"بديع" يعد بعدم البطش أو الانتقام من خصوم الجماعة: "اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون"

"بديع" يعد بعدم البطش أو الانتقام من خصوم الجماعة: "اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون" "بديع" يعد بعدم البطش أو الانتقام من خصوم الجماعة: "اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون"
بديع: الرسول تعرض للسب والشتائم ورفض الانتقام من خصومه

كتب : هاني الوزيري ومحمد طارق منذ 6 دقائق

وعد الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان، خصوم الجماعة، بعدم الانتقام أو البطش بهم، وقارن في رسالته الأسبوعية، أمس، بين الظروف التي تمر بها الأمة والتي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقال بديع:"توالت على الرسول الحوادث والأزمات الكثيرة، مما كان يلاقيه من عنت وإيذاء المعارضين له، وتصديهم لدعوته وإنزال الضرر به وبمن تبعوه والذي وصل إلى حد الحصار الذي دام ثلاثة أعوام، كحصار اليوم في فلسطين وسوريا والعراق وأفغانستان وبورما، إلا أن الفارق أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعه المؤمنون وجدوا من غير المسلمين، من يفك حصارهم، فأين المسلمون اليوم من فكِّ حصار إخوانهم؟ وهل من عودة إلى النَّخوة والعزة والقوة؟ لفك حصار اليوم؟".

وأضاف:"ما أحوج الأوطان اليوم لاصطفاف أبنائها من أجل نهضة الأمة، بالمخالطة لا بالعزلة، بالمعايشة لا بالتقوقع، بالانخراط لا بالاستعلاء، وما أحوج أصحاب الرسالة لنشر الدعوة في المجتمع الدولي وتعريفه برسالة الإسلام، وإظهار جلال الدين في السماحة والتعاون والسلام والخير، ومخاطبًا كل الناس بالحرص على ما فيه خير البلاد والعباد، كل العباد".

وتساءل: "هل يتوقف الداعية عن مواصلة رسالته بعد هذه الصعاب الجسام، لقد حول النبي هذا الخاطر إلى واقع، والحلم إلى عمل، وذهب إلى الطائف: يبلغ عن ربه، وهنا الدرس لدعاة اليوم: لا للتوقف رغم الحصار، لا للكسل رغم العقبات، لا للقعود رغم الإيذاء، لا إجازة في دعوة الله، والله يدعونا للجنة؛ لأن ما كان لله دام واتصل، وقد وصَّانا الحبيب صلى الله عليه وسلم "اصْبِرُوا حتى تلقوني على الحوض"، فلا نهاية للصبر ولا للمصابرة، ولا للثبات والقيام بالحق والواجب حتى نلقى الله عز وجل، لقد ذهب النبي للطائف؛ ليقابله صفان من السفهاء والعبيد: يسبونه ويشتمونه ويتهمونه ويرمونه بالحجارة، فاتجه النبي إلى السماء".

وقال بديع:"لا للانتقام أو البطش بالخصوم"، مستدلا على موقف الرسول عندما نزل جبريل عليه السلام ومعه مَلَك الجبال وعرض عليه أن يُطْبِقَ عليهما الجَبَلَيْن ويدفنهم تحتهما، فرفض الرسول الانتقام أو البطش بالخصوم، مرددًا: "لعلَّ الله يُخْرِجُ من أصْلابِهِم من يَعْبُدَ الله ولا يشرك به شيئًا، اللهُمَّ اهْدِ قومِي فإنَّهم لا يَعْلَمُون".

DMC