أخبار عاجلة

مواطن إثيوبي: "عنصرية" ونكرهها كما تكرهون إسرائيل.. ومن البلاهة عدم استغلال ضعفها سياسيا

مواطن إثيوبي: مصر "عنصرية" ونكرهها كما تكرهون إسرائيل.. ومن البلاهة عدم استغلال ضعفها سياسيا مواطن إثيوبي: "عنصرية" ونكرهها كما تكرهون إسرائيل.. ومن البلاهة عدم استغلال ضعفها سياسيا
"سد النهضة" مشروع وطني قومي ومحل توافق عام لدى الإثيوبيين

كتب : أحمد يحيى منذ 4 دقائق

"أحمد حسين" شاب إثيوبي مسلم من قبيلة "أمهرة"، عمره 24 عاما ويتحدث العربية بطلاقة. يدرس الهندسة المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية، وزار وله أصدقاء مصريون وعرب، ضايقه ما ينشرونه من أخبار يرى أنها "كاذبة ومغلوطة" عن "سد النهضة"، فقرر أنه يتعين عليه "كأحد أبناء تلك البلاد" أن يشارك أصدقاءه المزاج العام للشعب الإثيوبي تجاه القضية.

فعبر حسابه على موقع "فيس بوك"، بدأ حسين كلامه بتأكيد أن "السد يعتبر مشروعا وطنيا قوميا ومحل توافق عام عند الإثيوبيين، الذين يرون أنه مشروع تنموي سيساعد في حل أزمة الكهرباء، التي لا تصل إلا إلى 17٪ من السكان البالغ عددهم 93 مليون نسمة، إضافة إلى العائد الاقتصادي من عملية تصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة"، وهو ما ينفي، بحسب قوله، ما يتردد في وسائل الإعلام المصرية هذه الأيام، من أن قرار بناء السد كان بإيعاز من الولايات المتحدة وإسرائيل، وأن الدولتين تمولان تكلفة بناء السد.

الشركة التي تتولى البناء إيطالية وليست إسرائيلية

ونفى الشاب الإثيوبي صحة ما تردد من أن الشركة التي ستتولى بناء "سد النهضة" إسرائيلية، مشددا على أنها إيطالية تدعى Salini Costruttori، وتعاونت بلاده معها لإتمام ثلاثة مشروعات قبل ذلك.

وأوضح أن السد، الذي ستبلغ تكلفة بنائه 4.8 مليار دولار، ستموله إثيوبيا على قسمين؛ الأول يبلغ 1.8 مليار دولار لشراء التوربينات والمعدات الكهربائية لمحطات الطاقة الكهرومائية عبر بنوك صينية، والثاني يبلغ ثلاثة مليارات دولار، وستموله ذاتيا باكتتاب عام يُطرح في السوق، إضافة إلى إجبار موظفي الدولة على التبرع بما يعادل مرتب شهر في السنة حتى الانتهاء من بناء السد، مشيرا إلى جدية الحكومة الإثيوبية في ذلك واعتقالها من يعترض عليه، حتى أنها حكمت بحبس صحفي يدعى "ريؤت ألِمو" عامين بتهمة الإرهاب، لنشره مقالا يندد بهذا الإجراء.

الحكومة جادة في اقتطاع راتب شهر من موظفي الدولة سنويا لصالح السد.. واعتقلت صحفيا لمدة عامين بعد اعتراضه

وعاد حسين ليؤكد أنه يندهش حين يسمع الحديث عن دور مصر الكبير في إفريقيا، وعن عبدالناصر حاضن القارة السمراء وداعمها، لافتا إلى أن المواطن الإثيوبي لا يعرف من هو عبدالناصر ولم يسمع عنه قبل ذلك، ولا يرى في مصر إلا "دولة عنصرية وأكبر أسباب غياب التنمية والتقدم الاقتصادي في دول حوض النيل، بإصرارها على الاستحواذ على نصيب الأسد من مياه النهر"، قبل أن يضيف أن "الإثيوبي يرى مصر كما يرى المصري إسرائيل بالضبط؛ دولة مُصِرَّة على اتفاقية أُبرمت في عهد الاستعمار البريطاني لتكييف مصالحه في مصر دون الأخذ برأي الشعوب، وما زالت تصر على حصتها غير العادلة دون الالتفات إلى الجهود الدبلوماسية التي اتفقت عليها جميع دول الحوض، أو حتى محاولة المقاربة بين وجهات النظر، كما أنها تثير القلاقل السياسية والانشقاقات وتدعم المجموعات المسلحة، كما أنها دولة ثانوية لدى الشعوب الإفريقية، ولا يرونها إلا عائقا أمامهم".

وتطرق إلى الحديث عن سبب إصرار إثيوبيا على بناء "سد النهضة" في هذا التوقيت بالذات، وسبب عدم استغلالها لمصادر طبيعية أخرى لتوليد الطاقة، مؤكدا أنه "من البلاهة السياسية" ألا تستغل إثيوبيا ضعف وترهل السياسة المصرية في الوقت الحالي للبدء في إنشاء السد، مع وجود تأييد سياسي قوي من الدول الإفريقية، التي ستشكل ورقة ضغط قوية لمطالبة مصر والسودان بالموافقة على تعديل البنود المتعلقة بحصص المياه لكل دولة.

الإثيوبيين يرون إصرار مصر على اتفاقية 1959 "سياسة استعمارية".. ولا مانع من تنفيذ مشروعات أخرى على روافد النيل

وختم حسين حديثه بالإشارة إلى أن الإثيوبيين يرون إصرار مصر على تنفيذ اتفاقية 1959 استمرارا لسياسات استعمارية، مشددا على أنهم لا يمانعون في استغلال الموارد الطبيعية الأخرى وإقامة مشروعات لتوليد الكهرباء من مساقط المياه على روافد النيل، حتى لو أثر ذلك على حصتي السودان ومصر، اللتان يراهما "غير عادلتين"، متعجبا من إصرار الحكومة المصرية على الاعتماد في 97% من حاجتها المائية على مياه النيل، رغم أن لديها ساحلين بحريين يمكن استغلالهما.

DMC