كتب : أحمد الطاهري منذ 3 دقائق
أعاد حادث اختطاف الجنود في سيناء بمنحاه الدرامي وإطلاق سراحهم بشكل غريب، اسمه مرة أخرى إلى دائرة الجدل، تلك التي اقتحمها قبل قيام ثورة 25 يناير بعشرة أيام عبر مقطع فيديو على موقع "يوتيوب" من داخل غرفة عمليات، تحدث خلاله عن سيناريو اعتبره الناس في وقتها ضربا من الجنون، لكن الشباب ترجموه على أرض الواقع. إنه العقيد عمر عفيفي، الذي عاد من جديد ليكشف النقاب من واشنطن عن معلومات تخص عملية إطلاق سراح الجنود.
ولم يكن وصول "الوطن" إلى عفيفي في الولايات المتحدة سهلا، لكنه لم يكن صعبا كذلك، فبعد أسبوع من الاتصالات أجرينا معه هذا الحوار. ورغم هالة الغموض التي تحيط بالرجل، إلا أنك بعد دقائق تشعر أنك أمام مواطن مصري بسيط خفيف الظل سريع الغضب، وأيضا صلب في قناعاته لا يلين. وحول حادث الاختطاف وأحوال مصر وحوله هو شخصيا دار هذا الحوار، الذي ذكر فيه العديد من الأسماء وكال الاتهمات، ويبقى لأصحابها حق الرد، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية محمد مرسي.
- وسط غياب تام للشفافية في عملية إطلاق سراح الجنود المختطفين في سيناء، لم يجد الرأي العام سوى المعلومات التي قدمتها أنت، وبالتالي تلقفها على أنها حقائق مسلم بها. هل هي كذلك؟ وما هي الأسس التي استندتْ إليها قراءتك للحادث؟
• أولا لم تكن عملية "إطلاق سراح" بل "ترك" للإخوة المجندين بناء على مفاوضات، وبالطبع لن أذكر مصدر معلوماتي، وأنت صحفي وتدرك جيدا هذا الكلام، فلا أحد من حقه أن يسألني عن مصادري التي تمدني بالمعلومات حتى ولو كان القاضي في المحكمة.
- ولكن اسمح لي، هذا الأمر يشغل الناس، من أين تستقي معلوماتك؟
• شيء غريب جدا أن يكون الناس مشغولين بمصادر معلومات عمر عفيفي ولا ينشغلوا بقضية بلدهم، كما لو أننا تحولنا إلى شعب يبحث عن الفضائح والأخبار. علينا أن نهتم بالوطن وليس بالأشخاص. فليذهب الأشخاص إلى الجحيم ويبقى الوطن. ولكن كي أضع الأمور في نصابها، أقول بوضوح إن لي شبكة مصادر متعددة داخل مصر وخارجها، بعضهم من زملائي السابقين ومن ضباط الجيش ومن الإخوان الرافضين لسياسة الجماعة داخلها. المسألة ثقة متبادلة. هم لا يصرحون بأنفسهم حتى لا تلاحقهم متاعب، ويبحثون عن الشخص الأمين الذي يمكن أن ينقل هذه المعلومات. وأنا لا آخذ المعلومات كما هي، لأن من الممكن أن يتم تضليلي، ولكن بحكم خبرتي السابقة كضابط أتأكد منها من أكثر من مصدر، وأحللها وأعرف هل هي قابلة للتحقق أم مدسوسة، وبعد ذلك "مش هشتغل عرَّاف ولا أفكّ الودع". لأني لا أكسب شيئا. أنا رجل ضابط مهني. التحريات مهنة، والتعامل مع المعلومات مهنة، والبحث الجنائي مهنة، والهدف الرئيسي من المعلومات ونشرها ليس المال أو الشهرة.
