أخبار عاجلة

مسؤول «فتح» في غزة: مرسى كان «كفيلاً» لإسرائيل وحماس.. ووساطته جرّمت المقاومة الفلسطينية

مسؤول «فتح» في غزة: مرسى كان «كفيلاً» لإسرائيل وحماس.. ووساطته جرّمت المقاومة الفلسطينية مسؤول «فتح» في غزة: مرسى كان «كفيلاً» لإسرائيل وحماس.. ووساطته جرّمت المقاومة الفلسطينية
«الوطن» تحاور قادة «فتح» وخبراء «الاستراتيجية» رداً على «حوارات حماس» (2)

كتب : منى مدكور منذ 13 دقيقة

وسط إجراءات أمنية مشددة فى شارع النصر بمدينة غزة وبالقرب من مقر الأمن العام، يقع مكتب الدكتور زكريا الأغا، عضو اللجنة المركزية لحركة «منظمة التحرير الفلسطينية - فتح» ومسئول «فتح» فى غزة تبدو الأجواء، هادئة لكن الحراسات الخاصة من عناصر «فتح» القائمة على تأمين المكتب ومن يعمل به تعمل بكل ترقُّب لا سيما أنه المقر الرئيسى للفصيل السياسى الخصم لحركة حماس فى القطاع.

«الأغا» كشف فى حواره مع «الوطن» عن العديد من القضايا المهمة، فى مقدمتها أسرار اتفاق التهدئة الذى وقّعته «حماس» مع إسرائيل برعاية أمريكية، وكيف كان الرئيس المعزول محمد مرسى مجرد «وسيط أو كفيل»، على حد تعبيره، بأوامر أمريكية، وهو ما أدى إلى تجريم المقاومة فى القطاع وتحويلها إلى خيانة من وجهة نظر «حماس»، وأشار إلى أنه ليس متأكداً من حقيقة وجود المرشد العام المؤقت محمود عزت فى غزة، لكنه لم يستبعد ذلك، وقال: «إن كل شىء ممكن».

مسئول «فتح» فى غزة لـ«الوطن»: وجود «محمود عزت» فى قطاع غزة أمر وارد

وناشد «حماس» فى ذات الوقت أن «ترفع يديها عن »، مؤكداً أن الفلسطينيين لن يقبلوا بوجود بديل تركى قطرى لتولى شئون القضية الفلسطينية فى ظل توتر العلاقة المصرية مع «حماس»، فإلى نص الحوار..

■ كيف تقيّم المشهد السياسى حالياً وتحديداً العلاقات المصرية الفلسطينية بعد ثورة 30 يونيو؟

- العلاقات المصرية الفلسطينية أزلية، ولا نقبل أن تكون مرتبطة بفصيل سياسى معين، ولا يمكن لأحد أو أى قوة إفشالها أو التأثير عليها، قد يكون هناك نوع من سحابات الصيف، والتصرفات غير المسئولة، لكنها فى النهاية لا تعبّر عن رجل الشارع الفلسطينى وما يشعر به تجاه الشعب المصرى، ونحن نعتبر أى خدش فى قوة مصر خدشاً للقوة العربية برمّتها، لهذا يهمنا دوماً أن تبقى مصر قوية، كريمة، عزيزة، لها وضعها الإقليمى والعربى والدولى، والشعب الفلسطينى لن يقبل أبداً أى شىء يُضعف قوة مصر.

■ لكن التوتر القائم بلغ أوجه بين حركة حماس ومصر فى الفترة الحالية، فإلى أى مدى تعتقد أن «حماس» مسئولة عن هذا الوضع؟

- هناك مبدأ واحد لا يتجزأ، وهو أن ما يريده الشعب المصرى وما يقرره على الجميع احترامه سواء كان فلسطينياً أو غير ذلك، وفى لحظات كنا قلقين على الوضع فى مصر، ولكن اليوم نقول إن الأمور بدأت تأخذ مسارها الصحيح، وإن شاء الله تستكمل خارطة الطريق على خير ليتفرغ المصريون بعد ذلك لإعادة الوضع إلى رونقه، ونحن لا يجب أن نكون امتداداً لأى فصيل سياسى معين فى مصر، وتعاملنا معها يجب أن يكون من خلال القضية الفلسطينية التى تدعمها مصر بقوة منذ سنوات طويلة.

