كتب : الأناضول منذ 13 دقيقة
رأى خبير مغربي في العلاقات الدولية أن بلاده "غير معنية" بتوصيات قمة الاتحاد الإفريقي بشأن نزاع الصحراء، التي تدعم تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره.
وقال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس في العاصمة المغربية الرباط، إن "المغرب غير معنية بالتوصيات التي اعتمدتها قمة الاتحاد الإفريقي بشأن نزاع الصحراء، التي تدعو إلى تمكين ما يسمى بالشعب الصحراوي من تقرير مصيره". وأردف قائلا إن "المغرب ليست معنية لكونها غادرت منظمة الوحدة الإفريقية (تغير اسمها عام 2002 إلى الاتحاد الإفريقي) قبل نحو ثلاثة عقود، عندما قبلت المنظمة عضوية كيان لا يتوفر على العناصر الأساسية للدولة، خاصة السيادة"، في إشارة إلى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
واتهم الحسيني، في تصريحات صحفية اليوم، ثلاث دول؛ هي الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا، بـ"العمل على المس بالوحدة الترابية للمغرب، عبر التوظيف الملتوي لمبدأ تقرير المصير المقدس أمميا". وأكد أن "سكان إقليم الصحراء قرروا مصيرهم مسبقا من خلال مشاركتهم بكثافة في الاستحقاقات الانتخابية المنظمة في المغرب، حيث تسجل بالإقليم أعلى نسب المشاركة في الانتخابات بالمملكة كلها".
وكان رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الاتحاد الإفريقي أعربوا، في قمتهم الحادية والعشرين التي اختتمت أعمالها اليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، عن "دعمهم التام واللامشروط لكفاح شعب الصحراء الغربية في ممارسة حقه في تقرير المصير".
وكرم الاتحاد الإفريقي، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، قادة صحراويين.
وكان سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، أعرب أمس عن "الأسف وخيبة الأمل لكون بعض الدول استمرت في مواقفها المعادية المتجاهلة للحقوق الشرعية والمشروعة للمغرب في صحرائه٬ والمناقضة للحقائق الموجودة على أرض الواقع٬ والمخالفة لقرارات مجلس الأمن" الدولي.
فيما نوه في المقابل بتأييد العديد من الدول الإفريقية "للوحدة الوطنية والترابية للمملكة٬ وتشبثها بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سياسي واقعي لهذا النزاع الإقليمي"، دون أن يسمي هذه الدول.
ولم تشارك المغرب في قمة الاتحاد الإفريقي، وانسحبت المملكة من منظمة الوحدة الإفريقية عام 1984 احتجاجا على قبولها عضوية "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، التي تنازعَها إقليم الصحراء.
ونفى سعد الدين العثماني، في نوفمبر الماضي، إمكان عودة بلاده إلى الاتحاد الإفريقي، رغم تلقي المغرب دعوات من دول إفريقية من أجل العودة إلى المنظمة.
وقال العثماني في كلمة له بالبرلمان المغربي إن "الأسباب التي دفعت المغرب للانسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية لا تزال قائمة".
وتتنازع المغرب مع جبهة البوليساريو، التي انبثقت عنها "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، إقليم الصحراء.
وتأسست حركة البوليساريو في 10 مايو 1973، وأخذت اسمها من المختصر الإسباني المكون من الحروف الأولى لاسم "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، حيث إن "الساقية الحمراء ووادي الذهب" هو الاسم القديم غير المتداول لإقليم الصحراء.
وتشرف الأمم المتحدة، بمشاركة جزائرية وموريتانية، على المفاوضات بين المغرب والجبهة، بحثا عن حل نهائي للنزاع منذ توقيع الطرفين اتفاقا لوقف إطلاق النار عام 1991.
ويعود آخر لقاء بين طرفي نزاع الصحراء إلى مارس 2012، وانتهى دون إحراز أي تقدم.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد سيطرة المغرب عليه.