الهدف من خطف الجنود في سيناء كان إخلاءها من التواجد العسكري لإقامة "وطن بديل للإخوان"
- عن ماذا تبحث إذن؟
• أبحث عن إحباط المخططات الدنيئة التي تحيط بالوطن. بمعنى أني أكون أسعد إنسان عندما يكون لدينا معلومة ونكشفها ويتسبب ذلك في إحباط المؤامرة، لأن أهم أسباب السيطرة على المؤامرات أن تفضح المتآمرين، وذلك أفضل من أن تحدث الكارثة ثم يتذكر الناس أن عمر عفيفي سبق وقال.
- وماذا كان المخطط من وراء عملية خطف الجنود من وجهة نظرك؟
• اللي ما بيعرفش يشوف الخريطة يبقى مش بيفهم في السياسة. عندما تفرد الخريطة ستدرك أننا جزء من صراع عالمي كبير ومصر وفلسطين مفتاحه. هذا صراع كبير بين الكتلة الغربية، التي هي أمريكا، وروسيا والصين وكوريا. أوباما يريد حلفاء يخوضون هذه المعركة سياسيا واقتصاديا وعسكريا عندما يقتضي الأمر، ويرى أن هناك مليار و600 مليون مسلم من الممكن أن يتخذ منهم جنودا لمواجهة الدول التي لم تدخل "بيت الطاعة الأمريكي". ومفتاح الدول الإسلامية كلها هو "القدس"، ويتم الوصول لهذا المفتاح عن طريق الإخوان في مصر، وهذا هو سبب دعم أمريكا للجماعة، كي تحصل على المفاتيح وتصل إلى تسوية. وجون كيري "اللي راح ياكل بسبوسة في رام الله"، لو أكل بسبوسة رام الله كلها لن يفلح، لأنهم دخلوا من المكان الغلط، ونحن عمرنا ما هنكون مماليك ولا جيش لأوباما، وبناء عليه يريدون أن يتخذوا من سيناء وطنا احتياطيا بديلا للإخوان والجماعات الجهادية.
- كيف؟
• هذا هو التطور الطبيعي. في المرحلة الأولى كنا جميعا شركاء وندافع عن الإخوان وهم داخل السجون، ثم عندما حدثت الثورة شاركوا يوم 28 يناير بشكل رمزي، وكان هناك تنسيق بيني وبينهم، وهم لا يعرفون أن كل شيء مسجَّلٌ لديَّ. أنا قلت إن عندي غرفة عمليات، وألف باء ذلك أنني أسجل كل شيء، مثلما أسجل حواري معك الآن كما تقوم أنت بتسجيله. كل شيء مسجل، سواء على برامج "سكايب" أو "مسنجر". كل شيء مسجل لحظة بلحظة، لأن هذا ليس حقي فقط، ولكنه حق البلد. نسقنا سويا عام 2010 عندما تم ضربهم في الإسكندرية، عن طريق ضابط اتصال اسمه محمد نزيه، وهذه هي المرة الأولى التي أذكر فيها اسمه، وكان معينا من قبل المرشد للاتصال بي، وكل المحادثات التي دارت بيننا سواء كانت صوتية أو مكتوبة موجودة. كلهم ليهم تسجيلات "من ساسهم لراسهم"، من أول الدكتور محمد مرسي حتى محمد نزيه.
