يقول محمد العمارى من السعودية "أخى يعانى من تليف كبدى وقد قرر المستشفى ضرورة زراعة الكبد وهو عمره الآن 15 عاما، وأنا أخوه الأكبر وعمرى 23 عاما وأنا فى صحة جيدة، ولكنى مدخن هل من الممكن أن أتبرع بالكبد لأخى إذا توافقت التحاليل وما هى العوائق التى يمكن أن تواجهنى؟"
يجيب الدكتور رضا الوكيل أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس قائلا: إن زراعة فص من الكبد من متبرع حى بدأ فى الازدياد فى الفترة الأخيرة نظرا لنقص توافر الكبد من متوفى حديث الوفاة، ولشدة هذه الأزمة بدأ التفكير فى أخذ فص من الكبد من متبرع حى ولكن هناك شروط لأخذ هذا الفص من المتبرع أن يكون خاليا من الأمراض المعدية وبالتحديد الفيروسات الكبدية لاسيما مرض الإيدز، وأن يكون الكبد خاليا من التشحم الكبدى أو التليف لأسباب أخرى، كما يجب أن يكون حالة الصدر والقلب جيدة وتعمل بكفاءة عالية حتى يتيح للمريض التعرض للتخدير الكلى لفترة تزيد على من 8: 10 ساعات، كما يجب أن يتم تقييم المريض بوظائف الكبد كاملة واختبارات السكر وصورة الدم واستبعاد وجود أى موانع لإجراء العملية، كما يجب إجراء الفحوصات اللازمة قبل إجراء العملية بالفحص بالموجات فوق الصوتية وكذلك الأشعة المقطعية لمعرفة إذا كان الجزء المتبقى من الكبد كاف للعمل بكفاءة بعد استئصال الفص المتبرع به.
وينصح الدكتور رضا الوكيل المدخن بالتوقف عن التدخين 6 أسابيع قبل إجراء العملية علما بأنه يجب عرض المتبرع على لجنة خاصة لتقييم حالته النفسية ومدى استعداده للتبرع بدون أى ضغوط أو مؤثرات، كما يجب شرح تفاصيل الإجراء الجراحى والتأكد من علمه التام بالتفاصيل ومعرفة مخاطر العملية ومضاعفاتها والحصول على موافقة كتابية منه لإجراء العملية لأنه على الرغم من أن معدل الوفيات الناتج من التبرع قليل، إلا أن هناك نسبة 1% وهى تعتبر نسبة عالية نسبيا بالنسبة لشخص يقوم بإجراء عملية وهو فى كامل صحته علما بأن هناك بعض المضاعفات من التخدير، بالإضافة إلى العدوى التى يمكن التعرض لها ومشاكل القنوات المرارية مثل ضيق القنوات المرارية.
وأكد الوكيل أنه بالنسبة لزراعة الكبد لا يلجأ إليه المريض إلا إذا وصل مريض الكبد إلى حالة لا يستجيب فيها إلى العلاج التقليدى وأصبح من غير المنتظر أن يحدث تحسن ملموس فى كفاءة الكبد وقدرته على العمل ويمكن حساب ذلك ما يعرف بمقياس "ميلد" وهو يمكن حسابه بواسطة معادلة كيميائية وهناك بعض الواقع على شبكة المعلومات يمكن حسابه من خلالها.
وأضاف الوكيل أن هناك وقتا مناسبا لإجراء زراعة الكبد حيث لا يكون مبكرا، بحيث يكون مخاطر الزراعة أكثر خطورة تركة بدونها أو متأخرا، بحيث يعرض نجاح العملية للخطر.
وقال إن أهم شىء أن يصل إلى مرحلة "ميلد" وهذه الدرجة هى التى تحدد ويكون المريض يعانى من عدم تكافؤ حالة الكبد أو الوصول إلى مرحلة التليف الكبدى غير المتكافئ مثل وجود استسقاء بالبطن أو نوبات نزيف متكرر من دوالى المرىء أو نوبات غيبوبة كبدية متكررة أو حدوث فشل كبدى وكلوى أو فى بعض حالات سرطان الكبد الأولى ولكن يتم ذلك بشروط محددة من خلال تقييم حجم البؤر السرطانية وعلاجها بالكبد.
وأشار الوكيل إلى أن إجراء زراعة الكبد فى حالة سرطان القناة المرارية يجب أن يتم بشروط محددة أيضا وكذلك الحالات المتقدمة من التليف الأولى من القنوات المرارية أو التليف الصفراوى الأولى أما فى حالات الالتهاب الكبدى المشتعل الناتج عن التسمم بالأدوية أو الكيماويات أو الالتهابات الفيروسية الحادة فيمكن إجراء زراعة الكبد عند الوصول إلى نقطة يصعب المريض الوصول إلى حالته الطبيعية مرة أخرى وتهدد حياته بالخطر.
> يذكر أن عملية زراعة الكبد من الجراحات الكبيرة التى تستغرق حوالى من 10: 12 ساعة تحت التخدير العام، مما يتطلب فريق عمل متكامل للعديد من التخصصات ويتم تقييم حالة المريض للتأكد من عدم وجود موانع لإجراء العملية بإجراء العديد من الفحوص الخاصة بالعملية مثل التأكد من كفاءة القلب والكلى ووظائف التنفس مع تصوير الكبد للتأكد من عدم وجود عيوب خلقية مما يعوق إجراء العملية وتقييم حجم الكبد والتأكد من عدم وجود أورام منتشرة فى أماكن أخرى من الجسم فى حالة سرطان الكبد الأولى أو القنوات المرارية ويجب شرح الاجرءات الجراحية كاملة للمريض وأخذه وعرضه على أخصائى نفسى للتأكد من تحمله ضغوط العملية.
>