أخبار عاجلة

عقاقير الضغط المرتفع والصرع تؤدى إلى الإصابة بالذئبة الحمراء

عقاقير الضغط المرتفع والصرع تؤدى إلى الإصابة بالذئبة الحمراء عقاقير الضغط المرتفع والصرع تؤدى إلى الإصابة بالذئبة الحمراء

الذئبة الحمراء هو أحد أمراض المناعة الذاتية التى يهاجم فيها الجهاز المناعى أنسجة العديد من الأعضاء فى الجسم، وهو إما أن يكون محدودا فى الجلد فقط، ويأخذ شكلا دائريا أو قرصيا Discoid Lupus، وهذا النوع لا يوجد فيه خطورة، ويعالج بالأدوية الموضعية.

أشار د. عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة، وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة أما النوع الثانى الأكثر خطورة، فهو الذئبة الجهازية Systemic LupusErythematosis ويرمز له اختصاراً S.L.E، والتى يمكن أن تصيب عدة أجهزة فى الجسم، وتسبب أعراضا مختلفة، تبدأ بالتعب الشديد لأقل مجهود، والتهابات المفاصل، وربما تورمها واحمرارها أحيانا، خاصة فى الرسغ واليدين والأصابع والركبتين، ويشبه هذا الالتهاب ما يحدث فى التهاب الروماتويد المفصلى، إلا أنه لا يسبب إصابات وتشوهات دائمة، مثلما يحدث فى حالة الروماتويد.

أما العرض الثانى الذى يمكن أن يميز مرض الذئبة الحمراء، هو وجود ما يشبه الطفح الجلدى على شكل فراشة تحت العينين، وعلى الخدود مرورا بالأنف، وهو من الأعراض المميزة لهذا المرض، خاصة عند التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية.

وأضاف عبد الهادى أن هناك تغيرا قد يحدث فى شكل الأظافر، حيث تبدو متشققة وباهتة، ويمكن أن تنكسر بسهولة مع وجود التهابات عند جذور الأظافر، مع سقوط ملحوظ لشعر الرأس، وهناك ارتفاع فى درجة الحرارة ما بين 38: 39 درجة مئوية، ويصعب على المريض المشى فى الشمس أو التعرض للحرارة.

وأوضح عبد الهادى أن هناك ظاهرة تسمى ظاهرة "رينودز"، والتى تأتى فى الأطراف، خاصة أصابع اليد والقدمين التى يحدث فيها ألم وتغير فى اللون، حيث تأخذ اللون الأبيض أو الأزرق بمجرد تعرضها للبرودة، وذلك نتيجة لقصور فى الأوعية الدموية الطرفية نتيجة تقلص هذه الأوعية.

وهناك أيضا بعض الأعراض التى تصيب كلا من الكلى، وتسبب التهاب مناعى فى الكلى، وفى الغشاء المحيط بالقلب والرئتين، مما يمكن أن يسبب التهابات حادة بهما، ويمكن أيضا أن تصاب بعض أجزاء من الجهاز العصبى نتيجة الإصابة بالذئبة الحمراء.

وأشير إلى أن هناك بعض الأدوية التى يمكن أن تكون هى نفسها السبب فى حدوث الإصابة بالذئبة الحمراء مثل" الهيدرالازين " الذى يستخدم لعلاج الضغط المرتفع، و"بروكيناميد وكيميدين" اللذان يستخدمان لعلاج اضطراب نبضات القلب، وبنسيلامين الذى يستخدم لعلاج الروماتويد، والفينايتوين الذى يستخدم لعلاج الصرع.

أما فى حالة إذا كان المرض ناتجا عن تفاعل الجهاز المناعى بمرض من أمراض المناعة الذاتية، فإن المريض ينبغى أن يتابع مع الطبيب دوريا حتى يتجنب حدوث مضاعفات خطيرة، يمكن أن تنتج من هذا المرض، مثل الإصابة بالفشل الكلوى، وتليف الرئة، والإصابة بالجلطات المختلفة، والإجهاض المتكرر بالنسبة للنساء، حيث إن كثيرًا من حالات الإجهاض تكون بسبب التهاب مناعى فى الأوعية الدموية، يسبب حدوث جلطات تمنع وصول الدم للجنين فيحدث الإجهاض.

وعن كيفية التشخيص يقول مصباح إنه يتم من خلال الأعراض المرضية، ثم من خلال تحاليل ANA، وصورة الدم، والأجسام المضادة لمحتويات نواة الخلية البشرية، حيث إن هناك بعض الأعراض المتشابهة مع الروماتويد والفيبرومايلجيا وبعض الأمراض الأخرى التى يمكن التفريق بينها من خلال الفحوص والتحاليل الطبية.

أما عن العلاج ينبغى أن يفهم المريض أن هذه الأمراض تدخل فى نطاق الأمراض القابلة للسيطرة وليس للشفاء التام، مثل أمراض السكر والضغط وغيرها، فلا يجب أن يترك علاجه عندما تتحسن حالته، ولكن يجب أن يتابع الطبيب لتعديل أنواع وجرعات الأدوية حتى لا تحدث مضاعفات وهو لا يشعر بها.

هذا إلى جانب أنه يتم استخدام مثبتات المناعة، مثل الكورتيزون، آزاثيوبرين،وبلاكونيل وغيرها للسيطرة على الالتهاب، مع استخدام نظام غذائى معين تقل فيه المشبعة، وملح الطعام، والبروتينات مثل: لحوم الضأن والأبقار والأسماك فى حالة إصابة الكلى، كما يستخدم فى بعض الحالات العلاج البيولوجى باستخدام مثبتات الخلايا الليمفاوية البائية مثل رتوكسيماب، وكذلك إنفليكسيماب، ولكنها غالية الثمن والتكلفة.

اليوم السابع