«معهد واشنطن»: تراجع شعبية حماس و«أبو مازن» يحظى بثقة كبيرة

أظهر استطلاع جديد نظمه «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» أن خيار «المقاومة» تراجع بشكل ملحوظ بين الفلسطينيين، وأن حركة المقاومة الإسلامية « حماس» لم تستفد سياسياً من حملة القمع الإسرائيلية الأخيرة بعد «اختطاف المستوطنين» الثلاثة، في ترسيخ مواقفها وحظوظها، وهو ما يعطي صناع السياسة الأمريكية متسعاً من الحركة للتركيز على الأزمات الملحة في سوريا والعراق.

وقال محرر الاستطلاع «ديفيد بولاك»، الباحث الكبير في المعهد المختص بالشأن الفلسطيني إن الاستطلاع أجري في الفترة ما بين 15 و17 من الشهر الجاري (أي بعد 3 أيام من اختفاء المستوطنين الثلاثة)، وشمل 1200 فلسطيني من الضفة الغربية وغزة، وأثبت الاستطلاع تحولا كبيرا في اتجاه الرأي العام الفلسطيني إزاء فكرة الدولتين لشعبين، إذ أوضح الاستطلاع أن أغلبية كبيرة من الفلسطينيين يرون أن تحرير فلسطين التاريخية، من النهر إلى البحر، هي الهدف الرئيس في الخمس سنوات المقبلة.

وذكر الاستطلاع أن 27% فقط من الفلسطينيين قالوا «إن الهدف هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة وتحقيق فكرة الدولتين لشعبين». ويَظهر هذا التحول في اتجاه الرأي العام الفلسطيني كذلك من خلال سؤال آخر، حيث يعتقد ثلثا الفلسطينيين أن المقاومة يجب أن تستمر حتى تُحرر فلسطين التاريخية.

وقال ثلث المشاركين في الاستطلاع «إن هدف القيادة الفلسطينية هو تحقيق حل الدولتين، بينما اتفق ثلثا المستطلعين على أن حل الدولتين هو «جزء من خطة مرحلية» هدفها تحرير فلسطين التاريخية لاحقا. ويشير معدّو الاستطلاع إلى أن هذه النتيجة تفسر تأييد الفلسطينيين للرئيس محمود عباس «أبو مازن»، وفي نفس الوقت رفضهم لحل الدولتين لشعبين.

وأظهر الاستطلاع أن حركة «حماس» لم تجن مكاسب سياسية من اختفاء الإسرائيليين، والدليل حسب معدي الاستطلاع، هو التأييد الكبير للرئيس محمود عباس في الضفة الغربية وغزة، ويستنتج الاستطلاع، بحسب منظميه أن حماس «لم تشهد تصاعداً في شعبيتها بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة، وأن أغلبية فلسطينية تؤيد محمود عباس (30%) في أي انتخابات مقبلة، يتبعه مروان البرغوثي (12%)، والقيادي الفلسطيني، محمد دحلان (10%)، ورامي حمدالله (6%)، ومصطفى البرغوثي (4%)، وسلام فياض (2%)، وهو ما يظهر أن نسبة ضئيلة تؤيد حل السلطة الفلسطينية، في حين حظي رئيس حكومة حماس السابقة، إسماعيل هنية، ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل مجتمعين معا على نسبة تأييد بلغت 9% في الضفة و 15% في غزة.

ورغم التشدد في اتجاه الرأي العام الفلسطيني نحو حل الدولتين لشعبين، أظهر الاستطلاع أن أغلبية الفلسطينيين لا يؤيدون المقاومة العنيفة أو المسلحة. وقال 70% من سكان غزة إن على حماس الالتزام بوقف النار مع إسرائيل، فيما وافق 56% من المستطلعين على موقف «أبو مازن» بأن حكومة التوافق الفلسطينية يجب أن تتخلى عن العنف.

ويشير معدو الاستطلاع إلى أن الاعتقالات الإسرائيلية منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة، والحوادث التي أسفرت عن قتل فلسطينيين أثناء التفتيش عنهم، قد تكون دفعت الرأي العام الفلسطيني نحو المزيد من العدوانية تجاه إسرائيل.

وردا على تساؤل «ماذا ينبغي أن تفعل إسرائيل لكي تقنع الفلسطينيين أنها تريد السلام بالفعل؟»، طالبت الأغلبية «بإطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين» في إشارة إلى مركزية قضية الأسرى في الرأي العام الفلسطيني.

ورغم تراجع التأييد الفلسطيني لفكرة الدولتين لشعبين، تتوقع أغلبية الفلسطينيين أن تعرض إسرائيل المزيد من فرص العمل للفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية وداخلها . وأعرب أكثر من نصف الفلسطينيين عن رغبتهم في أن يعملوا داخل إسرائيل في وظيفة "جيدة مع أجر مرتفع

واللافت أن الفلسطينيين، حسب الاستطلاع، يساوون بين تهديد الجنود الإسرائيليين وحرس الحدود على الأمن والاستقرار وبين الفساد السلطوي والإجرام داخل الأراضي الفلسطينية، فبينما يعد 75% من الفلسطينيين قوات الاحتلال الإسرائيلية مشكلة أساسية، يعتبر 72% من الفلسطينيين الفساد لدى المسؤولين الفلسطينيين مشكلة أساسية.

SputnikNews