- أعود لسؤالي مرة أخرى: ما الهدف من عملية خطف الجنود؟
• الهدف من العملية كما ذكرت كان إخلاء سيناء من أي تواجد أمني قوي أو تواجد عسكري، لأننا كنا مع الإخوان شركاء، ثم جاءت الثورة ونسقنا سويا، ثم خانوا الثورة، ثم تحولنا إلى فريقين؛ هم مع المجلس العسكري ونحن كنا ضده، ثم أصبح هناك خلاف، ثم تحول الخلاف إلى خصومة، وتحولت الخصومة إلى عداء بعدما اعتدوا على الثوار. عليك أن تعلم أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين 600 ألف فقط، ولو كانو "سم" فالشعب المصري يأكلهم ولا يموت. إنهم يدركون أنه لن يكون هناك مكان لهم في مصر بعد أن تحولت الخصومة إلى عداء، فكان البحث عن وطن بديل لكي يهربوا إليه عندما يتحرك الشعب المصري لاقتلاعهم من جذورهم، فيرحلوا إلى سيناء التي ستكون خالية من الأمن والشرطة. هناك أمر آخر، وهو أن أوباما سيغلق معتقل "جوانتنامو" ويعيد الجنود الأمريكان من أفغانستان والعراق ويرسلهم إلى سيناء، وهذا ضمن استراتيجيته لمواجهة روسيا والصين، حيث ستستخدم أمريكا من كانت تسميهم إرهابيين ضد روسيا والصين كما استخدمتهم في السابق، ولاحظ أنهم لا يريدون وضع تعريف واضح للإرهابي.
- لماذا؟
• عشان لو إنت "قتَّال قُتَله" ولكن بتخدم المصالح الأمريكية ستكون عظيما لديهم، لكن لو أنت تعمل ضد مصالحهم تكون إرهابيا. حسب أنت مع أمريكا أو ضدها يكون التصنيف الذي يضعوك به. والبعد الآخر في مسألة سيناء أن الإخوان "هيموتوا" كي ينفذوا مشروع شرق التفريعة وقناة السويس، وذلك للسيطرة على الجزء الشرقي من القناة وتحقيق دخل سنوي لهم يفوق الأربعة مليارات دولار، وذلك بعد اقتسام الإيرادات بين مصر ودولة الإخوان التي يسعون لتكوينها كدولة بديلة، ويسعون أيضا للمضي في مسألة الصكوك والاستمرار في "العك"، لكن دعهم يفعلون ذلك. هم يدركون أنه "لعب عيال". الإخوان حصلوا على أموال كثيرة من مبارك ومن الناس اللي أعادوا محاكمتهم.
قلت لوزير الدفاع إني قادر على حشد 1.5 مليون ثوري فدائي تحت أمر الجيش لتحرير مصر من الإخوان
- كيف؟
• لمَّا تعمل مصيبة وتنهب 50 مليار دولار، المفروض إنك تاخد إعدام أو مؤبد، فهل تدفع نصف هذه الأموال وتخرج وتعيش حياتك، أم تبقي النقود معك وتموت في السجن؟
- ولكن هذا الطرح لا يستقيم مع الخصومة الواضحة بين الإخوان والقضاء؟
• يا سيدي، هناك قضاة شرفاء وهناك أيضا قضاة يبيعون أنفسهم لمن يدفع ومن يبقيهم في أماكنهم، ومثل هؤلاء يعملون مع أي نظام؛ مع مبارك مع المجلس العسكري مع الإخوان. هؤلاء يُطلق عليهم "قضاة ملاكي"، ومعظمهم كانوا في الأساس ضباط شرطة، وهؤلاء يستخدمهم أي نظام لأنهم طوع يده. هناك قضاء نزيه وهناك قضاء فاسد، مثله في ذلك مثل كل مؤسسات الدولة، وكذلك الإعلام فيه جزء من الفساد ويجب أن يتم تطهيره، وهذا الأمر كان مستهدفا بعد اتفاقية "كامب ديفيد"، أن يدمر المصري نفسه بنفسه، لأنه بعد حرب 1973 أدرك الجميع أنه من المستحيل أن يحتل أحد مصر. لا أمريكا ولا إسرائيل ولا أي قوة تستطيع. فقالوا نحتل مصر بتدمير عقيدتها وأخلاقها وصحتها وتعليمها. أدمر الإنسان من داخله، وهو ما جعل أحمد عز مثلا لبعض الشباب قبل الثورة. وكل ما نراه من فساد في الدولة نتيجة الحرب القذرة التي تعرضت لها مصر منذ التوقيع على اتفاقية "كامب ديفيد".
