بدء العد التنازلى لـ"الكروت الذكية": مافيا البنزين والسولار تزدهر.. والطوابير تمتد أمام المحطات

بدء العد التنازلى لـ"الكروت الذكية": مافيا البنزين والسولار تزدهر.. والطوابير تمتد أمام المحطات بدء العد التنازلى لـ"الكروت الذكية": مافيا البنزين والسولار تزدهر.. والطوابير تمتد أمام المحطات
خبراء: غياب الرقابة وانتشار السوق السوداء والتهريب وراء اختفاء الوقود من المحطات

كتب : ياسر شعبان منذ 55 دقيقة

تفاقمت أزمة البنزين والبترول مع التصريحات البراقة عن بدء انحسارها بعد أن أعلن مسئولو وزارة البترول بدء تطبيق المرحلة الأولى من منظومة الكروت الذكية لتوزيع البنزين والسولار، واختيار مستودع مسطرد لبدء أول اختبار حى لعمل منظومة الكروت الذكية، على أن يتبعه باقى الـ48 مستودعاً على مستوى الجمهورية، والتصريحات البراقة عن عدم تحديد حصص أو كميات معينة من الوقود لكل سيارة، عند تطبيق المرحلة الثانية من منظومة توزيع البنزين والسولار باستخدام الكارت الذكى.

عادت أزمة البنزين والسولار إلى الظهور من جديد فى القاهرة والمحافظات، وظهرت طوابير «الجراكن» جنباً إلى جنب مع طوابير السيارات التى أصبحت تغلق الشوارع والميادين، وتسبب العديد من الأزمات المرورية التى تعانى منها شوارع العاصمة، فيما أغلقت العديد من محطات الوقود أبوابها أمام السيارات.

ومع تزايد الأزمة، عادت مافيا بيع الوقود فى السوق السوداء مرة أخرى، دون أن تتمكن مديريات فى مختلف المحافظات هذه المرة من السيطرة على هذا الأمر، الأمر الذى دفع سائقى الأجرة بدورهم إلى استغلال الأمر لزيادة «الأجرة» على المواطنين، أو تقسيم خط السير على أكثر من مرة، وحاول آخرون التعبير عن تذمرهم بقطع الطرق السريعة، ما يضاعف من الأزمات المرورية التى تعانى منها غالبية الطرق فى ، ويزيد من دائرة الاشتباكات والمشاجرات المستمرة داخل محطات الوقود التى يروح ضحية لها بعض المواطنين.

من جانبهم، يرى مسئولون فى وزارة البترول أن أزمة البنزين والسولار التى أصبحت ظاهرة مميزة فى شوارع العاصمة، تعود إلى أن هناك مخاوف تسيطر على المواطنين من نقص البنزين والسولار، تدفعهم للتكالب على المحطات للحصول على كميات كبيرة تفوق حاجتهم اليومية من الوقود، فيما تضخ الوزارة يومياً، حسب بعضهم، 18 ألف طن من البنزين، ونحو 38 ألف طن من السولار، وهو ما يزيد على الاستهلاك اليومى من الوقود، حيث يبلغ الاستهلاك المحلى من البنزين 5.2 مليون طن سنوياً، ويستحوذ بنزين 80 على ما يقرب من نصفه، 2.7 مليون طن، ويأتى بعده بنزين 92 بإجمالى 1.5 مليون طن، ويبلغ استهلاك بنزين 90 نحو مليون طن، و95 نحو 400 ألف طن، وفقاً لأرقام موازنة (2011/ 2012)، ويتراوح إجمالى استهلاك السوق المحلية من السولار ما بين 12 إلى 14 مليون طن سنوياً، ويستحوذ قطاع النقل والمواصلات على نحو 30% من إجمالى الاستهلاك المحلى للسولار، ويحصل قطاع الصناعة على باقى السولار الموجه إلى الاستهلاك المحلى.

وبين تصريحات المسؤولين والواقع المتأزم يعيش مالكو السيارات رحلة عذاب يومية لتزويد سياراتهم بالوقود، الذى أصبح هاجساً يطاردهم مع النقص الشديد فى البنزين بأنواعه المختلفة، وكذلك السولار، ليكشف الأمر فشل حكومة هشام قنديل فى إدارة تلك الأزمات المتلاحقة التى عانى منها الشعب المصرى خلال الفترة الماضية، وما زال، نتيجة نقص الطاقة بشكل عام.

وعن معاناته مع بنزين «90» حكى «طارق»، دكتور صيدلى، أنه بعد ساعات من البحث عن محطة وقود بها بنزين فى منطقة الهرم «وجدت واحدة فى طريق المريوطية، يقف خارجها طابور طويل من السيارات، وبعد ساعة من الانتظار خرج أحد العاملين فى المحطة ليخبر الطابور بأن البنزين (خلص)، والسيارة المحملة بالبنزين ستأتى بعد منتصف الليل»، اضطر طارق إلى ركن سيارته بجانب محطة الوقود وذهب إلى منزله، وعاد بعد الفجر حتى يحصل على وقود لسيارته.

أما حازم ضياء الدين، من منطقة المهندسين، فأخذ يبحث عن محطة لتموين سيارته لأكثر من ساعتين فى منطقة المهندسين والدقى، وكانت المحطات مغلقة تماماً، ما اضطره إلى ركن سيارته واستخدام المواصلات العامة للعودة. وأكد بعض الخبراء أن الأزمة البترولية التى تعانى منها مصر ترجع إلى عاملين أساسيين، هما حجم الإنتاج، حيث تعانى مصر من فجوة بين الإنتاج واستهلاك المواد البترولية، والآخر يتعلق بتوزيع المنتجات البترولية، حيث شهدت السوق المصرية عمليات تهريب كبيرة للبنزين والسولار، لبيعه فى السوق السوداء فى ظل غياب الرقابة على المستودعات وسيارات نقل المواد البترولية.

DMC