■ «حماس» تصمم على أن تكون امتداداً جغرافياً وعقائدياً داعماً للإخوان فى مصر على حساب رغبة الشعب المصرى بعد سقوطهم، كيف تنظرون لذلك الأمر؟

- نحن ضد هذا التدخل السافر، ولا يجب أن يكون أى فصيل سياسى امتداداً لأى جهة سياسية مصرية، فنحن لدينا قضية فلسطينية معقدة من الأفضل أن ينظر إليها الفلسطينيون بعين الاعتبار ويركزوا على حل مشاكلهم الداخلية لا أن يتدخلوا فيما لا يعنيهم، ولذلك نحن ضد هذا الدعم والتدخل تماماً، ونقول للجميع: «كفُّوا أيديكم وارفعوها عن مصر»، فهى لديها الإمكانات الكافية لتقرر مصيرها.

■ هل تتفق مع مقولة تتردد بشدة فى الأوساط السياسية أن «حماس حولت غزة إلى قطاع مسلح لدعم إخوان مصر»؟

- آمل ألا يكون الأمر كذلك، ليس عندى معلومات دقيقة، لكن ليس من حق «حماس» أو غيرها أن تقوم بأى عمل من شأنه أن يؤثر سلباً أو يخلق مشاكل لمصر، وعلى الجميع أن يرفع يده عنها، وما يجرى فى مصر وتحديداً فى سيناء أمر يقلقنا جداً ويُعتبر استنزافاً للجيش المصرى، ولا نقبل أن تقوم أى مجموعات إرهابية من هنا أو هناك بتصفية حساباتها السياسية على أرض سيناء، والجيش المصرى وطنى وقوى والجميع يعتز به، ومن حقه أن يكون له السيطرة الكاملة على سيناء وكافة المناطق بمصر.

■ كيف ترون قيام الجيش المصرى بهدم الأنفاق مع غزة فى إطار حملته على الإرهاب؟

- نحن ضد أى عمل غير قانونى، بغض النظر عن محاصرة القطاع واحتياجه إلى كثير من البضائع، لكن ما بُنى على باطل فهو باطل، واحتياجات القطاع ورفع الحصار عنه أمر يريده الجميع، لكن أن يُستغل ذلك فى أعمال غير قانونية فنحن ضده تماماً، يجب أن يكون كل شىء فوق الأرض وليس تحتها أو حتى تحت «الطاولة»، وتأمين احتياجات الشعب الفلسطينى فى غزة يجب ألا يكون على حساب الأمن المصرى.

■ رغم القبض على العديد من عناصر «حماس» المتورطة فى أحداث عدة منذ ما قبل ثورة 25 يناير وصولاً إلى 30 يونيو، فإنها تنفى الأمر برمته، ما رؤيتكم؟

- نرفض أن يكون قطاع غزة مصدر تهديد لمصر بأى صورة من الصور، أو أن يكون ملجأ للإرهابيين أو غيرهم من حيث المبدأ، وإذا صحّت الأنباء عن مشاركة عناصر من قطاع غزة فى أى عمليات إرهابية أو غيرها فنحن ندين ذلك بشكل كبير ونطالب النظام المصرى بإعلان هذه الأسماء صراحة حتى يكف من يقولون إنهم لم يفعلوها.

وقد نشرت بعض وسائل الإعلام العديد من نصوص التحقيقات التى تثبت تورط بعض العناصر المنتمية لحماس فى هذه الأعمال، ونحن نرفض أى تورط بها ولا يوجد أحد فوق القانون، وأى شخص جرى اعتقاله أو القبض عليه وثبت تورطه يجب أن يقدم للمحاكمة ونحن مع القضاء المصرى فى أحكامه أياً كانت.

■ «حماس» تتهم حركة فتح بأنها وراء كل ما يقال ضدها وتدعى وجود مخاطبات لكم مع الإعلام المصرى من أجل «شيطنتها»!

- هذا شىء مضحك جداً، فـ«حماس» تتعامل مع مصر وكأنها دولة مثل الصومال، لا تملك المقومات الكافية لمعرفة الحقيقة أين تكون وتنتظر من «فتح» تزويدها بالمعلومات، فى حين أن الاستخبارات والأمن الفلسطينى يُعتبران «تلاميذ» للمؤسسة الأمنية المصرية، ولهذا يجب ألا يكون هناك أى محاولة لتبرير أى عمل أو إلقاء اللوم على «فتح» أو غيرها، وأنا أجلس مع العديد من القيادات الأمنية المصرية وعندهم معلومات عن غزة أكثر منى شخصياً، ومصر لا تدعم فريقاً ضد آخر، ويتعاملون طوال الوقت وفق مبدأ احترام الشعب الفلسطينى فى المقام الأول، لهذا إذا قال الأمن المصرى إن هناك حقائق معينة بشأن وقائع بعينها، فهذا نابع من معلومات أكيدة حصل عليها من مصادره الخاصة وليس من «فتح».

