كتب : سهيلة حامد منذ 5 دقائق
قال رئيس الوزراء، هشام قنديل، في كلمته أمام مجلس الشورى بشأن استراتيجية الحكومة تجاه سد النهضة الإثيوبي، إن قضية النيل بالنسبة لنا هي قضية حياة أو موت، وقضية أمن قومي من الدرجة الأولى.
كما أشار قنديل إلى أنه سيتحدث عن تقدير الحكومة لقضية حوض النيل، وخاصة سد النهضة، وثانيا ما لدى الحكومة من حلول وبدائل في هذه القضية.
هناك بدائل عديدة ومتنوعة في هذا الشأن.. وسنسعى لحماية شعبنا في هذا الإطار
وتابع قائلا: "فيما يخص الموارد الطبيعية حول الطاقة المائية، يسقط على نهر النيل 1600 مليار متر مكعب من الأمطار ولا يصل منها غير 84 مليار متر مكعب أي 5% من النسبة الكلية".
وأضاف قنديل أن مصر دعت وساندت مبادرة حوض النيل بمنطق التعاون والمنفعة المشتركة، وأن مصر تحركت في هذا الإطار لأن حصة مصر تقدر بـ55% مليار متر مكعب سنويا، وهي لا تتناسب مع زيادة السكان.
كما أكد رئيس الوزراء، أن مصر ومن خلال مبادرة حوض النيل واتفاقية 59 تساند التنمية في دول حوض النيل بمبدأ عدم الضرر والمنفعة المشتركة.
وأوضح قنديل، أن مبادرة حوض النيل سارت في مسارين؛ الأول هو التوصل إلى مشروعات من الجميع دون ضرر يلحق بأحد، والمسار الآخر هو التفاوض في إطار قانوني ينظم العلاقة في دول حوض النيل.
كما أشار إلى أن مصر وافقت من قبل على إنشاء سدود في السودان حسب اتفاقية 1959، والإعلان عن سد النهضة كمشروع إثيوبي تم بصورة أحادية، مشيرا إلى أن إثيوبيا مضت في مشروع بناء السد دون تشاور مما أثار حفيظة كل من مصر والسودان.
وتابع قنديل قائلا: "إن سد النهضة لن يضر بمصر والسودان ولن ينتقص من ماء النيل بالنسبة لهم".
وأشار قنديل، أن المعلومات المتوافرة عن هذا السد غير كافية ولا تتناسب مع الدراسات اللازمة بهذا المنشأ وهذه الأهمية والتأثير.
وأضاف قنديل، أن تقرير اللجنة الثلاثية أقر بقصور وعدم كفاية الدراسات الإثيوبية اللازمة لبناء سد النهضة الإثيوبي، وتابع قائلا إن إثيوبيا قامت بخطوة استباقية وحولت مجرى النيل الأزرق قبل صدور تقرير اللجنة الثلاثية بأيام قليلة.
وأكد رئيس الوزراء أن سد النهضة هو تحدٍ عملي كبير لمصر، وغير قابل لأي نوع من المساومة أو التنازل، مشددا على ضرورة المواءمة بين تفهم احتياجات التنمية لدول حوض النيل وعدم الإخلال باحتياجاتنا من المياه.
وأوضح قنديل، أن هناك بدائل عديدة ومتنوعة فنية ودبلوماسية وغيرها في هذا الشأن، فمصر دولة عريقة وستظل دائما متمسكة بالقوانين والأعراف الدولية وسنسعى لحماية شعبنا في هذا الإطار.
كما أشار إلى أنه تم تشكيل مجموعة خبراء عمل لمراجعة الرؤية المصرية الوطنية لمعالجة موضوع سد النهضة، وسيتم إيفاد وزير الخارجية المصري إلى إثيوبيا لعرض وجهة النظر المصرية بما يحقق مصالح الدول الثلاث، كما ستقوم مصر بالتعاون مع السودان لإعداد ملف الوثائق الوطنية لمعرفة حقوق مصر والسودان لمياه النيل، وأضاف سنعمل في المدى المتوسط والبعيد على تعميق العلاقات مع جميع دول حوض النيل.
