أخبار عاجلة

حسنات ماحية لسيئات

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: «يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِى وَرَجَوتَنِى غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِى، يَا ابْنَ آَدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغْفَرْتَنِى غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيْتَنِى بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لقِيْتَنِى لاَ تُشْرِك بِى شَيْئَاً لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغفِرَةً» .

السبب الأول من أسباب المغفرة هو (الدعاء مع الرجاء)، قال الله- تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ} من حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله- تعالى.

فإذا أحسن العبد الظن بربه- عز وجل- وعلم أن لا غافر لذنبه إلا هو سبحانه، وألح ورجا غفر الله- عز وجل- له ما كان من ذنوبه.

السبب الثانى من أسباب المغفرة وهو (الاستغفار) أى طلب المغفرة.

وإذا قال العبد: أستغفر الله مجردة فهى دعاء حكمها كسائر الدعاء إن شاء الله غفر، وإن شاء لم يجب، ولكن بشرط أن يخرج الاستغفار عن قلب منكسر بالذنوب أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات.

السبب الثالث لمغفرة الذنوب (التوحيد) وهو السبب الأعظم.

ولقد قال الله- تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ}.

روى معاذ- رضى الله عنه - فقال: كنت ردف النبى على حمارٍ يقال له: غفير، فقال: «يا معاذ تدرى ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله عز وجل ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً»، فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟ قال: «لا تبشرهم فيتكلوا».

إن من مات موحداً دخل الجنة قطعاً على كل حال.

فعبر سبحانه بكثرة الذنوب عند التوحيد، إذ هو الدواء الأعظم، وبأقل منه عند الاستغفار، إذ المعصية أقل، وبالدعاء عبر عن صغائر المعاصى، فهذه درجات التوبة لأصحاب الذنوب إن كانت صغيرة كفاه الاستغفار والدعاء، وأما إن كثرت وكبرت الذنوب احتاج العبد إلى تأكيد وحدانية ربه عز وجل وتكرارها أثناء توبته، والله أعلم.

SputnikNews