كتب : محمد سليمان ومحمد عمارة منذ 19 دقيقة
قالت الناشطة رشا عزب إنها هاجمت أحمد المغير، المعروف إعلامياً برجل المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان، بعد تهديده بفض اعتصام وزارة الثقافة، ومحاولة تكرار مجزرة 5 ديسمبر، التى دارت بمحيط قصر الاتحادية وراح ضحيتها الشهيد الحسينى أبوضيف وآخرون.
وأضافت، فى حوار لـ«الوطن»، أن ما حدث أمام وزارة الثقافة هو بروفة لما يمكن أن يكون عليه الوضع خلال تظاهرات 30 يونيو المقبلة، قائلة: «المواجهة قادمة شئنا أم أبينا»، معتبرة أن الرئيس محمد مرسى فاقد للشرعية منذ سقوط الدماء فى أحداث قصر الاتحادية الأخيرة، وأضافت: «الناس فاض بها الكيل، والشارع سيقول كلمته لمواجهة القوة الغاشمة التى تعتقد أنها تستطيع تركيع كل الناس».
* بداية.. ما سبب وجودك باعتصام وزارة الثقافة الثلاثاء الماضى؟
- ما حدث أننا شاهدنا جميعاً تعامل وزير الثقافة مع المعتصمين وتجاهله لمطالبهم، فقررنا النزول لإعلان التضامن معهم ليس أكثر أو أقل، لكن فوجئنا بمظاهرة لمن يدعون أنهم مؤيدو الوزير تضم أحمد المغير، الناشط الإخوانى، وأنصاره، جاءوا للتظاهر أمام الوزارة إلا أننا تجاوزناهم، لعدم إثارة مشاكل، ولكن يوجد سؤال أهم من ذلك لا أحد يسأله..
* ألا وهو؟
- لماذا جاء المغير وأنصاره ومؤيدو علاء عبدالعزيز، وزير الثقافة، إلى مقر اعتصامنا رغم علمهم بوجودنا والإعلان عن استمرار الاعتصام.
* لماذا من وجهة نظرك؟
- جاءوا لفض الاعتصام، ولتكرار سيناريو 5 ديسمبر الماضى بمحيط الاتحادية بعد الإعلان الدستورى، إلا أن أعدادهم القليلة حالت دون ذلك.
* نعود مرة أخرى لما حدث بأرض الميدان. كيف تطور الوضع بمحيط وزارة الثقافة بين المؤيدين والمعارضين للوزير؟
- ما حدث أن المعتصمين بمحيط الوزارة والمتضامنين معهم فوجئوا بمجىء عدد من أنصار الإخوان ومؤيدى الوزير الإخوانى لـ«جر شكلهم»، وهو ما أدى إلى حدوث مناوشات ومشادات بين الطرفين تطورت إلى اشتباكات أدت للوضع الذى حدث مساء الثلاثاء.
* هل اعتديتِ على أحمد المغير، الناشط الإخوانى؟
- اعتدائى عليه لم يكن بدافع العنف، وإنما دفاع عن النفس بعد أن تظاهر المغير وأنصاره أمام مقر اعتصام المثقفين، والقصة بدأت بتغريدات له موجودة على حسابه الشخصى، يدعو لتنظيم تظاهرة أمام مقر الاعتصام، وهو يذكرنا بنفس المشهد ونفس الوقائع التى شهدها محيط قصر الاتحادية فى ديسمبر الماضى، ومن ثم فإن ما فعلته كان ردا للفعل وليس فعلا، وكان من الممكن أن تتطور الأمور وتصبح مجزرة جديدة لولا أن أعدادهم كانت قليلة ولم تكن حاشدة.
* كيف كانت الاشتباكات بينكم؟
- هم من بدأوا بكتابة التويتات العدائية ووصفنا واتهامنا بالباطل سواء بالبلطجة أو غيرها، فضلا عن دعوات التظاهر أمام مقر اعتصام المثقفين لفض الاعتصام، ومن ثم كل ذلك يعُد تحريضا علينا، ورغم ذلك فإن قوات الأمن اعتدت علىّ وتم ضربى بـ«العصى»، وإبعاد «المغير» ليهرب بعد ذلك.