وقال قنديل إن التحديات التي تواجهها مصر بعد ثورة 25 يناير ليست فقط في مجال المياه بل في مجالات عديدة، وأمام هذا الموقف المصيري نحن في أشد الحاجة إلى وحدة الجبهة الداخلية ونبذ الخلافات والاصطفاف على قلب رجل واحد.
مصر تواجه تحديات بعد الثورة بمجالات عديدة وليس فقط في المياه
وفيما يخص المياه، أشار قنديل إلى أننا لن نفرط في قطرة مياه واحدة، فهي مسألة حياة ومصير وآن الأوان أن نتحد على ما يجمعنا وهو كثير وأوله حب هذا الوطن العظيم.
واختتم هشام قنديل، رئيس الوزراء، كلمته أمام مجلس الشورى، ببعض الرسائل الهامة لدول حوض النيل وشعب مصر.
فقال قنديل في رسالته الأولى، إن مصر بالنسبة لدول حوض النيل شريك ومساند في خطط التنمية، والرسالة الثانية أكد فيها أن مصر على استعداد دائم للنظر في احتياجات دول النيل بالرغم من الظروف الحالية، وفي رسالته الثالثة أشار فيها رئيس الوزراء المصري أن مشاركة مصر في أعمال اللجنة الثلاثية لدراسة الآثار المترتبة على سد النهضة جاءت كمطلب أساسي وضروري ولابد من التعامل معها بجدية لتأمين حصتنا كاملة.
فيما وجّه قنديل رسالته الرابعة إلى إثيوبيا، وقال لهم: "دعونا ننتهز هذه الفرصة لتوطيد العلاقات بين البلدين ولنلتزم معًا بمبادئ المنفعة المشتركة، وكانت الرسالة الخامسة من نصيب الشعب المصري، مشددا على ضرورة إعلاء مصالح الوطن".
حالة غضب انتابت نواب الشورى في ختام الكلمة بسبب عدم سماع قنديل لهم
واختتم قائلا: "أؤكد لكم أن مصر لديها رؤيتها وأدواتها المختلفة فهي تعرف وتحسب خطواتها، وأؤكد للجميع أن مصر لم ولن تفرط يوما في حق تاريخي تكفله المواثيق الدولية، وفقنا الله إلى خير مصر ورفعته".
وفور مغادرة قنديل الجلسة العامة لمجلس الشورى بعد انتهاء كلمته، نشبت حالة من الغضب بين النواب، حيث فوجئ النواب برحيل قنديل، دون الاستماع إليهم وقام الدكتور أحمد فهمي، رئيس المجلس برفع الجلسة 5 دقائق، الأمر الذي تسبب في غضب النواب وصراخهم: "مصر بتتباع"، و"فوقوا"، و"إحنا بنضيع".
أخبار متعلقة:
قنديل: سد النهضة لن يضر بمصر والسودان.. ولا يوجد معلومات كافية عنه
قنديل: مصر تساند التنمية بدول حوض النيل وفقا لاتفاقية 59 بشرط عدم الضرر
"قنديل" يغادر جلسة الشورى بعد انتهاء بيانه والنواب يصرخون: "مصر بتتباع"
قنديل: قضية النيل حياة أو موت.. وحصة مصر لا تتناسب مع الزيادة السكانية
قنديل أمام الشورى: سد النهضة تحدٍ لمصر.. وأمامنا بدائل عديدة
اهتمام إعلامي بانفراد "الوطن" عن منح "قنديل" شركة بناء سد النهضة معلومات سرية: "مرعب وخيانة عظمى"
تأكيدا لانفراد "الوطن".. كبير مهندسي "الري": قنديل قدم معلومات سرية عن نهر النيل لإثيوبيا
انفراد| «الوطن» تكشف: «قنديل» منح شركة بناء السد الإثيوبى معلومات سرية
«الوطن» تكشف: «قنديل» منح شركة بناء السد الإثيوبى معلومات سرية فى 2011