كتب : عمرو حامد وأحمد غنيم منذ 31 دقيقة
أكد حمادة المصرى، فى أول حوار صحفى له عقب خروجه من سجن طرة، أمس الأول، بعد حبسه لمدة تجاوزت 4 شهور على ذمة التحقيق فى واقعة قسم شرطة «بولاق»، أن التهمة التى وجهت إليه «مضحكة وغريبة»، وأنها محض افتراء بهدف القضاء على كل شباب الثورة، لافتاً إلى أنه شاهد العديد من شباب الثورة داخل السجن، دون وجه حق، وبأوامر من النائب العام، التابع لتنظيم الإخوان المسلمين، على حد قوله.
قابلت «حارس الشاطر» فى سجن طرة.. وتأكدت أن مصر مجرد «ولاية» للتنظيم ويجب تحريرها
وقال «المصرى»، لـ«الوطن»، إن وكيل النيابة أثناء التحقيق معه، أبدى عدم اقتناعه بالتهمة الموجهة إليه، وإن الأمر بحبسى يخالف ضميره. أكد الناشط السياسى أنه سيشارك فى جمع توقيعات حملة تمرد، والدعوة لمظاهرات 30 يونيو لإنهاء ما وصفه بـ«الاحتلال الإخوانى لمصر»، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
* فى البداية.. كيف تم القبض عليك؟
- كنت فى ميدان التحرير، واتصل بى عدد من الأصدقاء المحامين والثوار، أثناء وجودهم بقسم بولاق أبوالعلا لمساندة سيدة كانت تريد أن ترى ابنها المحبوس، وأن تعرف تهمته، وأبلغونى أنه يتم الاعتداء عليهم داخل القسم، فسارعت بالحضور وفوجئت فور وصولى بقيام الأمن بالقبض علىّ، من أمام القسم، وقال أحد الضباط: اقبضوا على حمادة المصرى.
* وما التهمة التى وجهت إليك؟
- تهمة خيالية غريبة جداً، ضحك عليها وكيل النيابة وجميع المحامين الذين تضامنوا معى، حيث اتهمونى بأنى دخلت إلى مديرية أمن القاهرة، وسرقت طبنجة ميرى، دون أن يرانى أو يعترض طريقى أحد، ثم ذهبت إلى قسم بولاق أبوالعلا، بهدف الاعتداء على القسم. وهذه التهمة لا يمكن أن يصدقها أى عاقل فى الدنيا.
* وماذا حدث أثناء تحقيقات النيابة؟
- وكيل النيابة الذى حقق معى قال لى بالحرف الواحد، إن حبسى يخالف ضميره، لأنه رأى أن الموضوع سياسى، والتهمة مضحكة، وأن النائب العام، المستشار طلعت عبدالله، هو صاحب القرار فى تلك القضية، لأنه نائب عام تابع لتنظيم الإخوان المسلمين.
* ولماذا يدبرون لك تهمة لإلقائك فى السجن، على حد قولك؟
- القضية ليست قضية حمادة المصرى فقط، بل هى قضية جميع الثوار الذين ألقى بهم نظام الإخوان فى سجون النهضة عن طريق النائب الخاص لتنظيم الإخوان، المستشار طلعت عبدالله، الذى عينوه بهدف القضاء على الثورة. وأنا شعرت أنى سأدخل السجن عندما كان يحاول تنظيم الإخوان فض ميدان التحرير بأى طريقة، وعندما قام هشام قنديل بزيارة التحرير، وذهبت مع مجموعة من الشباب للحديث معه، وقام الأمن وقتها بشد السلاح وتهديدنا رغم عدم قيامنا بأى اعتداء عليه، وفوجئت بعد ذلك بنشر صورتى من قِبل مجلس الوزراء باتهامى بأنى أحد البلطجية وحاولت الاعتداء على رئيس الوزراء، ثم قاموا بنشر صورتى أيضاً وأنا أمام المحكمة الدستورية للتضامن مع القضاة فى أولى جلسات المحكمة بعد أن فض الإسلاميون اعتصامهم.
* ما ردك على اتهامات بعض قيادات الإخوان، والمحسوبين عليهم، بأنك تقود تنظيماً من البلطجية؟
- أقول لهم «حسبى الله ونعم الوكيل فيكم وفى كذبكم»، لأنهم يقذفون الناس بالباطل، وهم يعلمون ذلك، وسأقاضى كل من اتهمنى بالباطل، والإخوان يعلمون جيداً من كان ينقذ ميدان التحرير، ومن أنقذ فندق سميراميس من يد البلطجية، ومن يواجه البلطجية الذين يرسلونهم بهدف تشويه ميدان التحرير، والتحرش بالنساء، فنحن ندافع عن الحق.