- دعنا نعود لعملية اختطاف الجنود ثم تركهم. كيف كنت ترصد ما حدث وما هي تداعياته؟
• علمت أن هناك مفاوضات تجري في سيناء، يتزعمها مشايخ القبائل والوجهاء، بين الجماعات التكفيرية والإرهابية ومحمد مرسي، ليس مباشرة، بل عبر موفدين له منهم محمد البلتاجي وشخص آخر، وسألت: كيف تسير الأمور؟ فعرفت أنها "سمن على عسل" ولا توجد مشكلة، وواضح أن "المسائل مترتبة" كي يتم استدراج الجيش هناك ويحدث هذا "الفيلم الأمريكاني"، ثم يُعاد استخدامه مرة أخرى لاستنساخ طنطاوي وعنان، وكانت هناك الكثير من الأكمنة للجيش، وكان سيتعرض لمشاكل بلا شك.
- تقصد أكمنة سياسية أم أكمنة على الأرض؟
• أقصد الاثنين، أكمنة سياسية وعسكرية. شوف، أنا وجَّهت للسيسي رسائل كثيرة بأننا معه، ويمكننا أن نحشد مليونا ونصف المليون ثوري فدائي تحت أمر القوات المسلحة لتحرير مصر من الإرهاب ونكون امتدادا شعبيا للجيش، لأن مفيش حاجة اسمها جيش وشرطة وشعب. إحنا مصر. وعايزين حال البلد يتصلح، لأن الثورة وسيلة وليست غاية، والغاية النهائية هي إصلاح حال المواطن المصري. وجَّهت للسيسي الكثير من النداءات: أرجوك يا سيادة الفريق لو إنت قلقان من الإخوان نحن قادرون على توفير مدد شعبي لك.
- هذه النداءات كانت عبر اتصال مباشر أم وسطاء، أم عبر صفحتك على موقع "فيس بوك"؟
• عبر اتصالات غير مباشرة وعلى "فيس بوك" وأيضا عبر وسطاء، ولم يستجب، ما دعانا لأن نشك شكا يقينيا في أن له ميول إخوانية، وإن لم يكن هذا صحيحا فكان يجب أن يقف على الحياد، لأن من يحمي مرسي وجماعته حاليا هو السيسي، وهو من يمنعنا من إبادة الإخوان.
- كيف تطالبه بذلك والشارع لم يتحرك؟
• الشارع تحرك، ولكن هناك خيبة أمل حدثت بسبب النخبة السياسية في الثلاثاء أول أيام أحداث الاتحادية. كان هناك تنسيق بيني وبين السادة الضباط الشرفاء من الرتب الصغيرة، الذين فتحوا الأبواب والطريق وكانوا يرجون الناس أن تتقدم إلى القصر، ووقتها طالبت الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى بأن يعلنوا مجلسا انتقاليا، وكنا قادرين على حمايتهم، لكن للأسف ليس لديهم الشجاعة لاتخاذ هذه الخطوة، وبالتالي كانت خيبة الأمل. أنا شخصيا لا أصارع على سلطة لأني كنت أتمتع بها. رئيس المباحث في مصر لديه سلطة أكبر من رئيس الجمهورية في العهد السابق. أعرف أن السلطة محفوفة بالمخاطر والإغراءات، لذا لا أسعى من أجل سلطة ولكن لأجل العدل والحق، ولذلك طالبتهم بفترة انتقالية، وأنا قادر على حمايتهم ورجالي موجودون، لكنهم قالوا إحنا سلميين. ضباط الجيش نفسهم كانوا متعاطفين، ومنذ هذا اليوم فقدت الأمل في هذه النخبة، لأنهم عايزين السلطة "بيضة متقشَّرة". عايزين السلطة توصيل إلى المنازل. البرادعي يريد أن تصل السلطة إليه في "فيلَّته" بالهرم، ولا يتعب حتى يحصل عليها ولا يدخل في مخاطرة، لكن من يقود دولة لابد أن تكون لديه روح الثائر المغامر، لأن هناك قاعدة لابد أن يعرفها الناس.