لا بد من إلغاء وزارتى الثقافة والإعلام نهائياً.. ولا نخشى 30 يونيو و«ماشيين فى التراك الصح»
* لكن ألا تخشين من اتهامك باستخدام العنف؟
- ما حدث ليس عنفا من جانبنا ولكنه دفاع عن النفس، فلو ضربك أحد واعتدى عليك فلن تقول له «لو سمحت أو بعد إذنك»، ولن يكون أمامك سوى خيارين إما أن تكون ضاربا أو مضروبا.
* هل تخشين من المساءلة القانونية؟
- أنا على أتم استعداد للمثول أمام التحقيق فى حالة مثول «المغير» وأنصاره فى التهم الأخرى الموجهة لهم، خصوصاً المتعلقة بأحداث الاتحادية ومقتل الحسينى أبوضيف.
* ما العلاقة بين «المغير» وأحداث الاتحادية ومقتل الحسينى أبوضيف؟
- كل من المغير وعبدالرحمن عز وعدد من أعضاء وقيادات الإخوان متهمون فى بلاغ رسمى بالتحريض على قتل الشهيد «أبوضيف»، إلا أنه لم يجر أى تحقيق معهم حتى الآن ما يدل على أن النيابة متواطئة، وعليها أن تؤدى دورها وتستدعيهم أو تأمر بضبطهم وإحضارهم للتحقيق معهم فى التهم الموجهة لهم.
* ما ردك على تصريحات «المغير» التى قال فيها إن دعوته كانت سلمية وإن مدعى الثقافة هم من بدأوا بالعنف وإنهم مجموعة من البلطجية؟
- أولا ما معنى مثقف؟.. هل المثقف يكتب على رأسه أو ملابسه أنه مثقف لكى يعرفه الناس؟ ومن ثم فكلامه لا معنى له، وبالمناسبة فإننا لم ندعى بأننا من المثقفين المعتصمين ولكننا متضامنون فقط مع مطالبهم ضد أخونة الوزارة ومنع استمرار محاولات أخونة البلاد.
* ما رأيك فى تصريحات عبدالرحمن عز، الناشط السياسى المنتمى لتنظيم الإخوان، التى قال فيها إن بلطجية اعتدوا على «المغير» وإنهم سيعاقبون؟
- هذا التصريح إن دل على شىء فإنما يدل على أسلوبهم وطريقتهم فى التعامل من خلال التحريض والترهيب، وعلى «المغير» و«عز» أن يعلما أنهما متهمان فى قضية قتل شهيد الصحافة «أبوضيف»، كما أن الأخير لا يستطيع الظهور أمامنا فى أى مكان ويخشى ذلك إلا فى وجود أنصاره.
* ما شعورك بعد واقعة «المغير» ودفاعك عن نفسك كما تقولين؟
- معنوياتى مرتفعة لأن ذلك أبسط رد لـ«أبوضيف»، خصوصاً فى ظل غياب دولة القانون «مبقاش ينفع غير كدا»، ولم يكن طبيعيا أن ينجح هؤلاء فى فض الاعتصام كما يشاءون، «إحنا كنا قاعدين بنلعب بلى، واعتصامنا سلمى، ومش عارفة كان إيه المطلوب مننا، والمتضامنين معانا هما اللى تصدوا لمن هاجمنا، وليس المعتصمين، رغم أنى مختلفة مع الاعتصام لكنى بدافع عن المبدأ».
* هل تؤيدين مطالب المثقفين المعتصمين كلياً؟
- كما قلت أنا أؤيد وجهة نظرهم وحقهم فى الاعتصام ورفض الأخونة، رغم اختلافى جزئيا فى أشياء أخرى، إلا أننى متفقة معهم فى مطلب إقالة وزير الثقافة لأنه مطلب عادل والجميع مقتنع به، نظرا لأن الوزير لا يمتلك أى مؤهلات تؤهله لهذا المنصب فلم يحصل حتى على «دورات ترقى» وما زال يعمل مدرسا بأكاديمية الفنون وكل ما فعله فى حياته أنه كتب مقالات فى جريدة الحرية والعدالة الناطقة باسم الإخوان، ولذلك تمت مكافأته «ومش ممكن المحسوبية والفساد يوصلوا لكدا».
