قال رئيس الوزراء البريطانى إن بلاده وروسيا يمكنهما التغلب على خلافاتهما بشأن سوريا، بينما حذرت موسكو الغرب من تسليح المعارضة السورية.
وعلى الصعيد الإقليمى بحسب ما جاء بالجزيرة، رحبت جامعة الدول العربية بدعوة الرئيس المصرى محمد مرسى لعقد قمة طارئة بشأن الأزمة السورية، فى الأثناء دعا الفاتيكان قمة الثمانى لوقف فورى لإطلاق النار فى سوريا.
ففى لندن قال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أمس الأحد عقب اجتماع مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عشية قمة الثمانى فى أيرلندا الشمالية، إن روسيا وبريطانيا يمكنهما التغلب على الخلافات فى موضوع الحرب السورية.
وقال كاميرون فى مؤتمر صحفى مشترك مع بوتين "ما خرجت به من مناقشتنا أمس هو أن بمقدورنا التغلب على هذه الخلافات إذا أدركنا أننا نتفق فى بعض الأهداف الأساسية وهى وضع حد للصراع ومنع تفكك سوريا والسماح للشعب السورى بأن يقرر من يحكمه ومحاربة المتطرفين وهزيمتهم".
من جهته حذر بوتين الغرب من تسليح المعارضة السورية قائلا إن خصوم الرئيس بشار الأسد أكلوا أعضاء بشرية ويجب عدم دعمهم.
وفى أول تصريحات علنية له منذ قرار إدارة الرئيس باراك أوباما تسليح المعارضة السورية للإطاحة بالأسد قال بوتين فى المؤتمر الصحفى إن روسيا تريد توفير الظروف المواتية لإنهاء الصراع المستمر منذ عامين. وأضاف "أظن أنك لا تنكر أن على المرء ألا يدعم أشخاصا لا يقتلون أعداءهم فحسب بل يشقون أجسادهم ويأكلون أحشاءهم أمام الناس والكاميرات".
ومضى يقول "هل هؤلاء هم الذين تريد أن تدعمهم؟ هل هؤلاء هم من تريد أن تزودهم بالسلاح؟"
وقال إن موسكو "لا تنتهك القواعد" الدولية حين تزود النظام السورى بالسلاح، معتبرا أن قيام شركائه الغربيين فى مجموعة الثمانى بتسليح المعارضين السوريين سيشكل انتهاكا لهذه القواعد، وأضاف "نحن لا ننتهك أى قاعدة أو معيار وندعو جميع شركائنا إلى تبنى السلوك نفسه".
> عربيا، أعربت جامعة الدول العربية عن ترحيبها بدعوة الرئيس المصرى محمد مرسى لعقد قمة عربية مصغرة بشأن سوريا وقال السفير أحمد بن حلى، نائب الأمين العام للجامعة، إن التحديات القائمة تدفع الجامعة للترحيب بأى تجمع عربى أو إسلامى على هذا المستوى، لكنه أشار إلى أن الجامعة لم تتلق طلب مصر بشكل رسمى.
وكان مرسى قد دعا، خلال مؤتمر نصرة الشعب السورى الذى عقد بالقاهرة مساء الأول السبت، إلى قمة عربية وإسلامية لهذا الغرض، وقال إن الشعب السورى يطالب بمزيد من الإجراءات الفاعلة لنصرته، كما طالب مجلس الأمن بإصدار قرار يحظر الطيران فوق سوريا، وأعلن عن قطع العلاقات المصرية مع النظام السورى.
وردا على سؤال عن رؤية الجامعة العربية للموقف المصري، أشار بن حلى إلى أن مجلس الجامعة العربية كان قد أصدر قرارا فى هذا الشأن العام الماضي، لكن التنفيذ هو قرار سيادى يتعلق بكل عضو فى الجامعة على حدة من منطلق سيادتها الحرة ومواقفها من الأزمة السورية.
وبشأن المطالبات بفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا، قال بن حلى "نحن الآن نتكلم عن الحوار وعن حل الأزمة بالطرق السلمية، وهو ما تدفع به الجامعة العربية نحو حل هذه الأزمة، ووقف شلال الدم بشكل عاجل وإنقاذ سوريا".
على صعيد آخر، قالت وزارة الخارجية المصرية إن الوزير محمد كامل عمرو تواصل هاتفيا مع نظيره الأمريكى جون كيرى وتناولا الأوضاع المتدهورة فى سوريا.
وأكد بيان تلقت الجزيرة. نت نسخة منه أن عمرو أكد أن الأمور لا يمكنها أن تستمر على هذا النحو مؤكداً رفضه القتل وإراقة دماء الشعب السورى على النحو الذى يحدث بشكل يومي.
وأضاف البيان أن الوزيرين تشاورا بشأن سبل تقديم الدعم للمعارضة السورية فى إطار تعزيز قدرتها على الدخول فى مفاوضات سياسية جدية تُفضى فى نهاية المطاف إلى الحل السياسى الذى يقبل به الشعب السورى ويحقق له تطلعاته المشروعة.
كما التقى وزير الخارجية المصرى المبعوث العربى الدولى المشترك للملف السورى، الأخضر الإبراهيمى حيث تم بحث الوضع فى سوريا وأكدا ضرورة وقف الآلة العسكرية التى أودت بحياة ما يزيد عن تسعين ألف مواطن سورى حتى الآن.