كتب : رفيق ناصف وأحمد فتحى: منذ 32 دقيقة
«يا ريت إيدى كانت اتقطعت قبل ما انتخب مرسى» بهذه الكلمات بدأ عم فاروق السيد، الرجل الذى تجاوز عمره الستين عاماً، حديثه مع «الوطن»، مشيراً إلى أنه قضى 50 عاماً من عمره فى مصانع النسيج، ولم يمر عليه أسوأ من هذه الفترة، وتدهورت حياته وأصبح يطارده شبح التشرد هو وأسرته فى كل لحظة بعد أن أصبح مهدداً بترك عمله فى ظل الأزمة التى تعانيها مصانع النسيج بالمحلة ولا يدرى من أين سيحصل على قوت يومه وكيف سيوفر طعام أطفاله الصغار، موجهاً سؤاله للرئيس مرسى: «لو اتشردت مين هيأكل عيالى يا ريس؟».
وأضاف أنه كان من أول المشاركين فى ثورة 25 يناير للإطاحة بنظام مبارك وأول المؤيدين للدكتور محمد مرسى كرئيس منتخب لمصر، ولكن بعد ما عاناه على مدار هذا العام سيكون هو وزملاؤه أول الخارجين والمشاركين فى مظاهرات 30 يونيو القادم للإطاحة بالنظام الإخوانى، مؤكداً أنه سيرفع لافتة «لو المخلوع ترشح للرئاسة مرة أخرى سوف أنتخبه، فبرغم سرقته إلا أننا كنا عايشين».
موضحاً أن خروجه لإسقاط مرسى وجماعته بسبب حال العمال فى قلعة الصناعة المصرية الذى أصبح فى غاية الصعوبة بعد أن تشرد الآلاف إثر إغلاق بعض المصانع على غرار الأزمات التى تعانى منها صناعة الغزل من ارتفاع فى أسعار الغزول والانقطاع المستمر للتيار الكهربائى، لافتاً إلى أنه كان يتقاضى قبل الثورة 50 جنيهاً يومياً، أما الآن انخفض أجره وأصبح يتقاضى 35 جنيهاً فقط، وهو ما لا يتناسب نهائياً مع ظروف ومتطلبات الحياة اليومية.
وقال إن ساعات انقطاع التيار الكهربائى عن المصانع يتحملها العمال وأصحاب المصانع مناصفة بينهم، وهو ما تسبب فى انخفاض إنتاجية المصانع بشكل كبير ويعرض صناعة الغزل والنسيج للانهيار، والعامل المصرى هو من يدفع الثمن.
وأوضح أن العمال فى عهد الإخوان يقتربون من التسول وباتوا أكثر قلقاً من ذى قبل، بل وأكثر تعرضاً لفقدان عملهم فى أى لحظة، كما أنهم يعيشون فى حالة اختناق بسبب انخفاض المستوى المعيشى وقلة الحوافز والأرباح وارتفاع الأسعار والفواتير، ويعيشون فى قلق مستمر منتظرين توقف الشركات عن العمل فى أى لحظة بسبب عدم وجود مواد خام للعمل عليها.
ويقول العامل إن مصر ستشهد فى الفترة القادمة انتفاضة عمالية عارمة لم تشهدها من قبل وإن كانوا خرجوا ضد مبارك لتدهور حال معيشتهم فحالهم الآن أسوأ بكثير، ولذا فستكون ثورتهم أقوى، فحكم الإخوان جعل العامل يشعر بالذل ويفكر كيف يمكنه الحصول على لقمة العيش، وهو ما ينبئ بثورة جياع ستشهدها مصر خلال الأيام القادمة.
وأضاف أن النظام الإخوانى لا يضع العامل المصرى فى اعتباره، وكان من أبرز المواقف التى أثبتت ذلك تجاهل الدستور المصرى لحقوق العمال تماماً رغم أن لهم أغلبية وثقلاً عددياً بين جموع الشعب المصرى.
ووصف الإخوان المسلمين بـ«عزرائيل الصناعة المصرية» فبمجرد توليهم مقاليد الحكم لا يوجد استثمارات والصناعة فى تدهور مستمر والإنتاج يقل يوماً بعد يوم والقلعة الصناعية تحتضر، ورغم كل هذا المسئولون يعيشون فى دنيا الأحلام والوعود الكاذبة.
وقال إنه نموذج من آلاف النماذج من العمال الذين تدهور بهم الحال بعد الثورة وأصبحوا مشردين بعد أن أُغلقت المصانع التى كانوا يعملون بها بعد أن أعلن أصحابها إفلاسهم، «ولهذا سنخرج للمشاركة فى مظاهرات 30 يونيو ولن نرجع حتى يرحل هذا النظام».
أخبار متعلقة:
من شعب "المدينة الثائرة" إلي"مرسي" : ارحل
المحلة تتحدى وتعلن النفير لإنهاء حكم الإخوان
ميدان «الشون».. هنا تولد الثورات
أصحاب مصانع الغزل: 30 يونيو إجازة مدفوعة الأجر للعمال المشاركين فى المظاهرات
«إخوان المحلة»يواجهون جرافيتى «تمرد» بدعوات التهدئة وشعارات دينية