كتب : نورهان السبحى الخميس 23-05-2013 11:26
مرض السكرى أصبح الآن وباء يخاف منه الجميع ويخشى انتشاره وتوسعه، ولذلك تجب الوقاية منه والحد من مضاعفاته ومنعه إن أمكن، تحت هذا الهدف أقامت شركة «إم إس دى»، مؤتمرها السنوى المعنى بإطلاق حملة للتوعية بمرض السكرى ومضاعفاته أثناء صيام رمضان وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة.
تناول المؤتمر شرحاً تفصيلياً لمرض السكرى بنوعيه الأول والثانى، مضاعفات مرض السكرى، خطورة صيام مرضى السكرى، كما أنه حدد فئات المرضى المسموح لهم بالصيام والفئات التى لا تسمح حالتها الصحية بالصيام أبدا.
يقول د. يحيى نبيل، المدير الطبى للشركة، إنه نظرا لغياب الوعى نحو مرض السكرى ومضاعفاته وخطورة صيام مرضى السكرى، تتبنى الشركة حملة سنوية للتوعية، وهذا المؤتمر هو المؤتمر السنوى الثالث، ويضيف أن مرض السكرى قد أصبح وباء بالفعل، حيث هناك 50 مليون مصاب بالمرض من النوع الثانى فى العالم، وتركز الحملة على التثقيف بالمرض وتحديد الفئات الممنوعة من الصيام وتخويفهم من خطورة المضاعفات عند الصيام.
يقول أ. د. إبراهيم الإبراشى، أستاذ السكر والغدد الصماء بجامعة القاهرة، إن القاعدة العامة أن مرضى السكرى لا يصح لهم الصيام والاستثناء من هذه القاعدة هم فقط المرضى الذين تسمح لهم حالتهم الصحية بالصيام، ويوضح أ. د. الإبراشى أن الطبيب وحده هو الذى يحدد حالة المريض.
أما عن تحديد الفئات التى تصوم أو تفطر يقول أ. د. صلاح شلباية أستاذ السكر والغدد الصماء بجامعة عين شمس، إن مرضى السكرى من النوع الأول الذين يتناولون الأنسولين لا يجب أبدا أن يصوموا، خاصة ممن يتناولون الأنسولين لمدة أربع مرات فى اليوم، أما مرضى السكرى من النوع الثانى وهم يمثلون حوالى 90% من مرضى السكرى، ففئات هذا النوع الممنوعة من الصيام هى، من يتناول منهم الأنسولين، من يعانى من خلل فى وظائف الكبد، من هو مصاب باحتقان أو فشل فى عضلة القلب، من يعانى من خلل فى وظائف الكلى مما ينتج عنه تكوين حصوات بالكلى، من يعانى من صداع نصفى حاد، وفيما عدا ذلك يمكنه الصيام.
وعن أهمية مرض السكرى، تقول أ. د. علا خير الله المدير التنفيذى لبرنامج الاكتشاف المبكر للسكرى بوزارة الصحة، إنه بالرغم من أن هذا المرض من الأمراض غير المعدية فإنه مرض مهم وخطير، ويجب إلقاء الضوء عليه مثل الأمراض المعدية، فالإصابة بالأمراض غير المعدية والتى تشمل مرض السكرى، وأمراض الجهاز التنفسى المزمنة والسرطان تسبب الوفاة لأكثر من 63% من الحالات على مستوى العالم، أما فى مصر فنسبة الوفاة من تلك الأمراض وصلت إلى 82%، ولهذا فقد تعاونت كل من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية فى نيويورك عام 2011 بإعلان سياسة موحدة لمكافحة الأمراض غير المعدية، وتؤكد أ. د. خير الله أنه يوجد جهل عام بالمرض، فطبقا لآخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية فهناك 346 مليون مصاب بالسكرى فى العالم، ولكن نصف العدد لا يعلم بإصابته إلا بعد حدوث مضاعفات مثل ضعف الأبصار أو حدوث خلل فى الكلى، وفى هذه الحالات يصعب بشدة السيطرة على المرض.
وتطمئن أ. د. خير الله المرضى فتقول إن مرض السكرى يتميز بأنه يمكن تأخير مضاعفاته والوقاية منه بل وأكثر من ذلك فيمكن منع حدوثه على الإطلاق، وتوضح أن من له عوامل خطورة أن يتوخى الحذر، وهى تنقسم إلى نوعين، العوامل السلوكية مثل التدخين والخمول والاستخدام الضار للكحوليات والتغذية غير السليمة، أما العوامل البيولوجية فهى الوزن الزائد والسمنة وارتفاع ضغط الدم.
وعن كيفية الحد من الإصابة بمرض السكرى يقول أ. د. الإبراشى إنه يتم ذلك من خلال منظومة مجتمعية، تشمل التعليم والتربية، فيجب تربية الأطفال على اتباع نمط حياتى صحى يخلو من تناول الوجبات السريعة والخمول البدنى ويحتوى على الرياضة المنتظمة وتناول الكثير من الخضراوات والفاكهة.
اما أ. د. شلباية فيوجه نصائحه لمرضى السكرى المسموح لهم بالصيام، وهى قياس مستوى السكر لمدة خمس مرات على مدار اليوم وإذا وجد المريض مستوى السكر غير جيد عليه الإفطار فورا وتأخير السحور قدر الإمكان، فضلا عن ضرورة تناول كمية سوائل عالية جدا أثناء الإفطار وذلك لتعويض الجسم عما فقده أثناء الصيام، حتى لا يصاب المريض بالجفاف، فالإصابة بمرض السكرى تعنى زيادة نسبة السكر فى الدم وهى تساوى حدوث لزوجة عالية فى الدم، مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة الخطورة بالإصابة بجلطات.