أخبار عاجلة

عودة المتمردة الأشهر في تاريخ «العري السياسي» إلى تونس

الناشطة السياسية أمينة السبوعي

الناشطة السياسية أمينة السبوعي

تقرير – محمد سويلم

«مغادرتها للبلاد»

وضعت ناشطة تبلغ من العمر 18 عامًا، من داخل منزل عائلتها في تونس العاصمة تدعى أمينة السبوعي، صورة لها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وأخذت نفسا عميقا ثم ضغطت على مفتاح مشاركة المنشور، وأظهرت الصورة أمينة وهي متكئة على أريكة جلدية، تقرأ كتابا، وتدخن سيجارة.

 

غادرت الناشطة التونسية، البلاد بعدما نشرت صورة عارية لها تسببت في صدمة في جميع أنحاء العالم العربي.

 وعندما شاهدت التعليقات أسفل الصورة – والتي بلغت نحو ألف تعليق في الساعة الأولى بدأت أمينة تشعر بالذعر، وتوقعت أن تتعرض للإهانة، والكراهية، وكذلك أن تتلقى رسائل تهديد بالقتل.

ما لم تضعه أمينة في حسبانها أصبح الآن واقعا: أن اكتشفت والدتها الأمر، فأغلقت الكمبيوتر المحمول وغادرت المنزل.

الناشطة التونسية أمينة السبوعي

الناشطة التونسية أمينة السبوعي

«العودة من فرنسا»

وبعد عامين قضتهما في فرنسا، تعود أمينة إلى تونس، بخطة جديدة لإثار القضية، لا لزيارة خالتها، ولكن للاحتجاج على اجتماع مزمع من جماعة أنصار الشريعة.

جماعة أنصار الشيعة

جماعة أنصار الشيعة

 

وألقت السلطات القبض على أمينة سريعا ووجهت لها اتهامات عديدة أولاً حمل رذاذ الفلفل، ثم في وقت لاحق الفحشاء وتدنيس مقبرة، وكشفت محاكمة أمينة الصدع الذي قسّم المجتمع التونسي على مدى عقود.

وتعد تونس من أكثر بلدان العالم العربي انفتاحا اجتماعيا، وكان الكثير من التونسيين – ناشطات نسويات وعلمانيين ونشطاء حقوق إنسان – على استعداد للدفاع عن حقها في الاحتجاج حتى لو لم يوافقوا على طريقتها.

أمينة السبوعي

أمينة السبوعي

تفاقم الوضع المتوتر، في مايو عندما تظاهرت ثلاث ناشطات من منظمة فيمن الأوروبية عاريات خارج مبنى وزارة العدل التونسية، وتعرضن أيضا للإيقاف والسجن.
> ومن جانبها شجبت مايا الجريبي، وهي سياسية تونسية ومدافعة عن حقوق المرأة التونسية منذ فترة طويلة، استخدام تكتيكات على غرار منظمة فيمن في بلد مثل تونس.

وخرجت أمينة أيضا من السجن، بعد أكثر من شهرين من إدانتها بحيازة رذاذ الفلفل وسجنها، لأنها لا تزال تواجه تهديدات بالقتل وحريصة كذلك على إنهاء تعليمها، فقد غادرت أيضا إلى فرنسا.

أمينة السبوعي

أمينة السبوعي

وكان هناك العديد من التونسيين سعداء لرؤيتها تغادر البلاد، وعادت أمينة، بعد عامين قضتهما في باريس، وعلى وشك إصدار مجلة نسائية جديدة.

وأنهت دراستها الثانوية في فرنسا، وغطت جسدها برسومات الوشم وشاركت في كتابة سيرة ذاتية نشرتها في باريس بعنوان، جسدي ملكي.

 

وقضت أمينة الكثير من وقتها في باريس، في منزل عائلة الكاتب والناشر الفرنسي ميشيل سيتبون، والذي بدعمه المالي كانت أمينة قادرة على بدء العمل في مشروعها الجديد.
> وتصف أمينة المجلة، التي ستبدأ طباعاتها في يناير من العام المقبل 2016، بأنها “مجلة نسائية مناصرة للمرأة”.
> وتقول إنها ستحمل موضوعات تتطابق تماما مع تلك الموجودة في أي مجلة نسائية، مثل “التجميل، والموضة، والطبخ، لكننا سنتحدث أيضا عن الكتب، سنتحدث عن الإجهاض، المثلية الجنسية، اللاجئين، والعلمانية. سنحاول أن نجعلها مثيرة لاهتمام كل إمرأة.”
> وستسمى المجلة “فريدة”، وهو اسم عربي لفتاة، لكنه يحمل عند أمينة صدى كلمة الحرية Freedom بالإنجليزية.

وأشارت إلى أن طلب الذكور باحتشام الإناث، يتضمن التهديد بالعنف، كما أن ما يسمى بـ “جرائم الشرف”، والتي لا تزال منتشرة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ليست سوى المظهر الأكثر تطرفا من هذا التهديد.
> وتقول أمينة “إنهم يتحدثون عن الأشخاص الذين يموتون بسبب الكحول، والسجائر، وبسبب المخدرات، ولكن أيضا بسبب الشرف، ليس لدينا إحصاءات، ولكن أنا واثقة من أنها ضخمة.”

 

وترى أمينة أنه كانت هناك حاجة ملحة، لانعكاس الأفكارالعلمانية لحكام تونس على الصحافة الشعبية، وترجمتها إلى ثقافة الحياة اليومية.

مظاهرات لنساء عاريات الصدر

مظاهرات لنساء عاريات الصدر

 

لا يزال الجدل الهائل، الذي أثارته أمينة عام 2013، مشتعلا، وفي شوارع تونس وحتى في قرية سيدي بوسعيد الفاتنة، التي تعيش فيها أمينة حاليًا، فإن ظهور أمينة في الشارع لا يزال يجلب الشتائم والانتهاكات.

كما أن التهديدات بالقتل أيضا لم تهدأ تماما. لكن أمينة حتى وإن كانت خائفة فإنها لا تبدي أي علامة على ذلك، وتقول إن الكارهين هم الخائفون حقا.

وتقول أمينة “أرى أن الناس هم الخائفون من المرأة، إنهم يحاولون فعل أي شيئ حتى لا نفتح أفواهنا، لأنهم يشعرون بخطر المرأة”.

أمينة السبوعي

أمينة السبوعي

أونا