كتب : عبدالعزيز الشرفى وأمير وجدى، ووكالات: منذ 9 دقائق
اندلعت اشتباكات بين قوات الشرطة التركية والمتظاهرين ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، مساء أمس الأول وفجر أمس، بالعاصمة أنقرة بعد إصرار المتظاهرين على الاستمرار فى مسيرتهم الاحتجاجية من حديقة «كوغولو بارك» حتى ميدان «كيزيلاى» بقلب المدينة. وذكرت شبكة «إن.تى.فى» الإخبارية التركية، أمس، أن قوات الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ضد المتظاهرين المتجمعين فى شارع «كيندى» بوسط أنقرة.
واستنكر أردوغان استمرار الاحتجاجات، قائلاً: «لمن يسألوننا هل وصلت رسالة (تقسيم)، أقول لهم هل وصلتكم رسالة (قازلى تششمه)»، مؤكداً أن مؤيديه تجمعوا وتفرقوا دون إحداث أى ضرر، وأن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى عكست صورة أحادية لتركيا بمساعدة من القوى الداخلية والخارجية.
وشهدت الشوارع الفرعية المؤدية لـ «تقسيم»، مناوشات بين الشرطة والمتظاهرين بعد أن استجابت قوات الشرطة لمطالب ما يقرب من 20 ألف متظاهر فى حى «بيشكتاش» وسط إسطنبول، بتنظيم مسيرة تضامن مع حديقة «جيزى بارك».
ونظم ما يقرب من 10 آلاف شخص فى «أزمير» و«إسكيشيهر»، تظاهرات ومسيرات فى الميادين الرئيسية، استخدم خلالها المتظاهرون الحجارة والألعاب النارية واستمرت المطاردة بين الطرفين حتى ساعة متأخرة من الليل.
من جانبها، نفت وزارة الخارجية الأمريكية أى ضلوع لمنظمات أمريكية أو أمريكيين فى حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة التركية منذ نهاية مايو الماضى. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جينيفر بساكى: «نرفض كلياً الاتهامات التى مفادها أن مجموعات أو أشخاصاً أمريكيين هم مسئولون عن المظاهرات فى تركيا أو أسهموا فى تأجيجها».
وأشارت صحيفة «حرييت» التركية إلى أن الحكومة التركية تبحث وضع قيود على وسائل التواصل الاجتماعى، مشيرة إلى أن وزير العدل بدأ العمل على مسودة قانون تحد من جرائم الإنترنت. وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية التركية تحقق فى 5 ملايين تغريدة على «تويتر» متعلقة بالاحتجاجات. واعتقلت قوات مكافحة الإرهاب التركية عدداً من المواطنين فى مداهمات لمنازلهم، إضافة إلى مداهمة مقرات لوسائل إعلامية مثل صحيفة «إتيليم» ووكالة أنباء «إتكين». وأشارت «حرييت» إلى أن مجموع المعتقلين من إسطنبول 193 شخصاً، وُجه لـ 22 منهم اتهامات بتنظيم مظاهرات عنيفة وغير قانونية.
وتقدم اتحاد المحامين الأتراك بشكوى للسكرتارية العامة لمجلس البرلمان الأوروبى، ضد قوات الشرطة والحكومة التركية التى وجهت تعليمات باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
من جانبه، قال النائب سيرى أوندر، عضو حزب «السلام والديمقراطية»، إن حوالى 70 شخصاً جرى اعتقالهم صباح أمس، وكان من بينهم عضو بالحزب الشيوعى، وأشارت وكالة أنباء «الأناضول»، إلى أن أعضاء من الحزب الماركسى الاشتراكى كانوا من المستهدفين فى المداهمات.
فى سياق منفصل، التقى أردوغان، مساء أمس، برئيس المكتب السياسى لـ «حماس» خالد مشعل ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية بمقر رئاسة الوزارة التركية. وذكرت صحيفة «حرييت» التركية، أن جدول أعمال الاجتماع تركز حول التطورات الجارية فى منطقة الشرق الأوسط وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية.