الجسد مرهق، يحتاج للراحة والنوم، ومع ذلك العين لا تنام، مشكلة تقابل الكثير منا، فيعانى الشخص حينها من التعب والإجهاد والوهن ويتمنى النوم طوال ساعات اليوم، وعند إتاحة الفرصة وحلول الظلام، والنوم على سريره، يهرب النوم بالرغم من إرهاق الجسد تماما، وهى ما يطلق عليها طبيا اضطرابات النوم أو هروب النوم.
الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب أستاذ علم النفس السابق بجامعة القاهرة حاول حصر أسباب هروب النوم وعدم حصول الإنسان عليه بالرغم من إرهاقه طوال اليوم، ولكن لا يمكن التوقف عند أسباب معينة جامعة لكل الحالات التى تعانى من هروب النوم، فكل حالة قائمة بذاتها، تعانى من مشكلة ما تسبب لها اضطراب فى النوم.
> وهروب النوم بمعناه المبسط هو عبارة عن إصابة الشخص بحالة من الأرق غير طبيعية، بالرغم من إرهاق الجسد بشكل كامل، وحاجته الكاملة ورغبته فى النوم والراحة، وعدم القدرة على قيامه بأى مجهود بدنى، ولكن لا تنام العين.
وأشار غلاب إلى أن كل حالة من الحالات المرضية لديها أسبابها ومشكلاتها التى تعانى منها سواء نفسية أو جسدية عضوية، وهناك عوامل طبيعية تتحكم فى طبيعة نوم الإنسان ومدى عمقه وعدد ساعاته وكمية الراحة التى يكتسبها الجسد منه أو الإرهاق.
وأضاف غلاب " من أهم هذه العوامل هو ما يحدث طوال اليوم، من عوامل جوية يتعرض لها الشخص يوميا، وعوامل نفسية ومستويات ضغط نفسى وعقلى وبدنى، ومعدلات حركة الجسم والجهد البدنى الذى بذله الشخص طوال اليوم وتعرضه للشمس من عدمه أو المبرد، أو لدرجات حرارة متقلبة، كلها عوامل يومية تؤثر بشكل غير مباشر على معدلات وطبيعة النوم فى الليل ".
واسترسل غلاب "أما فى الليل، فتؤثر بعض العوامل الأخرى على طبيعة نوم الإنسان، فدرجة حرارة الغرفة التى ينام فيها ودرجة الإضاءة والظلام التى يتعرض لها، فضلا عن حالة الغرفة سواء جيدة التهوية أو ضعيفة التهوية، مليئة بالأتربة أم نظيفة، كلها عوامل تتحكم فى النوم وتؤثر عليه ".
ومن أشهر أسباب هروب النوم كما أوضحها أستاذ علم النفس، التقدم فى العمر، فكلما زاد تقدم الإنسان فى العمر قلت ساعات نومه إلا فيما ندر، فبعض الحالات قد تعانى من زيادة فى ساعات النوم عند الطبيعى كلما تقدمت فى العمر، فالتقدم فى العمر هو العدو الأول لصحة الإنسان، ولكن على أية حال، هى طبيعة الوجود.
وأوضح غلاب أن هناك بعض الحالات التى تعانى من هروب النوم بسبب تناولها لعقاقير أو أدوية معينة تحتوى على مواد منبهة بشكل زائد، وقد تعانى حالات أخرى من هذا الاضطراب بسبب الإصابة بأمراض عضوية يصعب معها النوم بشكل مريح، كالصداع أو الآلام المتفرقة فى أنحاء الجسم، أو الروماتيزم، و آلام العظام، ومشكلات الأسنان، كلها أسباب لسرقة النوم من الإنسان وعدم قدرته على الحصول على استرجاعه بسهولة.
أما عن الأسباب النفسية، فأكد غلاب على أنها السبب الأهم والأول دائما وراء هروب النوم وحدوث اضطراب شامل فيه، فهروب النوم قد يصيب من يعان من أزمة نفسية أو اضطراب نفسى دائم، كالتوتر النفسى، الإحباط، الاكتئاب، و القلق المرضى.
وتابع غلاب "ويعانى الإنسان من هروب النوم بسبب أسباب نفسية أو عصبية مؤقتة حدثت قبل النوم أو خلال اليوم، كسماعه نبأ محزنا أو مقلقا، أو انتظاره حدثا ما مهما بالنسبة له، أو بسبب انشغاله طوال اليوم بحدث عاطفى مؤثر، وقد يعانى من اعتاد القيام بمجهود بدنى ونفسى وعاطفى عال بشكل يومى من هروب النوم، كمن يرعى فرد من عائلته مريض، أو يعمل لساعات متأخرة من اليوم، أو يرعى طفل صغير.