كتب : خالد عبدالرسول ومحمد أبوعمرة وماهر هنداوى وإمام أحمد منذ 8 دقائق
اعتبر سياسيون ومحللون أن الهدف من مؤتمر «نصرة سوريا»، هو توجيه رسائل غير مباشرة للداخل أكثر من الخارج، وقالوا إن خطابه قرار للاستهلاك المحلى وصفقة بادر بها «مرسى» لاستدرار عطف الجماعات فى مقابل أن يساندوه فى تلك الفترة الحرجة فى ظل تزايد الغضب الشعبى ضد الرئيس والإخوان، من جانب القوى السياسية المعارضة و«تمرد» التى نجحت فى الاقتراب من 15 مليون توقيع لعزل الرئيس فى 30 يونيو.
وقال أحمد بهاء الدين شعبان، منسق الجمعية الوطنية للتغيير: هناك أكثر من رسالة فى المؤتمر، فمثل أى نظام استبدادى حين يتعرض لخطر داخلى، يصطنع خطراً خارجياً ليشوش به الخطر الذى يواجهه داخلياً، والمتمثل فى مظاهرات 30 يونيو، فضلاً عن الكلام الدائر عن وجود خلافات داخل الإخوان أنفسهم، ومن ثم فإن افتعال وجود خطر خارجى يساعده على حشد الأنصار، وهو ما جربه من قبل فى إثيوبيا واكتشف أن عواقبه ستكون وخيمة.
وأضاف: «أعتقد أن مرسى يدفع تجربة الإسلام السياسى والإخوان إلى نفق مظلم، لأن مصر غير قادرة على تحمل نتائج حرب فى سوريا، وأن تفتح انعكاسات هائلة نتيجة انهيار سوريا».
واعتبر شعبان أن مرسى يعمل لخدمة الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية ومشروع الشرق الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة لتفتيت العالم العربى، وهو مشروع قائم على إعادة رسم خرائط الشرق الأوسط على أساس دينى وعرقى، فى سبيل بقائه وجماعته.
وأوضح أن قضية سوريا موجودة منذ سنتين، ولكن الرئيس والإخوان تذكروها فقط هذه الأيام، ووجدوها فرصة لجمع الأنصار والعشيرة وتهيئتهم لمواجهة وتوجيه رسالة للشعب المصرى فى نفس الوقت وتخويفه بهذا الحشد.
واعتبر الدكتور محمد أبوالغار، قيادى جبهة الإنقاذ، الخطاب ليس موجهاً لسوريا ولكنه موجّه لمصر، بغرض خدمة مصالح مرسى والإخوان فى حماية حكمهم على حساب الشعب المصرى ومصالحه.
وفيما يتعلق بالكلام عن «نصرة سوريا»، قال أبوالغار: «سياسة مرسى غير واضحة أو ثابتة، وتتغير تبعاً للمواقف الأمريكية، لرغبته فى إقامة علاقة جيدة معها وعدم إغضابها، لاعتقاده بأنها المتحكم فى بقاء حكمه».
وقال الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قرار الرئيس مرسى بقطع العلاقات مع النظام السورى يتماشى مع موقف الإدارة الأمريكية من دعم قوات الجيش الحر فى مواجهة «الأسد»، قائلاً: الإخوان يتحركون بتبعية شديدة للولايات المتحدة، ويسعون لاسترضاء الأمريكان قبل 30 يونيو.
وأضاف: «على المستوى الداخلى خطاب مرسى جاء رديئاً للغاية، ونسخة مكررة من خطاباته السابقة التى لا تقدم جديداً، واستعان بأهله وعشيرته ومؤيديه ليبدو وكأنه ذو شعبية واسعة، وأن مؤيديه لن يسمحوا بإسقاطه، مشيراً إلى أن «مرسى» لجأ للتهديد بنشوب «الفوضى» فى مظاهرات 30 يونيو كما فعل مبارك حين خيّر المصريين بين استمرار حكمه أو الفوضى.
من جانبه، اعتبر أبوالعز الحريرى، المرشح الرئاسى السابق، قرار الرئيس بقطع العلاقات مع سوريا وسحب طاقم السفارة المصرية وغلق السفارة السورية فى مصر، بمثابة قرار إعلان الحرب ويضر بمصالح مصر فى المنطقة ولا يخدم قضية المعارضة السورية ولا الشعب السورى.
وأضاف أن مساندة المعارضة السورية لا تكون أبداً بإعلان حالة الحرب على دولة عربية شقيقة فى الوقت الذى يتجه فيه المجتمع الدولى والولايات المتحدة الأمريكية إلى لغة الحوار والحلول السلمية للأزمة.
واستنكر الحريرى إعلان مرسى أن مصر جاهزة لإمداد المعارضة بالمؤن والسلاح، وأن ذلك يتناقض مع ما ذكره فى خطاباته السابقة بشأن عدم التدخل فى الشأن الداخلى لأية دولة، لافتاً إلى أن إعلان الحرب يجب ألا يتخذه الرئيس بقرار فردى ولكن بعد مباحثات ومداولات واجتماعات مع مجلس الدفاع الوطنى ومجلس الشورى ووزارة الدفاع.
وأضاف أن المؤتمر واضح منه أنه محاولة من النظام الحاكم الإخوانى لاستدرار مشاعر وعواطف الجماعات «الإرهابية» لمساندته فى الحكم خلال الفترة الحساسة المقبلة، وقال إن خطاب مرسى «فاشل وفشنك» يحاول به كسب الدعم السياسى باستغلال مخاوف الجمهور.
وقال الكاتب الصحفى صلاح عيسى إن الخطاب فى مجمله «للاستهلاك المحلى» وموجه للتيارات السياسية فى الداخل أكثر منه للخارج، وأن قطع العلاقات مع النظام السورى لا يؤثر لأنه جاء متأخراً كثيراً، مشدداً على أن الهدف الحقيقى للاحتفالية استخدام سوريا ذريعة للحشد الجماهيرى واستعراض العضلات قبل 30 يونيو.
وقال سعد عبود، عضو مجلس الشعب السابق، إن قرار قطع العلاقات مع سوريا خاطئ وكارثى، لأن مصر تمثل «شعرة معاوية» بين الجيش السورى الحر والنظام، وتستطيع التدخل لحل الأزمة، لافتاً إلى أن ما يحدث فى سوريا الآن طائفى ولا ينصب فى مصلحة أى من الطرفين، وخطاب مرسى سوف يرفع حدة الطائفية بين السنة والشيعة.
من جانبه، وصف سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع قرار الرئيس مرسى بقطع العلاقات مع سوريا بالنكتة المضحكة، وقال إن مرسى أراد أن يظهر كفارس بين أهله وعشيرته، ولكن يجب عليه أن يحقق ما أقسم عليه بأن يقطع العلاقات مع إسرائيل.
وأوضح أن افتعال معارك ليست حقيقية هو سلوك ينتهجه كل ديكتاتور للفت الانتباه عنه، مشيراً إلى أن مستشارى مرسى أقنعوه أنه بذلك سوف ترضى عنه أمريكا والغرب وتقف بجواره بعد اعتراض المصريين عليه.
وأضاف أن تهديده لمن يخرجون للاعتراض على حكمه يصلح مع المئات أو حتى الآلاف ولكن لا يصلح للملايين التى ستخرج نهاية الشهر لإقالته، وسوف يفاجئه الشعب برفضه لحكمه.