اتفقت الصحف الخليجية الصادرة اليوم الأحد فى دولتى قطر والإمارات، على أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا شهدت تحولا كبيرا بقرار الموافقة على تسليح المعارضة.
ففى دولة قطر ، أكدت صحيفة "الوطن" القطرية، فى افتتاحيتها اليوم أن إعلان إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما نيتها تزويد المعارضة السورية بسلاح فعال مضاد للدروع والطيران سيكون من أهم التحولات الأخيرة فى الأزمة السورية.
ورأت الصحيفة أن هذا القرار الأمريكى جاء ردا لفعل ثلاثة معطيات استجدت أولها : شحنات الأسلحة الروسية التى حملتها سفن روسية إلى النظام السورى ، وثانيها: إن البعد الإقليمى فى الأزمة قد اتسعت رقعته بتدخل حزب الله فى القصير ومشاركته قوات النظام فى شن هجوم على حلب ، وثالثها : إن واشنطن أدركت أن فقدان خيارها العسكرى سيعنى مؤكدا فقدان الخيار السياسى فى "جنيف- 2 " نتيجة لتغير الأوضاع على الأرض.
وفى دولة الإمارات، قالت صحيفة "البيان" إن الأوضاع فى سوريا تتجه إلى مزيد من التصعيد، فبعد أسابيع من الظهور العلنى لميليشيات حزب الله فى المعارك الدائرة هناك شهدت السياسة الأمريكية تحولا كبيرا إثر قرار أوباما تسليح المعارضة السورية ، وربما بدت الخطوة الأمريكية مفاجئة بعض الشىء لكنها تأتى فى سياق مخاطر متزايدة على المدنيين من فائض القوة الذى يمتلكه النظام السورى بمساعدة حلفائه الإقليميين والدوليين.
وتحت عنوان "ما بعد تسليح المعارضة السورية".. ذكرت الصحيفة أن قرار التسليح أصبح فى حكم المؤكد حسب التصريحات والتحركات الدولية وهو يأتى كخطوة لتحقيق التوازن مع النظام وإيجاد معادلة بين الطرفين، بحيث لا يتفوق أحدهما على الآخر بشكل ساحق ما يعنى أن المرحلة المقبلة من الحرب ستكون طاحنة وسيخسر النظام مواقع كثيرة.
وقالت يبدو أن جهود عقد مؤتمر "جنيف -2" تذهب أدراج الرياح رغم استهلاكها الكثير من الوقت والمداولات السرية والعلنية لحث طرفى الصراع فى سوريا على الجلوس على طاولة المفاوضات، وذلك لأن "التوازن" الذى يتحدث عنه الغربيون قد يحتاج إلى شهور لتحقيقه، فضلا عن أن تسليم السلاح قد يتخذ وقتا طويلا لحين إزالة العقبات البيروقراطية فى الدول التى تنوى تقديمه للمعارضة.
وشددت "البيان" فى الختام على ضرورة تكثيف الجهود لبلورة رؤية جديدة لحل سياسى قائم على حالة التوازن بين طرفى الصراع ، إذ لا يعقل أن تتحول سياسة الحفاظ على التوازن ـ بمعنى استمرار القتال إلى ما لانهاية ـ بديلا عن حل يضع نهاية لهذه المأساة ويحقق تطلعات السوريين.