اعتبر المحلل المتخصص فى شئون الشرق الأوسط بيتر هارلينج، أن التوصل إلى حل دبلوماسى للنزاع الحالى فى سوريا يتوقف على روسيا.
وقال هارلينج الذى يرأس مشروع مصر وسوريا ولبنان فى برنامج مجموعة الأزمات الدولية، فى تصريحات لصحيفة "لوموند" الفرنسية اليوم السبت، إن هناك بعض الفرص لانعقاد مؤتمر السلام فى سوريا"مؤتمر جنيف-2" لأنه عندما تتبنى القوى العظمى فكرة، فمن الصعب تغييرها.
وأضاف انه فى مثل هذا الصراع الدامى، فمن المهم إعطاء فرصة أفضل من الخسارة "ومع ذلك نحن نواجه صعوبات، خاصة وأن روسيا لم تعط أى علامات واضحة على أن الموقف قد تطور، كما أن موسكو تتصرف دائما كمستشار للنظام السورى".
وأشار المحلل إلى أن الولايات المتحدة اعتمدت من جانبها فكرة المؤتمر بشكل افتراضى، لتجنب الدخول فى الصراع، خاصة وأن واشنطن ترغب فى العثور على طريقة للخروج من الأزمة واستخدامها فى مصلحتها.
ورأى أن الاتحاد الأوروبى منقسم بشدة فيما بين الدول الأعضاء، كما جرت العادة فى قضايا السياسة الخارجية، فبعض الدول، مثل فرنسا وبريطانيا، تريد أن تلعب دورا قياديا.
وتابع "وباختصار، كل هذا يتوقف على روسيا.. حيث يتم تنظيم المؤتمر كإطار أول لفرصة للتوصل إلى تسوية حقيقية أو كفرصة لتسجيل نقاط، لتأييد الحل الدبلوماسى، أما السيناريو الثانى، فى المعسكر الآخر، سيكون من الصعب الاعتراف بالهزيمة".
وتوقع أنه إذا فشل الغرب فى الوصول إلى حل وسط ، سوف يشعر بأنه مجبر على بذل المزيد من الجهد لدعم المعارضة، معتبرا أن النظام السورى لن يقدم تنازلات تحت الضغط من معارضيه، لكن يمكن ذلك تحت ضغط من حلفائه "ولكن لم يبذل أى ضغط جدى عليه من قبل حلفائه حتى الآن وسيكون المؤتمر (جنيف-2) بمثابة اختبار للإرادة الحسنة".
وتوقع أن روسيا تريد الدخول فى عملية تفاوضية "لانهاية لها" إلا أن الجانب الآخر (الغرب) يرغب فى الوصول وبشكل سريع إلى عملية الانتقال السياسى بمعنى الكلمة.
وعما إذا كان يتوقع أن الصراع فى سوريا لا يزال أمامه فرصا للتسوية الدبلوماسية أم أن الحل العسكرى ضرورى.. قال "اليوم هناك إرادة هشة لتقديم تنازلات، وذلك بسبب وحشية العنف والتطرف على الجانبين" وهو ما يتطلب كثيرا من الجهود المنسقة بين روسيا والولايات المتحدة للبدء فى إطلاق مخرج للأزمة.