كتب : محمد عبدالجليل منذ 10 دقائق
حالة من الانقسام شهدها الوسط السينمائى على أثر اختيار الناقد أمير العمرى لمنصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته المقبلة المقرر عقدها فى الفترة من 19 إلى 30 نوفمبر المقبل، حيث رأى بعض السينمائيين فى قبول «العمرى» هذا المنصب من وزير الثقافة علاء عبدالعزيز خيانة لموقف المثقفين الرافض تماماً للوزير وسياساته، فى حين رأى البعض الآخر ضرورة الفصل بين المهرجان والوزارة باعتباره يخص السينمائيين فقط وينبغى إقامته تحت أى ظرف.
المخرج مجدى أحمد على تحدث فى البداية قائلاً: «أنا فى الحقيقة مندهش من قبول أمير العمرى هذا المنصب لعدة أسباب، أهمها عدم قدرتى على تخيل شكل التعاون بين وزير يمثل اتجاهاً ظلامياً شديد العداء للفن والثقافة والحضارة وبين ناقد كأمير العمرى يملك قناعات وأفكاراً معادية تماماً لهذا الاتجاه، وكنت أتصور أنه يملك من الحصافة السياسية التى تجعله يدرك أن هذا الوزير يمارس لعبة سياسية تهدف لضرب المثقفين بعضهم بالبعض الآخر، أما السبب الثانى فهو موقفى من مهرجان القاهرة السينمائى نفسه، الذى أتصور أن أفضل حل بالنسبة له هو تشكيل مجلس أمناء يضم مجموعة من السينمائيين، ومن خلاله يتم إقرار سياسة المهرجانات السينمائية كلها واختيار مجلس إدارة لمهرجان القاهرة من غير أعضاء مجلس الأمناء، ويصبح المهرجان مستقلاً عن هذا الوزير».
وأضاف مجدى أحمد على: «ما زلت أملك أملاً فى إدراك أمير العمرى أنه وقع فى فخ بقبوله هذا المنصب، خاصة فى ظل هذا الظرف الحالى الذى يرفض فيه كل المثقفين هذا الوزير، وإن كنت أنتظر أن تأتى الأيام المقبلة بالتطورات التى ننتظرها بشأن هذا النظام كله، الذى أصبح فى مهب الريح».
أما المخرج داود عبدالسيد، فيملك رؤية مغايرة حيث يرى أنه ليس هناك ما يمنع من قبول إدارة المهرجان فى ظل هذه الظروف، لأنه فى النهاية مهرجان مصرى يخص السينمائيين وحدهم ولا يمثل وزارة الثقافة، وأضاف «عبدالسيد»: «لا بد من الفصل بين الحكومة والدولة، فإذا كان المثقفون رافضين للوزير فهذا لا يعنى رفضهم للدولة، وإن كانوا أحراراً لو رغبوا فى ذلك، وعليه فأنا أرى أن قبول أمير العمرى رئاسة المهرجان أمر عادى ومقبول، وإلا فليتوقف جميع الفنانين والمثقفين العاملين بوزارة الثقافة عن تقاضى مرتباتهم من الوزارة انطلاقاً من نفس المبدأ، وإن كنت لا أحبذ سياسة الانسحاب فى مثل هذه المواقف لأنه سينتج عنها المزيد من التمكين لهذا الوزير لاتخاذ قرارات معادية للحركة الثقافية والفنية».
الناقد السينمائى يوسف شريف رزق الله قال: «قرار أمير العمرى بقبول رئاسة المهرجان أو رفضه هو أمر يخصه وحده، وما لنا كسينمائيين فى هذا الأمر هو تقييمنا لشخص أمير العمرى نفسه، الذى أرى أنه على درجة عالية من الكفاءة ويملك من الخبرة فى الحقل السينمائى ما يؤهله لرئاسة هذا المهرجان».
وعن إمكانية قبوله التعاون مع إدارة المهرجان الحالية رفض رزق الله إبداء موقف محدد وطلب تأجيل قراره بشأن التعاون أو عدمه حتى يتضح ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.
وعلى العكس منه رفض الناقد الدكتور وليد سيف، رئيس مهرجان الإسكندرية السابق، أى شكل من أشكال التعاون مع إدارة مهرجان القاهرة السينمائى، فى ظل وجود وزير الثقافة الحالى، حيث قال «سيف»: «لقد فوجئنا بالقرار بسبب معرفتنا السابقة بالناقد أمير العمرى الذى يمثل تياراً تقدمياً، وكنا نتوقع أن يكون بجوارنا فى خندق المعارضة لهذا الوزير فى ظل تلك الظروف الاستثنائية التى تمر بها الحركة الثقافية فى الأيام الحالية، وإن كنا نرى فى اختيار الوزير له محاولة متأخرة لإنقاذ المهرجان وتجميل صورته المشوهة أمام المثقفين، ولا بد من أن يدرك أن أى تصرف مشابه لن يلقى رد فعل إيجابياً من جانب المثقفين الرافضين تماماً لمحاولاته تغيير ثقافة مصر والعبث بهويتنا الثقافية».
أما الناقد أمير العمرى رئيس المهرجان فيقول: «كل من يعرفنى ويتابع كتاباتى يدرك جيداً أننى على يسار النظام القائم وأنتقده بشدة، ولا توجد لى مصلحة فى التعاون معه خاصة أننى مقيم فى لندن، ولكن عندما يصدر الوزير الحالى قراراً لصالح الحركة السينمائية ينبغى لنا ألا نرفضه، فهو بهذا القرار يعيد المهرجان إلى السينمائيين ويحرره من سلطة الدولة».
وأضاف «العمرى»: «وضعت شروطاً قاسية أمام وزير الثقافة للموافقة على رئاسة المهرجان، وقد قبلها على الفور، منها أن أتمتع بصلاحية مطلقة فى كل ما يتعلق بالمهرجان دون قيود إدارية من الوزارة».