كتب : لأناضول الجمعة 21-06-2013 13:54
على غير المعتاد، تخلو الدراما التي ستعرض في شهر رمضان لهذا العام من المسلسلات الدينية المصرية، بعد أن كان الشهر الفضيل فرصة مناسبة لعرض مثل هذه الأعمال التي تعلقت بها قلوب المشاهدين.
ويعتبر نقاد وفنانون أن هذه المفارقة تستحق التوقف عندها إذ أنه بعد عام من وصول الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، إلى سدة الحكم في البلاد يوم 30 يونيو، تخلو الشاشات المصرية في شهر رمضان من أي مسلسل ديني مصري.
ولن يعرض على الشاشات المصرية إلا مسلسل "خيبر"، الذي تنتجه شركة قطرية، ويقوم ببطولته عدد من النجوم السوريين والعرب، ويخرجه الأردني محمد عزيزية.
وتدور أحداث المسلسل في إطار تاريخي حول غزوة "خيبر"، التي قادها الرسول محمد خاتم الأنبياء ضد اليهود، في العام السابع من الهجرة النبوية.
ويتناول المسلسل حياة اليهود الاجتماعية والاقتصادية والدينية وجلائهم عن الجزيرة العربية وقصة تحالفهم مع من حولهم من القبائل والصراعات القائمة بينهم، ويلقي المسلسل الضوء على سمات اليهود.
وخلال السنوات الأخيرة، حاز عدد من المسلسلات الدينية أثناء عرضها في رمضان نسبة مشاهدة مرتفعة.
إذ حقق مسلسل "الغزالي"، الذي عرض العام الماضي وهو من بطولة محمد رياض، وتأليف الكاتب محمد السيد عيد، وإخراج إبراهيم الشوادى، نسبة مشاهدة مرتفعة وحصد عدة جوائز داخل مصر وخارجها.
ودار المسلسل حول قصة حياة الإمام الراحل أبو حامد محمد بن محمد الغزالي أحد أشهر علماء المسلمين في التاريخ، وتحديدا في القرن الخامس الهجري.
كما حقق مسلسل "عمر"، وهو من إخراج السوري حاتم علي وتأليف الفلسطيني وليد سيف، وأذيع العام الماضي، نجاحا جماهيريا واسعا، رغم دعوات المقاطعة التي صاحبت بثه؛ اعتراضا على تجسيده لشخصية أحد صحابة الرسول محمد خاتم الأنبياء؛ حيث قدم المسلسل قصة عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين.
بينما يفسّر كاتب السيناريو المصري مصطفى محرم ندرة الدراما الدينية على شاشة رمضان هذا العام، بـ"الصعوبة الرقابية التي يواجهها منتجو هذه الأعمال في الحصول على موافقة الرقابة والأزهر على مثل هذه الأعمال الدينية".
ويضيف محرم أن "هذه الإجراءات الرقابية الكثيرة تحبط القائمين على مثل هذه النوعية من المسلسلات، وتجعلهم غير مقبلين على القيام بتجربة انتاج أو كتابة مسلسل ديني مرة أخرى".
بينما يرجع الممثل المصري، رشوان توفيق، الذي اشتهر بالمشاركة في المسلسلات الدينية والتاريخية، الأمر إلى "التكلفة الإنتاجية الباهظة لمثل هذه النوعية من المسلسلات".
ويقول توفيق، إن "الديكور والملابس وأماكن التصوير في تلك المسلسلات تحتاج أموالا كثيرة لا تحتاجه المسلسلات المعاصرة".
وعن حل تلك الأزمة، يرى أنه "على الدولة أن تبادر بتبني إنتاج مثل هذه الأعمال".
ويضيف أن "المنتج عادة يحجم عن هذه النوعية من الدراما؛ نظرا للتكلفة الباهظة في تنفيذها، كما أن الإعلانات فيها عادة لا تكون كثيرة، والقنوات التليفزيونية أيضا تختار مواعيد (لبث هذه المسلسلات) لا توجد بها نسبة مشاهدة مرتفعة".
أما الناقد الفني المصري، محمد كمال، فيرى أن "هناك مفارقة يشهدها رمضان هذا العام، وهي انتشار الأعمال، التي تتناول شخصية رجل الدين بشكل نقدي، مثل مسلسلات (الداعية) بطولة هاني سلامة، و(بشر مثلكم) بطولة عمرو سعد، و(نيران صديقة) بطولة السورية كندة علوش والمصري عمرو يوسف".
ويضيف كمال، في حديث مع مراسلة "الأناضول": "تتفق هذه المسلسلات كلها في أنها تتناول شخصية رجل الدين في هيئته المعاصرة.. مسلسل (الداعية) يقدم رجل الدين الذي استطاع الحب أن يغير مواقفه، ويدفعه إلى التخلي عن مواقفه المتشددة، وفي مسلسل (بشر مثلكم) يتم رصد بعض شيوخ الفضائيات الذين اتخذوا من الدعوة وسيلة لجمع المال والشهرة من خلال تبني المتشدد من الآراء".
"أمام مسلسل (نيران صديقة) فقدم شخصية رجل الدين الوسطي في مواجهة أصحاب الآراء المتعصبة والمتشددة"، بحسب كمال.
ويختم الناقد الفني المصري بأن "المفارقة الأخرى التي يمكن رصدها هي أنه في الوقت الذي يتولى فيه حكم مصر رئيس ينتمي للحركات الإسلامية، تتوارى المسلسلات الدينية التي تتناول حقبًا تاريخية معينة وأحداثًا تاريخية، أو تهدف لتعريف الأجيال الجديدة بشخصيات إسلامية مؤثرة".