هناك قوة غاشمة تظن أنها قادرة على تركيع كل الناس لكن عليهم أن يعلموا أنه لا يوجد أقوى من الشعب وإرادته
* ما اعتراضك على الاعتصام؟
- ليس اعتراضاً على الاعتصام فى حد ذاته، ولكن فى مضمون المطالب لأنه لا يوجد فى الدول الديمقراطية وزارات للثقافة والإعلام، والدول التى تبقى عليهما يكون هدفها هو السيطرة والتحكم وكبت الفكر والإبداع، ومن ثم فنحن نرفض وجود وزراء للثقافة والإعلام سواء كانوا من الفلول أو العسكر أو الإخوان، وجميعنا شاهد ما حدث فى وزارة الإعلام وكيفية محاسبة ومعاقبة المذيعين والمعدين وكل من يعارض الجماعة، وكذلك أخونة الصحف القومية، وأخيراً شاهدنا كيفية تعامل وزير الثقافة مع المثقفين وكمية الإقالات التى نفذها خلال فترة وجيزة لاستكمال مسلسل الأخونة.
* لكن الوزير زار بعض مؤيديه ممن أصيبوا؟
- هؤلاء ليسوا مؤيدين ولكنهم بلطجية جاءوا لفض الاعتصام بالقوة، وللعلم فإن مندوب الرئاسة طالب المعتصمين خلال لقائه بهم بفض الاعتصام نظرا لاحتمال وقوع دماء وهو ما حدث، ما يدل على أن أعلى جهاز فى البلد وهو مؤسسة الرئاسة كان على علم بذلك، ومن ثم فلن نكون دائما ضحايا و«اللى هيضربنا هنضربه».
* هل غادرتم مقر الاعتصام نهائياً؟
- نعم غادرنا مقر الاعتصام ولكن ليس نهائيا ولو حدث أى اعتداء عليهم سنعود مرة أخرى.
* ما رأيك فى حركة «تمرد»؟
- أؤيدها وهى السبيل الوحيد لاستعادة الثورة وأدعو الجميع لدعمها لإسقاط حكم المرشد وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
* ما سبب تأييدك للحركة وللتوقيعات؟
- لأن ما حدث أن الثورة سرقت بعد وصول الإخوان للحكم، فنحن لم نقم بثورة ونضحى بآلاف الشهداء حتى يصبح قيادات الإخوان أوصياء على الشعب، ولكن قمنا بثورة من أجل 3 شعارات «عيش وحرية وعدالة اجتماعية» وهو ما لم يتحقق.
* ألا تقلقك الاشتباكات ووقوع مصابين أمس الأول من تكرارها خلال تظاهرات 30 يونيو المقبل أمام الاتحادية؟
- إطلاقاً دعوتنا سلمية ولا نخاف أحدا بل بالعكس «إحنا ماشين على التراك الصح»، ومن يخشون حدوث عنف فنحن نسألهم: ألم تروا أحداث الاتحادية مثلا، وهل مطلوب مننا أن نكون دائما وطوال الوقت ضحايا ومصابين؟
* كيف ترين تظاهرات 30 يونيو المقبلة؟
- ما حدث أمام وزارة الثقافة بروفة لما يمكن أن يحدث فى 30 يونيو، خصوصاً فى ظل وجود قوة غاشمة تظن أنها قادرة على السيطرة على كل شىء، وتركيع كل الناس، وأنهم أقوى تنظيم، لكن عليهم أن يعلموا أنه لا يوجد أقوى من الشعب وإرادته، ولا أعرف ما الذى يمكن أن يحدث تحديداً فى هذا اليوم، لكن ما أعرفه أن الناس فاض بيها الكيل، والمواجهة قادمة شئنا أم أبينا، ودعونا نرى ما الذى سيحدث.
* كيف تتوقعين الوضع بعد المواجهة؟
- أنا لا أتوقع النهاية، ولا أحب وضع سيناريوهات، والشارع سيقول كلمته.
* كيف ترين دعوات التمرد على رئيس منتخب والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟
- محدش يقول رئيس منتخب، الشرعية سقطت بعد أن سالت الدماء، وبغض النظر عمن يتحمل السبب فى وقعها ومن الذى بدأ، والرئيس مرسى فقد الشرعية منذ مذبحة 5 ديسمبر الماضى.
* كيف ترين الوضع فى حال رحيل مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟
- متفرقش معايا انتخابات، لأنها هتجيب رئيس شبه مرسى ومبارك، أو رئيس فلول أو عسكر، لازم الثورة تنتصر أولا وتجيب رئيس يعبر عنها بعد أن تستكمل تحقيق أهدافها التى خرجت من أجلها، وتهدم المؤسسات الفاسدة، لأن طول ما الفساد موجود، هييجى رؤساء فاسدين.