أخبار عاجلة

عام على «تحرير رابعة» (ملف خاص)

عام مضى على فض اعتصامى رابعة والنهضة.. مئات المصريين دفعوا حياتهم ثمناً لمؤامرات قادة الإرهاب.. سالت الدماء وتجمعت في خندق على باب المستقبل.. يُنتج عنفاً، وينشر إرهاباً أسود. عام مضى دون قصاص.. دموع لم تجف، ونيران من الآلام تحرق قلوب المكلومين على شهداء قتلتهم دعوات الضلال والتضليل.

«المصري اليوم» ترصد في هذا الملف تفاصيل الأحزان.. وأسرار أصعب الساعات التي سبقت لحظات الفض، وتطرح السؤال الأخطر: «كيف نعبر خندق الدماء، الذي يعوق المرور إلى أبواب المستقبل؟!».

أكدت قيادات إسلامية أن المصالحة الوطنية مطلوبة في الوقت الحالى، بالتزامن مع الذكرى الأولى لفض اعتصامى رابعة والنهضة، وطرحت خطوات طالبت من خلالها الدولة والإخوان بإقرار المصالحة، منها ضرورة تنفيذ الدولة قرارات لجنة تقصى الحقائق وتعويض الضحايا، وإصدار الإخوان وثيقة لرفض العنف، ومطالبة الإعلام بتهيئة المناخ للمصالحة، فيما طالب سياسيون بتحقيق شامل بشأن فض رابعة، والقرارات السياسية الصادرة وقتها، مطالبين الإخوان بالاعتراف بالواقع وارتكابهم أخطاء.

قال صبرة القاسمى، القيادى الجهادى السابق: «روشتة العلاج تحتاج حلولا فورية تبدأ بـ 4 مراحل أولها: المصارحة بين الطرفين، والاعتراف بالأخطاء من الطرفين، والاعتذار عنها، ما يتيح فرصة للعقلاء من الطرفين لوقف نزيف الدم وفرض التهدئة».

وأضاف: «المرحلة الثانية: تتلخص في إتاحة الدولة الفرصة للإسلاميين، للعودة للحياة السياسية، وتوجيه تطمينات حقيقية لهم، لدمجهم مرة أخرى».

واستطرد: «المرحلة الثالثة: تنشيط الدعوة لمواجهة الأفكار التحريضية الناتجة عن الخطاب الدينى لقيادات العنف، عن طريق الأزهر الشريف، بالتعاون مع التيارات والحركات الإسلامية المعتدلة باعتبارها متمرسة على مواجهة مثل هؤلاء، لكثرة الاحتكاك بهم، وإرسال قوافل دعوية تجوب المحافظات لنشر الفكر الوسطى». المزيد

رغم مرور عام على فض اعتصام رابعة، ونحو 9 أشهر على تشكيل لجنة تقصى حقائق 30 يونيو، ما زال الغموض يحيط بأداء اللجنة، التي بدأت عملها في ديسمبر 2013، وما توصلت إليه بشأن أحداث فض رابعة، ورغم إعلان اللجنة في أكثر من تصريح عن استعدادها للاستماع لمؤيدى التيار الإسلامى، وحمايتهم، والتزامها الحياد، ومطالبتها من يمتلك معلومات، التقدم بها، فإن إقبال مؤيدى الإخوان على التعاون مع اللجنة، ظل ضعيفا، رغم تقدم زوجة الدكتور محمد البلتاجى، القيادى الإخوانى، ونجلها بشهادتيهما إلى اللجنة.

أكد المستشار عمر مروان، المتحدث باسم اللجنة، أن الظروف السياسية، والخوف لدى الناس، بسبب الجو المشحون، وحوادث الاعتداء، التي يتعرض لها البعض- أدت لابتعاد كل شخص بنفسه عن المشاركة في هذه الموضوعات الشائكة.

وعانت اللجنة في الأشهر الأولى لعملها، من نقض المعلومات، بشأن الفض، والهجوم عليها، ورفض تعاون الشهود معها، ما دفعها إلى توجيه نداءات على مدار الـ4 أشهر الأخيرة، بتقديم معلومات إلى اللجنة، وشددت على مسؤوليتها عن حماية أي شاهد، من أية جهة مهما كانت.

