أخبار عاجلة

باعة «قرن الغزال» يهتفون فى العتبة والأزهر: «السلاح الأبيض بينفع فى اليوم الأسود»

باعة «قرن الغزال» يهتفون فى العتبة والأزهر: «السلاح الأبيض بينفع فى اليوم الأسود» باعة «قرن الغزال» يهتفون فى العتبة والأزهر: «السلاح الأبيض بينفع فى اليوم الأسود»

كتب : عبدالوهاب عليوة: منذ 0 دقيقة

«إحمى نفسك بنفسك، لا شرطة ولا جيش»، «السلاح الأبيض بينفع فى اليوم الأسود».. بهذه الهتافات ينادى بائعو المطاوى «قرن الغزال» و«السنج» على بضاعتهم التى انتشرت فى منطقة العتبة وفى ممرات «سور الأزبكية» للكتب وشارعى الموسكى والأزهر، بشكل مخيف، حيث تباع الأسلحة البيضاء المحظورة علناً فى وضح النهار أمام الجميع، كأنها «لعب أطفال».

ينتشر هؤلاء الباعة بكثافة ويفترشون بضاعتهم وسط الباعة الجائلين المنتشرين فى هذه الأسواق التجارية التى يقصدها المواطنون من كل حدب وصوب، ويعرضون سلاحاً أبيض مختلفاً ألوانه وأشكاله، وأسعاره التى تبدأ من 30 جنيهاً لمطواة «قرن الغزال» المصنوع يدها من الخشب الأبيض، بينما ذات اليد المصنوعة من الخشب الزان يتراوح ثمنها من 50 إلى 70 جنيهاً، حسب الإقبال عليها.

وبينما يرتفع سعر المطواة «السـوستة» صناعة صينية إلى 100 جنيه، يبدأ سعر «الخنجر» من 70 جنيهاً ويصل إلى 270 جنيهاً حسب نوعه وحجمه، وهناك أنواع أخرى من السلاح الأبيض أشد خطورة وفتكاً، منها «السنج» بأنواعها وأحجامها المختلفة، وهى مثل السكين لكنها أطول وأعرض، وأشبه بالسيف، ويبدأ سعرها من 80 وحتى 160 جنيهاً، كما تباع أيضاً «السفوريات» وهى أقصر من السنجة لكنها «مسنونه» من الجانبين كالخناجر.

وبما أن البضاعة سلاح، والباعة معظمهم بلطجية ومسجلون خطر، والمشترى يسعى لحمل السلاح، فمن الطبيعى أن تسيل الدماء بمجرد الاختلاف على السعر أو فشل محاولات «الفصال» أو رجوع المشترى فى عملية الشراء، فتندلع مشاجرة تكون نتيجتها «غزة مطواة» ودماً يسيل، ولا يستطيع أحد الاعتراض أو وقف هذه الدماء التى تنزف ولا حتى نقل الضحية المصاب إلى أقرب مستشفى يمكن إسعافه فيه، فقط إذا شعر البائع بالخطر بعد إصابة أحد زبائنه، فإن البائع يلجأ إلى الاختفاء ببضاعته حتى تهدأ الأمور، ثم يعود ليعرض السلاح على المارة من جديد.

ويوضح شلبى الصباغ حداد بقرية «الخرقانية» بالقليوبية أن «السنج» التى تباع فى العتبة والأزهر صناعة محلية، وهى تُصنع من نوع معين من الحديد، أفضله حديد «سوستة السيارات» التى يتم تسخينها حتى تصل إلى درجة الاحمرار ثم الطرق عليها بمطرقة حديدية ضخمة، حتى يمكن «سلبها» وتشكيلها على الشكل الذى يريده الزبون، ثم توضع فى النار مره أخرى حتى الاحمرار ثانية، ويجرى الطرق عليها من جديد حتى تصل إلى شكلها النهائى، ثم يتم سن سلاحها وتصبح جاهزة ليحملها البلطجى فى مشاجراته ومعاركه.

«السنج» والمطاوى تُباع بالجملة فى «حارة اليهود» تحت شعار «إحمى نفسك بنفسك لا شرطة ولا جيش».. وأغلب زبائنها من طلبة المدارس

ويبرر حداد «الكور» اضطراره إلى صناعة هذه الأسلحة التى يستخدمها البلطجية بأن «السوق نايمة ولم يعد هناك شغل زى زمان، والمهنة فى طريقها إلى الانقراض».

ويتراوح ثمن مصنعية «السنجة» كما يقدّرها «الصباغ» من 50 إلى 80 جنيهاً حسب نوعية الحديد المستخدم، على أن يشترى الزبون الحديد بمعرفته أو يدفع ثمنه منفصلاً مقدماً، وهو يصل إلى 100 جنيه، فيشترى الحداد بنفسه الحديد لصناعة السنجة حسب المواصفات المطلوبة.

ويقول محمد الصعيدى، صاحب محل، إن «حارة اليهود» هى المصدر الرئيسى لبيع السلاح الأبيض لهؤلاء المسجلين، موضحاً أن هذه النوعية من البضائع توضع فى المخازن، ولا يتم عرضها فى المحال لعدم قانونية بيعها، وهى تباع لزبائن يعرفهم التاجر ويثق بهم، أما الباعة أنفسهم فيبيعونها لأى شخص.

وأضاف «الصعيدى» أنه تم إغراق السوق بأكثر من 10 ملايين قطعة سلاح، حسب قوله، مشيراً إلى أن هذه النوعيات من السلاح الأبيض تدخل مهرّبة عن طريق منفذ السلوم قادمة من جنوب أفريقيا لحساب أحد أكبر تجار السلاح الشرعيين فى مصر، الذى يرفض بيعها فى سلسلة محلاته، حتى لا تؤثر على سمعته.

ويكشف «ح. أ» أحد الباعة الجائلين بشارع الأزهر، أن السلاح الأبيض يأتى فى كراتين تخلو من أى بيانات تبين الجهة المصدّرة أو بلد المنشأ، وتحتوى كل كرتونة على 24 مطواة، لافتاً إلى أن عملية بيع السلاح تشهد رواجاً كبيراً بعد الثورة، وأن أغلب زبائنها من الشباب وطلاب المدارس.

ومن جهته، يقول سامر فتحى، بائع لعب أطفال بميدان العتبة: «إن من يدخل هذه الأسلحة إلى البلد يريد تدميرها وإشاعة الفوضى فى البلاد، بينما البلطجية الذين يقومون ببيعها على الرصيف لا يهمهم غير الفلوس التى يسعون للحصول عليها بأى شكل».

أما جمعة صالح، بائع بشارع الأزهر، فيقول: «إن أمناء الشرطة يخافون التعرُّض لهؤلاء المسجلين خطر الذين لا يرهبهم غير الحملات المكبّرة بقيادة بعض الضباط الكبار، وأنه يتم القبض على العديد منهم بالفعل، ولكننا نجدهم بعد يومين فى الشارع ويعرضون بضاعتهم على المارة، ولا يستطيع أحد منا اعتراضهم حتى لو احتلوا أماكننا التى نفرش فيها بضاعتنا».

أخبار متعلقة:

وما مصر إلا «سوق سلاح» كبير

سوق المفرقعات و«السيلف ديفنس» تنتعش مع اقتراب تظاهرات 30 يونيو

«أبوحشيش» قلعة صناعة صواريخ المعارك

«العكرشة».. خرطوش «صُنع فى مصر»

المولوتوف.. قنابل المعارك

DMC