كتب : أ ف ب منذ 6 دقائق
يمنح رفع الحظر الأوروبي عن تزويد المعارضة السورية بالسلاح، حججا لروسيا التي تقدم نفسها كمدافع عن القانون الدولي، بل إنه يطلق يديها أكثر في تزويد السلطات السورية بالسلاح.
وأكد الكسندر شوميلين المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بمعهد الولايات المتحدة وكندا بموسكو، أن قرار دول الاتحاد الأوروبي الذي أعلن مساء الاثنين في الوقت الذي كانت فيه موسكو وواشنطن، رغم اختلافاتها، تسعيان إلى جعل المعارضة والحكومة في سوريا تجلسان على طاولة مفاوضات في مؤتمر دولي، "يمثل إشارة معنوية وسياسية قوية لروسيا".
وروسيا حليف سوريا منذ العهد السوفياتي، سعت منذ بداية الأزمة قبل أكثر من عامين إلى التاكيد على علوية القانون الدولي ومبادئه خاصة ما يتعلق بالحفاظ على الوحدة الترابية للدول، وعدم التدخل في شؤونها في مواجهة رغبة الغرب في معاقبة سوريا في الأمم المتحدة بل والتدخل بالقوة في النزاع.
وباعتبارها عضوا دائم العضوية في مجلس الأمن، فقد عطلت روسيا مع الصين، كل مشروع قرار ملزم ضد سوريا معللة موقفها بأنها عندما سمحت بمثل هذه القرارات إبان الازمة الليبية، تجاوزت دول الحلف الأطلسي التفويض الذي منح لها بشان إقامة منطقة حظر جوي وقامت عمليا بتغيير النظام الليبي بالقوة.
ولذلك فإن الدبلوماسية الروسية انتقدت بشدة قرار الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن السلاح للمعارضة السورية المسلحة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء "إن رفع الحظر يجعل الوضع أصعب ويضع عقبات جدية أمام عقد مؤتمر دولي حول سوريا".
في المقابل تؤكد روسيا أنه في غياب قرار من الأمم المتحدة بالحظر، فإنه من حقها أن تزود سوريا بالسلاح بما فيه أنظمة الصواريخ أرض-جو المتطورة إس-300 وهي المعادل الروسي لنظام باتريوت الأميركي.
وصواريخ إس-300 التي يمكن أن تمنع غارات على التراب السوري بل وحتى إقامة منطقة حظر طيران، تثير مخاوف كبيرة بين القادة الإسرائيليين الذين يرون فيها خطرا محتملا على طائراتهم المدنية.
ويقول فيدور لوكيانوف رئيس تحرير نشرية "روسيا في السياسية الدولية" أن "رفع الحظر يمنح روسيا ورقة إضافية لمواصلة هذه اللعبة".
وقال وزير الدفاع الروسي "كل قرار هو ذو حدين، إذا رفع أحد الطرفين تضييقات فإن الطرف الآخر سيعتبر أنه لم يعد معنيا بالالتزام بواجبات تعهد بها سابقا".
واعتبر الخبير العسكري الروسي ليونيد ساجين، أن ذلك يعني أن موسكو يمكن أن تقرر منح سوريا أنواعا أخرى من السلاح، فيما اعتبر الكسي مالاشينكو من الفرع الروسي لمعهد كارينجي، أن روسيا ستسخدم حجة رفع الحظر الأوروبي لتبرير تسليمها أسلحة إلى الدولة السورية بما فيها أنظمة إس-300، لكن التسليم الفعلي لهذه الأسلحة سيكون رهن التطورات الدبلوماسية ونجاح المبادرة المشتركة لتنظيم مؤتمر جنيف2 الذي تملك روسيا رؤيتها الخاصة له.
وقافل "إذا شعرت روسيا أن المؤتمر يمكن أن يعقد، فإنها لن تنتقل إلى التنفيذ (تسليم إس-300) لكن إذا شعرت أنه لن يكون هناك مؤتمر، فإنها قد تفعل".