كتب : محررو «الوطن»: منذ 8 دقائق
دخلت مصر مرحلة العد التنازلى لأيام العطش، بعد إعلان إثيوبيا بدء عملية تحويل مجرى النيل الأزرق لاستكمال مشروع بناء سد النهضة الذى يتوقع خبراء أن ينتقص نحو 20% من حصة مصر من مياه النيل، ووصف سياسيون الموقف الإثيوبى بأنه استهانة بمصر وإعلان حرب عليها بعد ساعات من عودة الرئيس محمد مرسى من أديس أبابا.
القوات المسلحة تستبعد «العمل العسكرى».. والسودان تدرس مع القاهرة دعوة «الجامعة» لاجتماع طارئ
كان التليفزيون الإثيوبى الرسمى قد بث، صباح أمس، احتفالات تحويل مجرى النيل لبناء سد النهضة. ونقلت وكالة الإذاعة والتليفزيون الإثيوبية كلمة نائب رئيس الوزراء، ميكونين ديميكى، التى قال فيها: «تم بنجاح تحويل مجرى النيل لتعظيم الاستفادة من الموارد الوطنية». ووصف السفير السودانى بالقاهرة، كمال حسن، قرار إثيوبيا بـ«الصادم»، مشيراً إلى أن هناك اتصالات متواصلة مع الجانب المصرى، وتجرى حالياً دراسة مطالبة الجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ لبحث الأمر.
وكشفت مصادر سيادية لـ«الوطن» عن أن المخابرات العامة ووزارة الخارجية حذّرتا، فى تقارير عديدة، الرئيس محمد مرسى من أزمة سد النهضة واحتمال تحويل مجرى النيل الأزرق، وأوصتا باتخاذ قرار سياسى حيال تلك الأزمة قبل تصاعدها، لكن الرئاسة لم تهتم، وفضّلت الحلول السلمية.
وقال مصدر عسكرى مسئول: إن القوات المسلحة ليست لديها النية للقيام بأى عملية عسكرية ضد إثيوبيا فى القريب العاجل، لتجنب انقلاب الرأى العام العالمى ضد مصر، موضحاً أن القوات المسلحة قد تتسلم إدارة ملف مفاوضات الأزمة فى حالة فشل الجهود الرئاسية.
وحمّل عدد من السياسيين ورؤساء الأحزاب الرئيس محمد مرسى مسئولية الخطوة الإثيوبية.. وقال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى: «إن الإخوان جعلوا من مصر دولة ضعيفة بلا قيمة، وإذا لم يتحلّ النظام بالشجاعة الكاملة لمواجهة الأزمة فلا أعتقد أن الشعب سيسمح له بالاستمرار». واعتبر الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارات «مرسى» لـ«أديس أبابا» حملت دلالات على استهانة الحكومة الإثيوبية بنظيرها المصرى. وتوقع الدكتور عبدالفتاح شاهين، وكيل لجنة الشئون الأفريقية بمجلس الشورى، فى تصريح لـ«الوطن»، أن يؤثر سد النهضة على حصة مصر من مياه النيل بنحو 20%.
مصادر: جهات سيادية قدمت تقارير تحذيرية للرئيس لكنه تجاهلها.. والمشروع يهدد 20% من حصة مصر
وتقدم نواب بمجلس الشورى بطلبات إلى الدكتور أحمد فهمى، رئيس المجلس، لعقد جلسة طارئة، وحمّلوا الرئيس محمد مرسى المسئولية الكاملة عن العجز المائى المنتظر حدوثه على خلفية اتخاذ القرار الإثيوبى بعد انتهاء زيارته لـ«أديس أبابا». واعتبر عبدالشكور عبدالمجيد، عضو لجنة الأمن القومى، أن القرار الإثيوبى إعلان حرب.