قال مسئولون فى الحكومة الأمريكية وخبراء مستقلون يراقبون الصراع السورى، إنه رغم تسليط وسائل الإعلام الضوء على مقتل أمريكية فى سوريا إلا أن عددا قليلا من المواطنين الأمريكيين انضموا إلى الأجانب الذين يقاتلون هناك لإسقاط الرئيس السورى بشار الأسد.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن نيكول مانسفيلد وهى من ولاية ميشيجان اعتنقت الإسلام قتلت الأسبوع الماضى وهى ترافق مقاتلى المعارضة فى محافظة أدلب.
واعتقل الجندى الأمريكى السابق اريك هارون لدى عودته إلى الولايات المتحدة فى مارس واتهم بالتآمر لاستخدام قذيفة صاروخية فى سوريا.
وذكر محققون أنه أقر بأنه كان يقاتل فى صفوف قوات المعارضة السورية بما فى ذلك جبهة النصرة التى تقول واشنطن أنها تابعة للقاعدة.
ويقول مسئولون أمريكيون وخبراء إنه ليس هناك الكثير من المعلومات عن أمريكيين آخرين ذهبوا إلى سوريا للقتال هناك.
وخلافا لذلك يتدفق مقاتلون أجانب من دول أخرى للقتال فى صفوف المعارضة فى سوريا التى يقول خبراء إنها تحولت إلى مقصد للمتشددين الإسلاميين السنة على غرار ما حدث خلال الحرب الأهلية الأسبانية حين تحولت إلى مقصد نشطين يساريين فى ثلاثينات القرن الماضى.
وقال أحد الخبراء الذى يتابع أنشطة متشددين أمريكيين ومواقعهم على الإنترنت إنه على أكثر تقدير قد يصل عدد الأمريكيين الذين سافروا إلى سوريا للقتال هناك إلى 20 أمريكيا بل يميل خبراء آخرون إلى خفض هذا الرقم إلى النصف.
وصرح مسئول أمريكى بأنه لا يوجد إحصاء رسمى للحكومة الأمريكية لعدد الأمريكيين الذين سافروا لمحاربة قوات الأسد لكن أفضل تقدير هو أنهم "حفنة" من الأفراد.
> وطبقا لدراسة حديثة عن المقاتلين الأجانب الذين قتلوا فى الصراع السورى كان أكثرهم من دول مجاورة تشهد صراعا نتيجة "للربيع العربى."
وحللت الدراسة التى قام بها خبراء من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومؤسسة فلاشبوينت جلوبال بارتنرز التى تراقب مواقع المتطرفين على الإنترنت جنسيات 280 مقاتلا أجنبيا قتلوا أثناء محاربتهم فى صفوف قوات المعارضة فى سوريا بين يوليو تموز 2012 ومايو من هذا العام.
ووجدت الدراسة أن من بين 280 مقاتلا قتلوا وشملهم التحليل كان العدد الأكبر من ليبيا 60 مقاتلا ثم تونس 47 مقاتلا وهما دولتان شملهما الربيع العربى الذى أطاح برؤساء يطبقون حكم الفرد.
وجاء السعوديون فى المرتبة الثالثة 44 مقاتلا ثم الأردن 32 مقاتلا ثم مصر 27 مقاتلا ثم لبنان 20 مقاتلا ثم سبعة روس وخمسة كويتيين وخمسة من الشيشان وثلاثة عراقيين.
وقالت الدراسة إن عدد القتلى شمل فردا من دول منها الدنمرك وفرنسا وأوزبكستان وأيرلندا والمغرب والجزائر وكوسوفو وتركيا وبلغاريا وبريطانيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ثلاثة من داغستان وثلاثة من دولة الإمارات العربية المتحدة واثنين من أستراليا.
وذكرت الدراسة أن "نصيب الأسد" من المحاربين الذين قتلوا فى سوريا لقوا حتفهم وهم يحاربون فى صفوف "أكثر المنظمات المشاركة فى الانتفاضة تشددا" وهى جبهة النصرة.
وصرح مسئولو أمن فى الولايات المتحدة وأوروبا بأن التقارير الرسمية الحديثة عن المشاركة الحالية لمقاتلين أجانب فى سوريا تشير إلى أن النظر إلى عدد القتلى فقط سيقلل من حجم المشاركة الفعلية لمواطنين بريطانيين فى الصراع.
وقدر مسئولو أمن أوروبيين عدد البريطانيين الموجودين فى سوريا حاليا بين 70 و100 غالبيتهم يقاتلون مع جبهة النصرة وجماعات إسلامية أخرى. ولاحظ مسئولون أوروبيون وأمريكيون مؤخرا زيادة فى عدد المقاتلين المتجهين إلى سوريا من الشيشان وداغستان فى روسيا.