«حماس» جعلت من «تمرد» فزاعة ضد الشعب الفلسطينى وتبريراً لممارستها القمعية ضد «فتح»

■ «حماس» تتهم محمد دحلان «القيادى البارز فى حركة فتح» بأنه وراء ما يقال ضدهم، وأنه يدير مركز قيادة حركة «تمرد» ضد «حماس»، بماذا تردون؟

- كفانا خلطاً للأوراق لخلق «فزاعة» ضد فتح، فمهما امتلك محمد دحلان من مقومات كرجل أمن سابق، فإنه فى النهاية تلميذ قياساً بقدرات الأمن المصرى فى الحصول على المعلومات، والمصريون لا يحتاجون دحلان أو غيره لكى يصلوا إلى معلومات مؤكدة، ثم أين هى «تمرد»؟ لقد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، واعتقلوا أناساً من «فتح» وآخرين من «تمرد»، واتضح فى النهاية أن «حماس« جعلت منهم فزاعة ضد الشارع الفلسطينى وتبريراً لممارسة المزيد من الإجراءات القمعية الأمنية ضد «فتح» والشعب الفلسطينى.

■ هل لك أن تكشف لنا عن بعض أسرار كواليس اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل فى فترة حكم مرسى؟

- بكل أسف، كان الإخوان و«حماس» يروجون دوماً بأن وصول مرسى للحكم دعم للقضية الفلسطينية ضد إسرائيل، لكن الحقيقة المؤسفة أنه عندما شنّت إسرائيل حربها ضد غزة، تدخلت أمريكا وجعلت من مرسى مجرد «وسيط» بين حماس وإسرائيل، بل يمكن القول إنه كان أيضاً «كفيلاً» لإسرائيل وحماس معاً، فضلاً عن أن الاتفاق نفسه إذا ما نظرنا إلى تفاصيله الحقيقية سنجد أحد البنود تُلزم «حماس» بعدم ممارسة الأعمال العدائية والعنف، بما يعنى أن عملهم ليس مقاومة ومرسى شهد على ذلك، ومن ثم فإن أعمال العنف والعداء لم تصنّف ضد إسرائيل بل صُنّفت ضد «حماس»، وهذا ينسف الأساس الذى قامت عليه «حماس» كحركة مقاومة إسلامية ضد إسرائيل، فى حين أنها اتهمت «فتح» فى سنوات ماضية بأن مفاوضاتها مع إسرائيل «خيانة»، والاتفاق الذى وقّعته «حماس» جرى بالمثل على كل فصائل المقاومة الأخرى فى غزة، بمعنى أن «حماس» أصبحت تصنّف أى فصيل مقاومة يريد أن يطلق صواريخ على إسرائيل على أنه «خائن»، وحينما تسأل بعض الفصائل «حماس» عن طبيعة هذا الاتهام يقولون لهم: «لأنه عمل يتناقض مع مصلحة الشعب الفلسطينى»، إن «حماس» تحلل ما تفعل وتحرّمه على غيرها، وهذا ازدواج للمعايير.

■ حضرت العديد من لقاءات الرئيس أبومازن والرئيس المعزول مرسى، فهل ثمة كواليس حول سيناء تحديداً؟

- أذكر فى أحد لقاءات أبومازن ومرسى، وكنت حاضراً بها، أن تحدث أبومازن عن محاولات لتوطين شعب غزة فى سيناء ومؤامرات تحاك للحصول على أراض بسيناء، فردّ عليه الرئيس المعزول مرسى قائلاً: «وإيه يعنى؟ دى كل غزة لو جت عندى أد كده»، وأشار بأصبعيه للدلالة على أنها صغيرة جداً، «ما تجيش نص شبرا». وفى لقاء آخر قال له أبومازن إن العلاقات مع أمريكا متوترة، فقال له مرسى بكل ثقة: «لا تقلق أنا أكلم لك الأمريكان».