- ما هي؟
• أن المنتصر على الكرسي والمهزوم على المشنقة أو في السجن طيلة عمره. هم يريدونها عملية نظيفة 100%، ولا يعرفون أنهم يقتربون يوما بعد يوم من المشنقة أو السجن أو النفي خارج البلاد.
- وما تقييمك للنتيجة التي حدثت وترك أو إطلاق سراح الجنود بهذا الشكل؟
• النتيجة التي حدثت كانت أننا كشفنا مخططهم وأفسدناه مبكرا. في واقع الأمر نحن لنا عيون في كل مكان في مصر وخارج مصر من الشرفاء، حتى من داخل جماعة الإخوان، فيها رافضون وفيها كتلة شبابية عظيمة، وفيها نماذج مضيئة مثل محمد حبيب وثروت الخرباوي وإبراهيم الهضيبي وكمال الهلباوي. هذه النماذج ترفض أن تكون "خرفان"، ونحن معهم، لأننا لا يمكن أن نفرِّق بين مصري وآخر، لا بسبب دينه أو بسبب انتمائه السياسي.
أبلغت "مرسي" بحرق المجمع العلمي قبل أن يحدث بـ9 ساعات.. ولا يستطيع إنكار أنه متواطئ في ما حدث
- كيف تنظر لحركة "تمرد"؟
• شوف، ليس بالتمرد وحده سنقتلع الإخوان، لكنها خطوة لابد أن تتلوها خطوات. أنا حتى لا أدَّعي شيئا. لا أنسق معهم في شيء، ولو طلبوا مني التنسيق أنا تحت أمرهم، لأنها تعتبر أكبر دعوة منطقية بعد ثورة 25 يناير.
- هل تعتقد أن الحركة تستطيع النجاح في سعيها لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي قبل 30 يونيو المقبل؟
• إذا نسَّقوا جيدا من الآن مع باقي الناس، ومابقاش حد غيران منهم، والناس كلها تنسى ذواتهم، لو حدث هذا سينجحوا، وأنا أتعهد باقتلاع الإخوان في ساعة زمن واحدة.
- ساعة واحدة.. أليست مبالغة؟
• الإخوان كالمرض. فيروس ضعيف جدا لكنه خطير جدا لو لم تتعامل معه. ممكن تقضي عليه بأبسط الأشياء، لكن لو تركته ممكن يموِّتك. الإخوان عبارة عن مائة ألف عائلة، كل عائلة فيها متوسط ستة أفراد ومنتشرين في 30 محافظة، لكن لا قيمة لهم. إذا كانوا "سم" فرجالي أنا شخصيا قادرين على ابتلاعهم ويشربوا وراهم "شويِّة ميَّه" فقط.
- إذا كان الأمر كذلك فمن المنطقي أن أسألك: ما الذي يمنعك؟
• أولا، المجموعات الطامعة في الحكم التي هي أسوأ من الإخوان، الذين يعتقدون أني قليل الذكاء. ثانيا، لم يصل الألم بعد إلى عصب الشعب المصري. نحن في حالة شكوى ووجع الآن، لكن أنا أذني تستمع إلى صرخة الألم الثوري، وأول ما هيوصل الألم إلى العصب أنا جاهز بالكماشة للسيطرة على الإخوان بالكامل في أنحاء مصر. أنا لا يعنيني محمد مرسي في شيء لأنه لا قيمة له. سأجتث من الجذور، ولن أقع في خطأ عبد الناصر أو السادات، بل ستكون مصر بلا إخوان، وهم يعلمون ذلك وهذا سبب أنهم ينظرون إلى سيناء.
- هذا أمل ورجاء أم وعد وتوعد؟
• مافيش حاجة اسمها أمل ووعد، ده 100% هيحصل، وسيحدث عندما أسمع صرخة الألم الثوري، لكن لو عملت أي حاجة الآن، أول ناس هيقولوا عليَّ متهور ومخرب هم المجموعات الثورية.
