كتب : بهاء الدين محمد منذ 31 دقيقة
أبدى جانب من المعارضة السورية عدم ارتياحه الكامل لخطاب الرئيس محمد مرسي في مؤتمر «نصرة سوريا» أمس، معتبرين أنه يحشد أنصاره قبيل مظاهرات «30 يونيو» لأهداف داخلية، فيما رحب آخرون بقرارات الرئيس رغم تحفظهم على تأخرها.
وكشف عبد الرحمن ربوع عضو تيار التغيير الوطني أحد حضور المؤتمر لـ«الوطن»، أن شباب حزب الحرية والعدالة أعدوا توقيعات وقوائم لكي ترفع لمنظمي المؤتمر وهيئة علماء المسلمين والرئاسة مطالبين بالتطوع للجهاد في سوريا، وحول قرارات الرئيس قال: «القرارات جاءت هزيلة وليس بها جديد، وتوقعنا أن تكون هناك قرارات أقوى، وإغلاق السفارة يعتبر تحصيل حاصل، والقائم بالأعمال المصري كان يجب أن يبقى للإفراج عن عشرات المصريين المعتقلين في سوريا.. مرسي اكتشف خطأه بالتحرك نحو إيران وروسيا بعد عام كامل وأفاق من الغفلة التي كان بها متأخراً».
«عبود»: دخول المجاهدين سيبرر للنظام ممارسة مزيد من القتل
فيما اعتبر بشار عبود أحد قيادات المعارضة العلوية، أن تدخل حزب الله اللبناني سبب أساسي لكل ما يحدث ولدعوات الجهاد في سوريا، مؤكدا ترحيبه بموقف الرئيس مرسي، لكنه أعرب عن قلقه من دخول المجاهدين إلى سوريا بشكل عشوائي وبدون تنسيق مع المعارضة السورية، ما قد يعطي مبررا أكبر للنظام لممارسة القتل. وشدد على أن إغلاق السفارة بدون افتتاح سفارة أخرى للائتلاف الوطني سيعقد الخدمات القنصلية التي يحتاجها السوريون.
وأكد وليد البني عضو الائتلاف الوطني السوري لـ«الوطن»، أن مواقف الرئيس تمثل دعاية جديدة لنظامه ومحاولة لاستثمار هذا الخطاب لإرضاء اتحاد علماء المسلمين الذين دعوا للجهاد، وللابتعاد عن المعارضة المصرية الداخلية بقضايا خارجية، وأضاف: «سننتظر لنرى إذا كان هذا الخطاب سُيترجم في صورة ضغط على إيران لسحب قوات حزب الله أم لا».
«البني»: «مرسي» يحاول إرضاء علماء المسلمين.. و«الكويفي»: المؤتمر طائفي
وقال الناشط السوري باسل الكويفي، إن القيادة المصرية والعلماء المسلمين تحركوا لإعلان أن ما يجري حرب طائفية، وأضاف: «كنا نتمنى أن يكون هذا المؤتمر مبكرًا وألا يكون له طابع إسلامي؛ فالمؤتمر يعد استكمالا لمؤتمر علماء المسلمين الداعي للجهاد في سوريا وأن مشاركة الرئيس مرسي في المؤتمر تدل على أن هناك محاولة لاستغلاله لدعم شعبيته ولكننا نقدر مشاركته، والثورة السورية يتضامن معها كل الشعب المصري ولا يجب أن يعطي الصبغة الإسلامية». لكنه أكد أن هذا الحشد الإسلامي هو نتيجة طبيعية لما جرى من تدخل الشيعة العراقيين والإيرانيين وحزب الله بما جعل الأمر «تحالف شيعي ضد الثورة السورية لدعم بشار الأسد وإفشال الثورة السورية التي في معظمها سنية».
واعتبر فيكتور شمس عضو ائتلاف اليسار السوري، أن الرئيس «مرسي» والإخوان لديهم إفلاس واضح نتيجة عدم وجود أي إنجاز في الداخل المصري ويحتاجون إلى مخاطبة قواعدهم من أجل زيادة شعبيتهم، وأضاف لـ«الوطن»: «الإخوان المسلمون لا يعنيهم مصير الثورة السورية بقدر ما يعنيهم بقاءهم في السلطة مع اقتراب مظاهرات 30 يونيو ومحاولة لإثارة العواطف الدينية والمذهبية لدى أنصارهم، وكذلك مغازلة للتيار السلفي المؤيد للجهاد في سوريا».
«شمس»: «مرسي» يغازل السلفيين ويعوض إفلاسه داخليا
وقال الناشط السوري محمود حمد لـ«الوطن»: «لا أثق بمرسي وحزبه مطلقا، وما عبر عنه من انتهازية وتسلق على دماء الشهداء لأجل مكاسب مادية يحققها، أما عن مشاركة السوريين فلا نقل إلا كان الله في عونهم فهم يتعلقون بأي شيء ولو قشة وهم يرون بلادهم تتدمر وتفنى».
وأكد الدكتور علي الحسيني القيادي بالتيار الشعبي الحر، أن المؤتمر له شقين الأول داخلي يتعلق بوضع الرئيس مرسي وحزبه شعبيا، والثاني أنه يلبي بعض ما يطلبه العلماء المسلمون ببيانهم الأخير بالحض على الجهاد، خاصة وأن الرئيس يتبع للبعض منهم فكريا ويأتي في سياق الحديث الأمريكي حاليا ونيتهم التدخل عن طريق الدعم للجيش الحر، وأضاف: «وعلى حد علمي أن ملك السعودية سيقدم خطابا أقوى من الرئيس مرسي وبسقف مطالب أعلى».
واعتبر معتز شقلب القيادي بتيار الكرامة الوطني، أن مؤتمر نصرة سوريا جاء بعد طول انتظار فالشعب المصري يمثل الكثير للسوريين ولكي نحكم عليه من أنه يدعم الثورة بشكل حقيقي علينا أن نرى أفعالا على الأرض فحتى الآن لم نر إلا الدعم الإغاثي والإنساني، بينما يغيب الدعم السياسي الحقيقي في حين ينعدم الدعم العسكري، واعتبر أن المؤتمر لم يدع لتسليح الثوار بل زاد من جرعة الدعم السياسي للثورة ولكنه لم يصل للمطلوب؛ فالسفارة لا يوجد بها سفير منذ سنة والمصريين أصلا فتحوا بيوتهم للسوريين قبل قدوم "مرسي"، مؤكدا أن إغلاق السفارة نهائيا حتى بقسمها القنصلي سيعود بالضرر على السوريين إلا لو قررت مصر السماح لمن ينتهي جوازه بالإقامة حتى انتهاء الثورة، أما طرد القائم بالأعمال فهو دعم سياسي مطلوب من مصر.
واعتبر الدكتور معن الناصر القيادي بالتيار الشعبي الحر، أن إغلاق السفارة يعبر عن فقدان النظام السوري لأي شرعية أو اعتراف في مصر، ويمثل الموقف الشعبي لمصر من الثورة الذي سبق الموقف الرسمي، مشيدا بمشاركة الرئيس في المؤتمر.
واعتبر محمد بوزان الناشط السوري أن الكثير من السوريين يتخوفون من إغلاق السفارة، لا سيما وأن السوريين في مصر ودول الجوار السوري كانوا يعتمدون على سفارة دمشق بالقاهرة لتجديد جوازاتهم.