حث الائتلاف الوطنى السورى المعارض قوات الثوار اليوم على القدوم من جميع أنحاء البلاد إلى بلدة القصير، الواقعة غرب البلاد والتى وتتعرض لهجوم قوات النظام وعناصر من حزب الله اللبنانى.
ويسعى الائتلاف الوطنى السورى بهذا النداء إلى تعزيز قوات الثوار المحاصرة فى القصير والتى تواجه لليوم الرابع على التوالى هجمات عنيفة من القوات الحكومية.
وتقع القصير بالقرب من الحدود اللبنانية وتخضع لسيطرة المعارضة منذ أوائل العام الماضى، وتعد مركز هجمات القوات الحكومية التى تحاول تأمين شريط إستراتيجى من الأرض يمر من العاصمة دمشق إلى ساحل البحر المتوسط والموانئ السورية.
وقال جورج صبرا، القائم بأعمال رئيس الائتلاف، فى بيان إن القوات القادمة من خارج سوريا تهدف إلى تدمير القصير وعلى الثوار إنقاذها، وحث صبرا السلطات السورية على احترام السيادة اللبنانية ومنع المسلحين الأجانب من عبور الحدود للمشاركة فى الحرب فى سوريا.
ولا يسيطر الائتلاف على النطاق الواسع من الجماعات المسلحة للثوار الذين يخوضون الحرب على الأرض فى سوريا، وليس من الواضح ما إذا كان هناك أى تأثير للنداء الذى وجهه صبرا أم لا.
لكن تسجيلا مصورا التقطه بعض الهواة وبثه مركز حلب الإعلامى أظهر ما قال إنها عشرات من عناصر لواء التوحيد بمدينة حلب شمال سوريا، يقال إنهم متجهون للقصير لمساعدة الثوار هناك. وكان المقاتلون فى الصورة يقودون شاحنات خفيفة وسيارات وشاحنات كبيرة، وبعض هذه السيارات كان يحمل أسلحة مضادة للطائرات.
وأضاف المسؤول أن قوات الأسد اكتشفت أنفاقا حول البلدة، وإن القتال الآن يتركز فى المناطق الشمالية الغربية من القصير، حيث يتحصن هناك "الإرهابيون" وهو الوصف الذى يستخدمه النظام فى وصف مقاتلى المعارضة.
وقال رامى عبد الرحمن، مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان ومقره فى بريطانيا، إن قوات الحكومة وعناصر حزب الله قصفوا القصير بقاذفات الصواريخ اليوم.
وتعرضت مجموعة من الثوار كانت ترغب فى الوصول إلى القصير من بلدة شمسين القريبة لكمين من القوات الحكومية، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل من الثوار، بحسب عبد الرحمن.
وأظهر تسجيل مصور بثه نشطاء يوم الخميس الدمار الحادث فى عدد من مناطق القصير، والأضرار البالغة التى تعرضت لها منارة المسجد الكبير فى القصير والتى تعرضت لعدد كبير من القذائف والرصاص.
وفى مواجهة استمرت ساعة اليوم، أغلق عشرات من أنصار رجل الدين السلفى أحمد العسير الطريق المؤدى إلى مقبرة فى مدينة صيدا جنوب لبنان لمنع دفن مقاتل من حزب الله لقى حتفه مؤخرا فى القصير.
ولتجنب تصعيد فى إغلاق الطريق، قرر حزب الله وعائلة المسلح القتيل، صالح الصباغ البالغ من العمر واحدا وعشرين عاما، دفنه فى مقبرة أخرى بالمدينة، حسبما قال مسؤول أمنى لبنانى بارز، متحدثا بشرط عدم نشر اسمه لأنه غير مصرح له التحدث إلى وسائل الإعلام. الصباغ، الابن لأب سنى وأم شيعية، كان سيدفن فى البداية فى المقبرة السنية بالمدينة لكن انتهى الأمر بمواراته الثرى فى مدفن شيعى.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن واحدا وثلاثين على الأقل من مقاتلى حزب الله قتلوا فى المعارك حول القصير منذ يوم الأحد. وأضاف أن ما لا يقل عن ثلاثة وثمانين من مقاتلى المعارضة وتسعة من جنود النظام قتلوا أيضا فى المعارك، علاوة على ستة لبنانيين يقاتلون بجانب الثوار.
وفى الأيام الماضية، أقام حزب الله فى لبنان العديد من الجنازات لمقاتلين قيل إنهم قتلوا فى القصير.