- على ذكر المجموعات الثورية، ظهورك في مقطع الفيديو الشهير قبل الثورة بأيام من داخل غرفة العمليات وأنت تعطي تعليمات وخريطة التحرك ومعلومات عن قدرة تحمل الجنود، بدا هذا وكأن الثورة عمل مخطط له وتدار من الخارج، وأنك ذراع هذا التدخل. ما قولك؟
• لو راجعت تصريحاتي ستجدني أكثر من يهاجم أوباما وسياسته ولست ذراعا له، لكني أستغل مساحة الحرية الموجودة هنا في أمريكا، أو ما يصفونه بالحرية، وألعب داخلها بلا أخطاء. شوف، أمريكا لم تعلم عن الثورة شيئا قبلها ولو بدقيقة واحدة، ولو كانت علمت لكانت منعتها أو أحبطتها أو أفسدتها، وهناك شهود عيان موجودون وهم عشرة أفراد؛ منهم الدكتورة سامية هاريس والدكتور سعد الدين إبراهيم، وكنا وفدا وذهبنا للقاء مساعد وزير الخارجية الأمريكي بوزنر يوم 27 يناير 2011، ونحن في الطريق جاءني الخبر من مصادري في الولايات المتحدة أن أوباما قرر دعم الإخوان للوصول إلى السلطة، وبعد أن دخلت للقاء مساعد وزير الخارجية، وكان الهدف من اللقاء منع استخدام السلاح الأمريكي ضد الثوار، وبعد أن علمت بقرار أوباما، رفضت أن أدخل اللقاء وقلت إننا "مش عيال صغيرة تلعبوا بينا"، ومن هذا اليوم علمت أنهم يدعمون الإخوان.
- ذكرت في بداية الحديث اسم الدكتور محمد مرسي أثناء سردك مراحل التعامل مع الإخوان. ما هي طبيعة علاقتك بمرسي؟
• مرسي متورط في جرائم يعاقب عليها القانون وهو في مصر. وببحثي عنه هنا اتضح لي أنه تم تجنيده في الولايات المتحدة، وهذا على مسؤوليتي، ولم يحصل على شهادة الدكتوراه، وأثناء وجوده هنا تم تجنيده وانضم للإخوان، ثم عاد ليعمل في مكافحة الصهيونية، وليس له أي إنجاز في هذا المجال. مرسي تم تجنيده للعمل لصالح المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي، وهذا الكلام على مسؤوليتي.
- هل لديك أدلة تثبت هذه الاتهامات الخطيرة؟
• أقول على مسؤوليتي هذا الكلام. مش معقول المخابرات الأمريكية هتدِّيني شهادة إنه عميل، لكن الشواهد تؤكد ذلك.
- بخلاف هذا الاتهام، هل حدثت اتصالات مباشرة بينك وبين الدكتور مرسي؟
• بالطبع كانت لي علاقة بمحمد مرسي، وهناك اتصالات كثيرة جرت بيننا. مرسي متواطئ في حرق المجمع العلمي، لأني أبلغته قبلها بنحو تسع ساعات وكان هو رئيس حزب الحرية والعدالة وقتها، وقلت له أرجوك ابعتوا من شبابكم وأنتم أكبر حزب، احموا المكان، لأن معلوماتي أن المنطقة دي هتتحرق، ولم أحدد المجمع العلمي بذاته، وبعدها بالفعل تم حرق المجمع، وتخاذل مرسي وقال لي "إحنا هنعمل إيه؟". مرسي سألني مين اللي هناك، وحددت له وأرسلت له رسالة على هاتفه، وما زلت أحتفظ بالرسالة على هاتفي، وبناء على ذلك أتهمه بالتواطؤ والتخاذل في حماية المجمع العلمي، ولا يستطيع أن ينكر ذلك، ولو أنكر سأفضحه أمام مصر كلها.