اختار اليوم، حزب جبهة القوى الاشتراكية الجزائرية، المعارض التاريخى للجبهة حسين آيت أحمد رئيسا شرفيا للحزب، وذلك خلال المؤتمر الوطنى الخامس الذى يواصل إعماله بالعاصمة الجزائرية.
وصرح الأمين العام الوطنى للحزب على العسكرى، اليوم، بأن أعضاء الحزب صوتوا بالأغلبية على قرار إعلان الرئيس السابق لجبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد رئيسا شرفيا، خلال اليوم الثانى من المؤتمر الذى تجرى أشغاله فى جلسات مغلقة.
وكان حسين أيت أحمد أقدم زعيم سياسى معارض فى الجزائر قد أعلن فى وقت سابق اليوم تنحية عن رئاسة حزب "جبهة القوى الاشتراكية" " التى تتمركز فى منطقة القبائل" بعد 70 عاما قضاها فى النضال ضد الاستعمار الفرنسى والنظام الحاكم فى الجزائر بعد الاستقلال عام 1962.
وقال حسين أيت أحمد - 84 عاما - فى رسالة وجهها خلال افتتاح المؤتمر الخامس العام للحزب: "إن الجزائريين مازالوا بعد 50 سنة من الاستقلال والنضال، يناضلون من أجل أبسط الحقوق والحريات السياسية والمدنية".
وأضاف - فى رسالته التى بعثها مع نجله يوغرطة من منفاه الاختيارى بسويسرا ونقلها الموقع الالكترونى لصحيفة الخبر الجزائرية، أن السلطة فرضت على الجزائريين بعد سنوات من النضال ضد الاستعمار، نظاما دكتاتوريا يقول للجزائريين إن الديمقراطية من الكماليات، ولاحظ أن "الدكتاتورية العسكرية قادت البلاد إلى الانهيار والتطرف والقمع والحجر على الحريات، وهذا يهدد السلم المدنى والاجتماعى فى الجزائر".
ووصف آيت أحمد، الوضع الذى آلت إليه البلاد بأنه "وضع كارثى وغير مقبول ولا يتوازى مع الثروات البشرية والمادية التى تتمتع بها الجزائر" وشدد آيت أحمد على أن "حزبه جبهة القوى الاشتراكية صمد خلال 50 سنة من النضال من أجل بناء دولة الحريات، وطالب "الجزائريين والجزائريات بأن الظرف يتطلب منا أن نكون موحدين من أجل فرض الحقوق ومواجهة القمع، وفاء للذين ماتوا من أجل الديمقراطية".
ويعد آيت أحمد الذى يعيش فى منفى إرادى بسويسرا منذ سنوات، أحد رموز حركة التحرر وثورة التحرير الجزائريتين منذ أربعينيات القرن الماضى حين انخرط فى النضال السياسى وهو فى سن 16 عاما ضمن حزب الشعب الجزائرى، ثم أسس جبهة التحرير الوطنى التى فجرت الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسى عام 1954.
وقد اعتقلته السلطات الفرنسية عام 1956 ليطلق سراحه عام 1962 بعد استقلال البلاد ليدخل بعدها فى خلافات مع رفقاء النضال السابقين وأبرزهم أحمد بن بلة أول رئيس جزائرى، حيث أسس حزب جبهة القوى الاشتراكية ليزج به فى السجن ثم فر منه عام 1966 وغادر نحو أوروبا وواصل المعارضة السياسية من هناك، ثم عاد حسين أيت أحمد إلى الجزائر عام 1989 بعد إقرار التعددية السياسية قبل أن يعود إلى منفاه بسويسرا لكنه بقى يشرف على حزبه من هناك ليترشح عام 1999 للرئاسة لكنه انسحب فى آخر لحظة بدعوى وجود نية لدى النظام لتزويرها.