«وأقسم بالله الخلافة الإسلامية قادمة وكأنى أنظر إليها بعينى الآن...»، من خطبة الجمعة للداعية السعودى محمد بن عبدالرحمن العريفى، فى مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة، قبل عزل المعزول.
وناشد العريفى، خلال خطبة الجمعة بمسجد عمرو بن العاص، تجار العالم وأثرياءه استثمار أموالهم بمصر فأرضها واسعة لمن أراد أن ينجح، وقال: «أهلنا فى مصر أولى بأموالنا من بنوك العالم، فهم أولى باستثماراتنا من الدنيا كلها، هل نسينا وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (استوصوا بأهلها خيرا؟)». ووسط تهليل وتكبير واستحسان كبير من الإخوان والتابعين، خرج العريفى فى موكب كبير، تغمره الغبطة بعد الخطبة، وتشكك نفر قليل، وقال ما لهذا العريفى يخطب فينا بالجهاد، ويقسم ثلاثا بالخلافة، ويسمى مصر أرض التمكين، ويبارك من على المنبر اجتماع 70 من الإرهابيين على أرض الكنانة، ويقر أنه التقاهم، وبارك خطاهم.
ونفر طيبون من المصريين قالوا، وهل خلت مصر من الخطباء؟.. وهل جاء إلينا طواعية، حبا، أم جاء به الإخوان لغرض فى نفس ابن العياط، الذى أغرقنا بخطباء البادية؟.. العريفى يمتطى منبر عمرو بن العاص، والقرضاوى يمتطى منبر الأزهر الشريف، وهلم جرا.
وشك ولا وش القمر يا خطيب البادية، وحشتنا يا مؤذن الخلافة، لا تعرف مصر ولا فضل مصر، ولا عظمة مصر، ولا بركة مصر، ولا الطريق لمطار القاهرة إلا خدمة لمشروع الإخوان، منبر الفاتح الأول عمرو بن العاص يناديك، لكن الهوى غلاب، هوى الإخوان، قالوا له تعال فلبى ساعيا، قالوا له أخطب فأجاد، وتبارى الطيبون فى المديح وتبارت قنوات، وفضائيات، والعريفى جانا، وفرحنا به، بعد غيابه وبقى له زمان.
العريفى من يوم ثورة 30 يونيو بلّغ فرار، لا يعرف مصر ولا أهلها، لا خطبة فى الحرم، ولا حتى فى الهرم، كشف عنه الغطاء، العريفى خطيب الإخوان، يخطب من داخل مشروع الإخوان ولخدمة مشروع الإخوان، خطب العريفى من بنود خطة التمكين، أن يتمكنوا من المنابر فى المساجد، ولما فشل خطباؤهم من عينة طلعت عفيفى، وزير الأوقاف الذى أوقف حال وزارة الأوقاف، ومكن منها كل مرجف، قرروا استدعاء الاحتياطى الاستراتيجى من شيوخ التنظيم الدولى فى الخارج، تكالبوا على المنابر تكالب الأكلة على قصعتها، ليس عن قلة من أئمة وخطباء الأوقاف، ولكن كثرتهم كغثاء السيل، ضعاف البيان.
مصر هى مصر، والأزمة هى الأزمة، والفتنة هى الفتنة، وسفك الدماء صار أنهارا والعريفى ولا هنا، لا حس ولا خبر، لا انفعل وبكى فى الحرم، ولا قال فى مصر شعرا، لم يعد يتذكر ما قاله فى زمن الإخوان: «لايزال إلى اليوم يتذكر وجهاء مكة أن أولى البعثات العلمية كانت إلى مصر، فإن ارتباط المملكة العربية السعودية بمصر ارتباط عتيق، فأول جامعة فتحت بالسعودية رأسها مصرى، ولا تجد وزيرا ولا مسؤولا إلا وتجد للمصرى عليه فضلا، والله والله والله علاقة مصر بالمملكة لا يستطيع أن يفسدها أى مفسد».
بل أفسدها الإخوان يا عريفى فى زمن الإخوان، ولولا محبة هنا، وكرم هناك، لتقطعت بنا الأسباب، لم يأت العريفى على ذكر الإخوان وكيف أفسدوا الارتباط العتيق بين البلدين الكريمين، لم يلم الإخوان على عدائهم لموطن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، التزم الصمت على جرائم الإخوان، العريفى مثل القرضاوى لهما فى المنبر مآرب أخرى، وها هو القرضاوى ينال من مصر الكنانة وشعبها وجيشها وثورتها باسم الإخوان، والعريفى بلّغ فرار وهو من هو الذى كان يبكى، وينتحب من أجل مصر، وقال فى مصر ما خجل منه المصريون تواضعا، أخجلتم تواضعنا يا عريفى، وقال فى شعبها شعرا، ما جعل نفرا من المصريين الطيبين لا يصدق أن العريفى ما جاء إلى مصر إلا لخدمة مشروع الإخوان المسلمين، ويبكى على حال المصريين ويبكينا، دموع التماسيح المتمسحة فى أستار الكعبة.