز على الأبعاد الاقتصادية للفئات الأقل دخلا".

وأضاف عبد اللطيف، في حديثه لـ"الوطن"، "حديث مرسي تضمّن أيضًا خطابًا فضائحيًا، حيث كان لأول مرة يأتي خطاب على المستوى الرئاسي به أحداث بأسماء فعلية في وقائع حقيقية، بغرض أساسي وهو انتقاد تلك الشخصيات والتشهير بها، وكانت جميع الأسماء تنتمي لنظام مبارك، وهو ما يمثل جزءً من الاستراتيجية الأساسية للخطاب وهي تقويض شعبية المظاهرات ضد الرئيس من خلال تشويه الخصوم".

وتطرق أستاذ تحليل الخطاب السياسي، للجزء الخاص بحديث الرئيس عن المؤسسة العسكرية وعمل الحكومة، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الخطاب يندرج تحت ما يمسى بـ"خطاب سياسات"، وهو الذي يصوغ فيه رئيس الدولة الأولويات الاستراتيجية، بالإضافة إلى بعض الوعود لتحقيقها، بينما كان الجزء الأخير من الخطاب هو الأقرب صلة بالحافز الأساسي من ظهوره للحديث، وهو ما يسمى بـ"خطاب الأزمة"، والذي توجّه فيه بشكل مباشر لمظاهرات 30 يونيو.

وعلق عبد اللطيف على مدة الخطاب الذي استمر 3 ساعات، قائلًا "كان الأولى بالرئيس أن يخرج ببيان متلفز مدته ربع ساعة، أو خطبة حية في حدود النصف ساعة تتناول بشكل مباشر 30 يونيو، التي تعتبر الهدف الرئيسي من ظهوره، ولكن كان واضحًا جدًا أن اختيار الرئيس لخطاب حي هو محاولة لإحداث قطيعة مع شكل خطابات مبارك لتحجيم المقارنة بينهما، التي كانت تأتي بشكل بيانات وموجزة في لغة صحيحة، وتناولت قضية واحدة وهي التظاهرات خلال الثورة، رغم وجود بعض التشابهات العفوية منه في بداية حديثه بصفته مواطن، والتي تشابهت مع خطاب مبارك الثاني".

وحول لغة الخطاب التي تنوعت بين العامية والفصحى، قال "هذا التداخل اللغوي ليس بجديد على خطابات مرسي، بينما الجديد والملاحظ في هذا الخطاب تحديدًا أن الأجزاء المنطوقة بالعامية كانت مقروءة ومكتوبة مسبقًا وليست مرتجلة، وكشفتها ذاكرة الرئيس مرسي قصيرة المدى ضعيفة، الذي حاول إيحاء الجمهور بأنها ارتجالية ولكنه كان ينظر إلى النص لتذكرها، ويبدو أن فريق إعداد خطاباته أدرك المآزق التي يتعرض لها بسبب البداهة في كلامه، وتم محاولة منع هذه المخاطر من خلال إعداد النص المُقدم كأنه مرتجل".

وشهدت قاعة المؤتمرات تصفيقًا حادًا وهتافات من الحضور بين الحين والآخر، وهو ما علق عليه "عبد اللطيف" قائلًا، "من الواضح في خطب الرئيس مرسي؛ خاصةً في اللحظات شبه الحاسمة أن الجمهور يكون منتقًا بعناية شديدة، والذي ملأت الصفوف الخلفية بالقاعة، حيث جاءت الهتافات متشددة وصدامية، وكانت درجة وكثافة امتداد التصفيق تعكس وجهات نظر الجماعات المؤيدة للرئيس بين الحاضرين، فيما عدا الصفوف الأولى المتواجد بها العاملين في الجهاز الإداري للدولة، والتي صدر عنها استجابة للحديث بشكل محدود، لدرجة أن البعض بدا عليه العزوف عن التصفيق تمامًا".

أخبار عاجلة

أستاذ تحليل الخطابات السياسية: الأجزاء المنطوقة بالعامية في خطاب مرسي "مكتوبة مسبقا وليست مرتجلة"