واستعانت اللجنة بعدد من الصحفيين والوسطاء، للاتصال بالذين تابعوا الاعتصام، للتعاون معها، إلا أن الرفض كان موقفا ثابتا للإخوان. المزيد

عام مر على فض اعتصامى رابعة العدوية ونهضة ، ضحايا وشهداء سقطوا، ومازالت هناك ألغاز وأسرار حول عملية الفض، لبؤرة إرهابية استمرت 58 يوما، أمام جامعة القاهرة وميدان رابعة العدوية، فقد استمر الفض بضع ساعات لكنه سبقه اجتماعات ولقاءات وقرارات صدرت بالإجماع على ضرورة الفض بـ«القوة»، ليخرج التفويض إلى اللواء محمد إبراهيم بالتنفيذ، ويعقد اجتماع بمقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس بين قيادات الشرطة والجيش لوضع الخطط الأمنية لتنفيذ عملية الفض.

حصلت «المصرى اليوم» على كواليس خطة فض الاعتصام وعمليات التموية التي اتخذتها وزارة الداخلية لفض الاعتصام، والذى شارك فيها 120 تشكيلا من الأمن المركزى، وقوات الأمن والعمليات الخاصة ووحدات فض الشغب، بعد أن عقدت الوزارة 3 اجتماعات قبل اتخاذ قرار الفض أو التفويض الذي أقره مجلس الدفاع الوطنى.

اعتمدت وزارة الداخلية على خطة «التموية»، حيث حرك اللواء محمد إبراهيم موكبه خاليا إلى مسكنه بمدينة نصر لمدة 3 أيام، وظل يتابع من مكتبه استعدادات القوات وجاهزيتها لفض الاعتصام، بعدها ظل الضباط في قطاعات الأمن المركزى في تدريبات لمدة 8 أيام متواصلة لرفع الروح والتأكد من الجاهزية والاحترافية على الفض دون حدوث خسائر .

وقالت المصادر: إن معسكرات الفتح وناصر وأبوبكر الصديق وأحمد شوقى والدراسة، رفعت حالة الطوارئ، استعدادا لساعة الصفر التي تم تحديدها السادسة صباحا، يوم 14 أغسطس 2013، لكن القوات كانت جاهزة ومستعدة منذ الساعة الواحدة صباحا، استعدت القوات وشهدت حالة استنفار قصوى، ووحدات من القوات المسلحة، تمهيدًا لتنفيذ خطة وإجراءات فض اعتصامى أنصار مرسى في ميدانى رابعة العدوية بمدينة نصر، ونهضة مصر بالجيزة، وأضافت المصادر: أن تنسيقا واضحا كان بين وزارة الداخلية والجهات المعنية لتنفيذ بنود الخطة الأمنية في جميع مراحلها، وتم تحريك معدات القوات المسلحة لإزالة المتاريس، والحواجز الأسمنيتة التي أنشائها أنصار الرئيس المعزل، وتم الدفع برجال المظلات إلى داخل اعتصام «رابعة» في محاولة لإحداث تشويش على أجهزة البث المباشر- 3 سيارات بث سرقت من التليفزيون المصرى- وكان وفقا للخطة أن تعطيل بث الجزيرة هو إشارة الاقتحام، إلا أن الضباط لم يستطيعوا تعطيل بث القنوات.

وأوضحت المصادر: أن تشكيلات الأمن المركزى، وقوات فض الشغب، يصحبها قيادات وزارة الداخلية، التي تحركت من معسكرات الأمن المركزى بالقاهرة والجيزة وأماكن التجمعات وسط سرية تامة، بعد أن تأكدت المأموريات من جاهزية المعدات بجميع أنواعها للتعامل مع أي مخاطر قد تصدر مع بداية عملية الحصار، وكانت هناك متابعة دقيقة من جانب اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة وقتها، واللواء أشرف عبدالله مساعد الوزير لقطاع الأمن المركزى وقتها. المزيد

جالساً بجسده المنهك، على حصيرة، أتعبه المرض بعد أن تجاوز 75 عاما، هموم الفقر وقلة المال وضياع ابنه زادت من محنته. لا يرغب بالاستمرار في الحياة، قائلاً: «هو الموت ماله مش راغب فينا ولا إيه»، هكذا مشهد والد عمرو محمد سالم، أحد ضحايا التعذيب داخل مقر اعتصام رابعة العدوية، والذى لقى مصرعه قبل فض الاعتصام بعشرين يوما.

بدأ حديثه: «إنتم مش جيتم يوم وفاة عمرو ونشرتم في الجرايد أخبار وفاته، إيه إلاى حصل حق ابنى رجع، الحال كما هو عليه، ترك أيتاما وزوجة غير قادرة على الإنفاق على أولادها الصغار، وحقه لسه

SputnikNews