■ لكن لقاءات أبومازن مع مرسى لم تكن تلقى الحفاوة التى تستقبل بها وسائل الإعلام قيادات «حماس» فى زيارتهم لمصر وقتها!

- نعم هذا صحيح، كان يتم التعامل مع أبومازن على أنه ضيف، بينما قيادات «حماس» أهل بيت، والدليل على ذلك أن قياداتها عندما كانت تزور مصر كانت تقابل أولاً المرشد العام للإخوان وتزور مقر الحرية والعدالة ثم بعد ذلك تلتقى بمرسى، دون أى بروتوكولات رسمية أو حتى تحديد مواعيد مسبقة.

■ هل يوجد «محمود عزت» المرشد العام المؤقت للإخوان المسلمين فى غزة؟

- الحقيقة لا أستطيع الجزم بهذا الأمر، «حماس» تقول: «لا»، وهناك تقارير أخرى فى مصر تقول إنه هنا، لكن إذا كان موجوداً سيكون ذلك فى منتهى السرية، وحينما كان «شاليط» هنا ظل مُخبأ لمدة 5 سنوات ولم يعرف أحد مكانه، إذن كل شىء ممكن.

■ ما أسرار قوة علاقة قطر بـ«حماس»؟

- نحن نحترم قطر كدولة عربية شقيقة، لكن ما يضع علامات استفهام كثيرة هو أنها لديها قاعدة أمريكية وتدعم «حماس» وإيران وحزب الله، ولها علاقات مع إسرائيل، لهذا أعتقد أن قطر وسيط أمريكى بالمقام الأول من أجل الحصول على أى معلومات تتعلق بأى من الجهات التى تدعمها، وفى النهاية لا تستطيع أن تحدد توجهها فى المنطقة، وعلى كل حال «كتر خيرها على منحة 60 مليون دولار بعد نكبة السيول»، لكنى أرى أنها تغذى بشكل مباشر الانقسام الداخلى الفلسطينى، وإذا أرادت أن ترسل مساعداتها للفلسطينيين فيجب أن يكون ذلك عن الطريق الشرعى للشعب الفلسطينى وهو السلطة الفلسطينية.

■ تشير التحليلات السياسية إلى أن «حماس» تصمم على إقامة علاقات وثيقة مع قطر وتركيا لسحب ملف القضية الفلسطينية من مصر لاحقاً لتحويل ميزان القوى فى المنطقة العربية!

- «حماس» تتمنى ألا تظل مصر تملك زمام ملف القضية الفلسطينية، وأن تنقل تبعيته إلى قطر وتركيا، لكنى أعتبر هذا الأمر مجرد أضغاث أحلام، فمصر كدولة وشعب هى الأساس عندنا، والجامعة العربية سلمت مصر ملف فلسطين، وهى تعانى حتى اليوم وأمنها القومى مرتبط بنا ولن نقبل أبداً أن يكون هناك بديل عنها فى تولى ملف القضية الفلسطينية.

«حماس» تريد أن تسحب ملف القضية الفلسطينية من مصر وتسلمه لقطر وتركيا وهذا الأمر أضغاث أحلام

■ لماذا منعتك «حماس» من السفر أكثر من مرة؟

- لأنهم يضعون كل أسماء قيادات الحركة على معبرى «إيرس ورفح» وأنا فى مقدمتهم، وفى الأمور العادية يجب أن أبلغهم قبلها بيومين برغبتى فى الذهاب إلى الضفة للحصول على موافقة، وحينما تكون الأمور متوترة يمنعوننى من السفر وهذا أمر تكرر كثيراً.

■ هل يمكن القول إن قطاع غزة يحكمه قانون «إما الصمت وإما السلاح»؟

- بعد فترة صمت: الناس فى القطاع خائفة، وكان يقال وقت إعلان حركة تمرد عن نزولها للشارع «اللى بدّه يطلع يحضّر كفنه قبل ما يطلع، راح نضرب فى الرأس مباشرة»، ومعظم شباب حركة فتح يتم استدعاؤهم للتحقيق بشكل شبه يومى.

■ لماذا لا تظهر هذه التهديدات فى الإعلام الفلسطينى؟

- إن إعلامهم مثل إعلام هتلر، فإذا حدث شىء فى الضفة مثلاً ستجد مليون متحدث من عندهم للخروج للرأى العام الفلسطينى ويقومون بتهويل الأمور، أما أن يحدث شىء عندهم فلا يمكن أن تعرفه إلا فى حكايات الناس المتداولة.

DMC