كتب : أحمد منعم منذ 3 دقائق
تصطف سيارات النقل المتهالكة على جانب الطريق السريع، إلى جوار مصنع «بتروجاس» بقرية طموه، جنوب الجيزة، ينتظر كل سائق دوره فى شحن حصة مستودعه من أسطوانات البوتاجاز، يغطى إنتاج مصنع «طموه» لتعبئة أسطوانات البوتاجاز أغلب مستودعات الجيزة من بولاق وإلى جنوب المحافظة، وفقاً لشرف أبوالخير، الخفير المسئول عن تنظيم دخول السائقين فى أدوارهم لشحن حصص البوتاجاز المخصصة لهم.
يحصل رضا عبدالستار، أحد سائقى سيارات نقل الأنابيب، على إذن شحن حمولة باسم صاحب المستودع، إلا أن «عبدالستار» يؤكد أن حمولة الأنابيب المشرف على نقلها لن ينقلها إلى مستودعه وإنما إلى اللجنة الشعبية التى يشرف عليها أعضاء من تنظيم الإخوان؛ يقول رضا: «سيارة الأسطوانات تصل إلى لجان الإخوان مرتين فى الأسبوع، وموعد وصولها معلوم، فيتسلمها الإخوان ويوزعونها دون مشكلات، وحصولهم على الأنابيب يكون عن طريق المستودع الأقرب لهم وليس عن طريق المصنع مباشرة».
سائقو سيارات نقل الأنابيب: الإخوان أثروا على المستودعات وحققوا مكاسب مادية وسياسية
الشحنة التى سينقلها رضا إلى مقر إحدى اللجان الشعبية تقدر بـ450 أنبوبة، ومن خلال تعامله مع اللجنة تلك وغيرها، يلاحظ رضا السعر الذى تباع به أسطوانة البوتاجاز لدى الإخوان: «قبل الزيادة فى أسعار الأنابيب كانت اللجان الشعبية بتستلم الأنبوبة على 6 جنيه ونص أو 7 جنيه، وكانوا بيبيعوها على 8 جنيه على الأقل، وخارج الإخوان كان سعرها بيختلف من مكان لمكان، يعنى بياع الأنابيب السريح، بيبيعها بسعر غير سعرها من المستودع، حالياً سعر الأنبوبة 6 جنيه وخمس قروش من المصنع، وطبعاً علشان تروح للإخوان سعرها بيوصل 8 جنيه ونص، لأن سعرها بيكون مضاف عليه سعر نقل الأنابيب عن طريق عربيات صاحب أقرب مستودع من مكان الإخوان، ومكسب صاحب المستودع بيخرج منه أجرة السواق والجاز.. وغيره».
رصد «عبدالستار» دخول اللجان الشعبية التى يُعلن أعضاؤها انتماءهم إلى تنظيم الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وكيف أثر دخولهم إلى سوق توزيع الأنابيب على أصحاب المستودعات أنفسهم، يقول: «دخول الإخوان أثر على أصحاب المستودعات، لأن الإخوان يجعلون أصحاب المستودعات مضطرين إلى استلام شحنات الأنابيب ولا يحصلون إلا على أجرة نقل تلك الأنابيب، وما يحدث هو أن الإخوان يطلبون من مصنع تعبئة الأنابيب شحنة أنابيب، فيخطر المصنع صاحب أقرب مستودع أن عليه إرسال سيارة لنقل شحنة أسطوانات بوتاجاز وتوصيلها إلى فلان، المنتمى إلى الإخوان، ولو امتنع صاحب المستودع فإنه يتحمّل غرامة تفرضها عليه إدارة التموين».
«عبدالستار»: مكسبهم جنيه على الأقل ولو امتنع المستودع عن نقل الأنابيب للإخوان يجرى تغريمه
السائق أحمد محمد، أحد سائقى سيارات نقل البوتاجاز، يقول: «الشيوخ دخلوا فى بيع الأنابيب من حوالى سنة لما كان الدكتور باسم عودة هو المسئول عن اللجان الشعبية فى الجيزة بالكامل، ومن وقتها وهو منظم موضوع الأنابيب عن طريق اللجان الشعبية اللى مشكلها الإخوان؛ وده ساعد فى حل أزمة الأنابيب».
يضيف «أحمد»: «فى الجيزة، يحصل الإخوان على أسطوانات البوتاجاز عن طريقين، فيه عربيات بياخدها الإخوان عن طريق المستودعات الأقرب إليهم، وعربيات تانية بتوصلهم مباشرة من مصنع تعبئة الأنابيب، يعنى الإخوان اللى عندنا بتوصلهم عربيات من مصنع أنابيب (طموه) وهى فى الغالب سيارات سعة 256 أنبوبة، وعربيات من المستودعات، منها عربيات 250 و400 و1000 أنبوبة».
ينقل «أحمد»، الذى يعمل لدى أحد مستودعات بولاق، شحنات البوتاجاز إلى اللجان الشعبية فى مناطق بولاق والكُنيّسة، وهما مكانان قريبان من المستودع الذى يعمل لديه.
من وسط الجيزة إلى جنوبها، تقع منطقة «منشأة دهشور»، حيث يعمل السائق دسوقى دسوقى فى مستودع البوتاجاز بها، يقول: «عندنا فى منشأة دهشور اللجان اللى عاملها (الحرية والعدالة) بتتحكم فى سعر الأنابيب، وبيراقبوا سعر الأنابيب اللى بنبيعها وبيجبرونا أحياناً نبيع بسعر أقل من إنه يحقق لصاحب المستودع مكسب، بعد ما بيدفع فلوس للسواق ولصيانة العربية وإكراميات لعمال المصنع وللعمال فى المستودع.. . كل ده والإخوان بيبيعوا الأسطوانات بمكسب جنيه واتنين وأحياناً أكتر».
تتواصل اللجان الشعبية للإخوان مع إدارة التموين فى منشأة دهشور، وفقاً لشهادة السائق دسوقى دسوقى، لتتصل الأخيرة بمصنع «طموه» لتعبئة أنابيب البوتاجاز ليرسل المصنع أنابيب عن طريق من الاثنين، إما عن طريق المستودع الذى يعمل فيه «دسوقى»، وإما عن طريق سيارات الشركة التى تتسع لـ256 أنبوبة.
«دسوقى»: إدارة التموين تتعاون مع الإخوان وهم من يحدد سعر الأنبوبة
يقول «دسوقى»: «الإخوان مش بيكفيهم عندنا فى منشأة دهشور إنهم ياخدوا أنابيب البوتاجاز من مصنع (طموه) عن طريق عربيات المصنع أو عربيات المستودعات، دول كمان بياخدوا أنابيب من شركة (بوتاجاسكو) اللى المفروض إنها مش بتنزل إلا للبيوت؛ وبصراحة كده من وقت ما محمد مرسى مسك الرئاسة والدنيا معقدة والإخوان ماسكين السوق لمصلحتهم وواخدين الأنابيب سبوبة يكسبوا بيها فلوس وتأييد من الناس».