أخبار عاجلة

قوات الأسد تحتفل بالنصر في "القصير".. ومعارك جديدة للسيطرة على "القنيطرة" الحدودية

قوات الأسد تحتفل بالنصر في "القصير".. ومعارك جديدة للسيطرة على "القنيطرة" الحدودية قوات الأسد تحتفل بالنصر في "القصير".. ومعارك جديدة للسيطرة على "القنيطرة" الحدودية

كتب : رويترز الخميس 06-06-2013 16:39

باستثناء برج ساعة به آثار أعيرة نارية نجا بطريقة ما من المعركة، كان القليل من المباني قائما اليوم في الشوارع المهدمة لمدينة القصير، المعقل السابق لمقاتلي المعارضة والذي استولت عليه قوات الرئيس السوري بشار الأسد. كان علم سوري غرسه أحد الجنود الذين طردوا قوات المعارضة يرفرف أعلى الهياكل الخرسانية للمباني المحيطة بالساحة الواقعة في وسط القصير.

تطايرت النوافذ وتهدمت الجدران في معركة شرسة استمرت أسبوعين للسيطرة على البلدة الحدودية التي استخدمها مقاتلو المعارضة كرأس جسر لنقل أسلحة ومقاتلين من لبنان. بدت شوارع البلدة التي كان يسكنها 30 ألف شخص خالية، إلا من الجنود السوريين وحلفائهم من مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية الذين شنوا الهجوم الأخير لهم في المعركة، أمس. غيرت المعركة اتجاه القوة الدافعة في الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين. وشوهدت جثث ثلاثة رجال في أحد الشوارع وقد اخترقتها أعيرة نارية ترقد على كومة من أنقاض خرسانية قبالة جدار على أثار دماء.

ورغم التعب، احتفل الجنود المبتهجون بانتصارهم وسط الدمار والخراب. وقال حسام (25 عاما)، وهو جندي من محافظة السويداء في جنوب سوريا، إن "سعادتي لا توصف، هذا نصر حقيقي لنا. القصير عادت لسوريا والسوريين". وقال أحد رفاقه في الجيش: "إننا متجهون الآن لسحق الضبعة"، في إشارة إلى الشمال الشرقي من القصير، حيث تحصن مقاتلو المعارضة في وقت سابق هذا الأسبوع. وكان بالإمكان في مرحلة ما مشاهدة ست دبابات تتجه على الطريق المؤدية إلى الضبعة. وعكست عبارات كُتبت على ما تبقى من الجدران في القصير مثل "بشار زعيمنا" و"لن نركع" نشوة النصر.

وقال جندي آخر إنه سيعود إلى البيت ليأخذ قسطا من الراحة بعد أربع ليال لم يذق فيها النوم. وقال: "عندما دخلنا كان هناك قتال ثم انسحبوا (مقاتلو المعارضة)، رأيناهم يغادرون في حوالي 400 سيارة". وعلى الجانب المقابل من الساحة الرئيسية، بدت آثار الحرب على مسجد وكنيسة. أسوار الكنيسة لحقت بها أضرار وأصيبت أيضا قبة المسجد.

وفي جولة في أربعة شوارع قرب وسط البلدة كانت مئات المتاجر والمنازل إما أنها دمرت أو لحقت بها أضرار. الأشجار التي تصطف على جانبي الشوارع أُحرقت. وقال المحافظ أحمد منير محمد: "شعب القصير سيبنيها من جديد، هناك خطة للإعمار". ودعا السكان إلى العودة الآن فبلدتهم أصبحت "مستقرة وآمنة".

بعد ذلك بفترة وجيزة بدأت الجرافات في إزالة أكوام الأنقاض بينما يدوي من حين لآخر في أرجاء البلدة وابل من الرصاص إما ابتهاجا أو لأن الجنود يطلقون النار على مباني أثناء تمشيطهم البلدة بحثا عن فلول مقاتلي المعارضة. وقال الجنود إنهم أزالوا مئات الألغام والمتفجرات التي لم تنفجر، محذرين الزوار من الابتعاد عن القنابل المحلية الصنع والمصنعة من اسطوانات الغاز التي لا تزال وسط الأنقاض في الشوارع.

وهرب السكان منذ فترة طويلة من القتال. وكانت هناك آثار قليلة لمقاتلي المعارضة الذين ظلوا في البلدة طوال الأسبوع الماضي. وبالقرب من الساحة الرئيسية يوجد مبنى من طابقين كان يستخدم كعيادة لعلاج مقاتلي المعارضة. ساق رجل موضوعة في كيس على الأرض الملطخة بالدماء، أكواب الشاي تُركت ومروحة لا تزال تدور لتلطيف حر بداية الصيف، هي كل ما تبقى هناك.

وفي شارع آخر أمكن مشاهدة بعض جنود الجيش وهم ينهبون بضائع من متجر آخذين معهم مروحتين كهربائيتين. وفي الطريق إلى القصير من لبنان المجاور اشتعلت النيران في بعض الحقول. وشوهد عدد متزايد من السيارات المحترقة على جانب الطريق مع الاقتراب من البلدة وجعلت سيور الدبابات الثقيلة المرور على الطريق صعبا. وأحدثت الرصاصات ثقوبا في أجولة الرمل التي ارتفعت لثلاثة أمتار.

وفي قرية ربلة المسيحية على أطراف القصير لوح أطفال بأعلام سوريا ورفع أناس صور بشار الأسد والسيد حسن نصر الله زعيم حزب الله وهتفت نساء بالشكر لقافلة للجيش أثناء مرورها.

من ناحية أخرى، سيطر مقاتلون من المعارضة السورية المناهضة للرئيس بشار الأسد على معبر القنيطرة في الجولان المحتل على الحدود مع إسرائيل، بحسب ما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلا عن مسؤولين عسكريين.

وقالت الإذاعة إن "الجيش يؤكد أن معبر القنيطرة سقط بأيدي المقاتلين"، وأضافت أن المواجهات لا تزال مستمرة في البلدة التي تحمل الاسم نفسه والقريبة من المعبر. وأكدت مصادر في قوات الأمن الإسرائيلية حصول تبادل لإطلاق النار حول المعبر، لكنها أضافت أنه من غير الممكن التحديد ما إذا تمت السيطرة عليه.

DMC