أخبار عاجلة

بالصور.. «رمضان » للاجئ غُربتان

الغربة واللجوء والعوز والفقر والخوف، مصطلحات أصبحت لصيقة باللاجئين في العالم كله، فاللاجئ يهرب من منطقة النزاع والحرب والجوع والقتل أملا في العيش في سلام، لا أن يعيش في خوف جديد على أرض لا يعرفها، وسط إناس لا يعرفهم، حرم من بيته وأهله وشوارعه وماله، فاقدا حبيب أو قريب أو فلذة كبد، يهرب لأن الحياة لا يجب أن تتوقف.

ففي ضيوف كثيرون جذبتهم الأحاديث عن كرم قلوب فقرائها قبل أغنيائها، ولكن هل وجد اللاجئون في مصر تلك الصورة التي رسموها في مخيلتهم عندما هربوا من الموت قتلا أو جوعا، في تقرير أعدته منظمة «أنقذوا الأطفال» ألقت فيه الضوء على أحوال اللاجئين في مصر في شهر رمضان الكريم، تناولت فيه حياة أسرتين إحدهن سورية هربت من الصراع الدائر هناك، وأخرى سودانية هربت من الأحوال الاقتصادية الخانقة.

تقوم أحد الأسر اللاجئة باستضافة معد التقرير لقضاء يوم رمضاني عادي، الأسرة الأولي هي أسرة سورية لجئت لمصر بسبب الصراع الدائر في بلادهم منذ اكثر من 3 أعوام ونصف، يقيمون في مدينة 6 أكتوبر، الذي وقع اخيتارهم عليها بسبب الإيجار المنخفض نسبيا مقارنه بأماكن أخرى حسبما أرجع التقرير، تجلس أسرة السيد فاروق المكونة من زوجته غادة وأطفالهم الأربعة لتناول وجبة الإفطار، في شقتهم الصغيرة المستأجرة، وهي الأسرة التي وصلت لمصر بعد النزوح من قرية إلى قرية هربا من رحايا حرب لا ترحم ولا تفرق بين مؤيد ومعارض، الكل هناك أهداف قتل، جاءوا لمصر منذ عام تقريبا.

___________2_small.jpg

يضيف التقرير أن غادة تقوم بتحضير الإفطار مع جارتها وصديقتها السورية «زينه» وزوجها كمال، وهو صديق طفولة فاروق وغادة أيضا، وقد دعوا للإفطار بصحبة أطفالهم الثلاثة، كانوا جيرانا في سوريا والآن أصبحو جيرانا في القاهرة، بعدما عبرت أسرة كمال الحدود مع الأردن ثم إلى مصر ليلتحقوا بأصدقاء طفولتهم.

___________4_small.jpg

___________5_small.jpg

تقول غادة: «ألم البعد عن الوطن والأهل يتضاعف في رمضان، لقد كان شهر رمضان الماضي الذي قضيناه مع عائلتنا في الصحراء أفضل كثيرا، هنا في رمضان افتقد ضوء الأسرة وضوء الأصدقاء، هنا لا شئ من هذا القبيل، في سوريا اعتدنا على العيش في بيت كبير مع أسرتي وأسرة صهري أيضا، لقد كان لدينا الدافع لفعل الكثير من الأشياء في نهار رمضان كذلك في وقت الإفطار، على سبيل المثال طهي الوجبات الرائعة، الجلوس في بيوتنا وحدائقنا»، تضيف: «لكنني هنا أشعر بأنني أريد النوم طوال النهار، ليس لدي أي دافع لفعل شئ، أذهب للعمل ولكني عندما أعود للمنزل أريد فقط الاستلقاء، هذا شئ غير محبب لي، ولكنني أصبحت اعتقد بأن أي شئ سيحدث سيرهقني».

______________small.jpg

_____________small.jpg

_____________6_small.jpg

تظهر الصور الذي التقطها معد التقرير أن أسرى فاروق وغادة تريد استحضار روح الأهل والوطن من خلال الوجبات السورية الشعبية الأصيلة، ولكن مرارة الغربة لن تجعلهم يستشعرون شئ سوى الحنين إلى تلك الأرض القريبة البعيدة، وذلك البيت الذي كان يوما ما يجمعهم ولا يعلمون إن كان لا يزال موجودا أم أصبح أطلالا.

___________3_small.jpg

أسرة جديدة، هذه المرة هي أسرة سودانية أتت إلى مصر مهاجرة في 2011 بسبب العوامل الاقتصادية السيئة الناجمة عن الصراعات التي لا تتوقف في بلادها، هي أسرة سوسن تقيم في منطقة أرض اللواء بمحافظة الجيرة مكونة من الأم وابنتيها وفاء (29 عاما) ولانا (7 سنوات)، الابنة الكبرى وفاء درست طب الأسنان في بلادها ولكنها لا تستطيع ممارسة مهنتها في مصر، لذا فهي تتطلع للهجرة إلى الإمارات العربية المتحدة، تستضيف الأسرة 2 من أصدقائها على الإفطار «مانيلا» وهي سودانية وتدير مركزا حقوقيا يتعاون مع منظمة «انقذوا الأطفال»، وأسماء (26 عاما) وهي سودانية أيضا وصديقة «وفاء» وكلن أسرتها ما تزال مقيمة في السودان.

_________small.jpg

أرض اللواء، حسبما يقول التقرير، هو حي به العديد من اللاجئين بسبب انخفاض الإيجار، وتوجد به جالية سودانية كبيرة، وجاليات صومالية وإريترية وسورية.

___________small.jpg

تتحدث وفاء عن تجربتها في مصر: نحن سعداء هنا نخرج ونقضي أوقات جميلة وأسافر إلى الإسكندرية وانزل البحر وأقوم بالسباحة، ولكن العلاقات هنا ليست عميقة، لم نستطيع الاختلاط بقوة هنا بالمصريين، كل ما نقوله لجيراننا المصريين هو «مرحبا» هذا كل شئ».

___________1_small.jpg

تقول مانيلا: «بعد العيش هنا لأكثر من 9 سنوات لم اعتد على الحياة هنا، عندما أتيت كان الناس هنا لديهم اعتقاد بأن اللاجئون فقراء غير متعلمين، اعتقد أنهم بدأو يتفهمون أن أي شخص يمكن أن يصبح في يوم من الأيام لاجئا، لو أتيت من خلفية فقيرة أو غنية، في الحرب هذه الخلفيات لن تعني شيئا، يصبح الشئ الأهم حينها هو سلامتك وسلامة أسرتك».

_______________small.jpg

SputnikNews