* ما تقييمك لحكم الرئيس محمد مرسى، على مدار عام؟
- كنت من الذين أعطوا صوتهم لمرسى فى جولة الإعادة، وقلت إنهم متدينون ولن يخدعونا، وإن «نص العمى، ولا العمى كله»، فانتخبت «مرسى»، بهدف الهروب من «شفيق»، ولكنى أدركت بعد ذلك أن الاثنين وجهان لعملة واحدة، وأن أياً منهما يمثل «العمى كله». وتأكدت من أن مصر تتعرض لاحتلال إخوانى، وأن النظام لا يفكر إلا فى مصلحته فقط، وكيف يستطيع أن يحقق سيناريو «التمكين بالدولة» الذى يسعى إليه، بغض النظر عن حال الشعب الذى يموت كل يوم، وهم يكذبون ويتاجرون باسم الدين.
* وكيف كانت المعاملة التى تعرضت لها أثناء فترة حبسك؟
- تعرضت لمعاملة سيئة طبعاً، وعرفت أن الشعب أصبح داخل سجون نهضة الإخوان، لأننى التقيت بكثير من الشباب المظلوم والثوار الصغار، الذين لا يجد أهلهم القدرة على إحضار طعام لهم بالسجن. وجميعهم حضر إلى هنا من خلال اتهامات ملفقة، وكل فترة يحصلون على 45 يوماً على ذمة التحقيق، بقرار من النائب الإخوانى «الخاص»، كما قابلت أيضاً عدداً من الإسلاميين، من ضمنهم حارس خيرت الشاطر.
كيل النيابة قال لى أثناء التحقيقات: «القضية سياسية.. وضميرى لا يسمح بحبسك»
* وما الذى دار بينك وبين حارس «الشاطر»؟
- كنا نتعامل مع بعض داخل السجن معاملة إنسان لإنسان، فنحن الاثنان محبوسان داخل سجن واحد، ولكنى تأكدت بعد لقائه أن الإخوان لو يفكرون جميعاً بهذه الطريقة، فإن مصر عليها السلام.. لأن كل ما يشغلهم هو حكم العالم، كما عرفت من حارس نائب مرشد الجماعة، أن مصر بالنسبة لهم ولاية فقط، وأنه يطيع فقط أوامر قيادات الجماعة. وحدثنى عن أنه كان حارساً للرئيس مرسى قبل وصوله للسلطة، وماذا كان يفعل، كما تحدث معى عن أحد أفراد حماس الذى قتل أبناء عمه الستة من حركة فتح حتى لا يكون هناك ثأر بين حماس وفتح.
* وكيف كان يتعامل معك الضباط داخل السجن؟
- كانوا ينظرون لى نظرة إعجاب واحترام، وكانوا يعرفون أننى مظلوم وصاحب قضية. وأنا أعرف أنه رغم وجود عناصر فى الداخلية مجرمون وشاركوا فى قتل متظاهرين، يوجد محترمون أيضاً، وأثناء التحقيق معى فى محكمة باب الخلق، وانتظار الشباب للحكم قام اللواء جمال عبدالعال، مدير مباحث العاصمة، بالاتصال بعميد شرطة، المسئول عن تأمين المحكمة، وطلب منه فض الموجودين بالقوة، وقال له حرفياً: «مش مهم عندى يموت 20 من كل طرف»، فيما رفض العميد تنفيذ الأوامر.
* وما أكثر شىء أحزنك وأنت داخل السجن؟
- أكثر شىء أحزننى عندما قالت لى إحدى بناتى الصغار، أنت علمتنا إن المجرمين بس هم من يدخلون السجن، فلماذا جئت أنت إلى هنا، وأنت لم تفعل شيئاً. وشعرت بالحزن على الشعب المصرى الطيب الذى يموت فقراً وجوعاً وشباب الجماعات والمدارس الذين تكتظ بهم السجون بدون أى اتهامات حقيقية.
انتخبت «مرسى» واكتشفت أنه لا يختلف عن «شفيق».. والإخوان لا يفكرون إلا فى مصلحتهم
* أخيراً.. ما الذى ينوى «حمادة المصرى»، فعله بعد المدة الذى قضاها بالسجن؟
- ما زلت تحت المحاكمة، ويمكن أن أعود لخلف الأسوار مرة أخرى، خاصة أن حركة «قضاة من أجل مصر»، التابعة للإخوان، هى من تتولى محاكمتى. وأقسم بالله سأكمل الطريق ولن أتنازل عن خروج آخر معتقل فى سجون النهضة، فإما يخرج الجميع، أو يرجعونى للسجن مرة أخرى، وسأشارك فى حملة تمرد للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وسندعو لمظاهرات الشعب يوم 30 يونيو، فى الذكرى الأولى لحكم الإخوان.
* وفى رأيك.. إلى أين تتجه مصر؟
- للأسف نحن أمام ثلاثة طرق؛ الأول هو أن يخلع الرئيس عباءة الإخوان، وأن يكون رئيساً للمصريين وليس للإخوان، والطريق الثانى هو أن تصبح الدولة فى بركة دم على يد تنظيم الإخوان، والطريق الثالث هو انتخابات رئاسية مبكرة إذا كانت بالفعل هناك ذرة خوف وحرص من جانب تنظيم الإخوان على مصر، والشعب المصرى.