حصلت «المصرى اليوم» على التفاصيل الكاملة لليلة الأولى للرئيس المعزول محمد مرسى، فى سجن «الغربانيات» ببرج العرب بالإسكندرية، التى بدأت بوصوله بطائرة عسكرية، وإيداعه زنزانة مجاورة لمستشفى السجن فى البداية، بالتزامن مع ورود تعليمات من جهة سيادية بضرورة المعاملة الكريمة للمتهم باعتباره رئيسا سابقا، وإبعاده عن المتهمين الجنائيين، وأخيراً نقله إلى عنبر الحجر الصحى «العزل»، حيث قضى ليلته الأولى داخل مستشفى السجن، وسيظل به 10 أيام ممنوعة عنه الزيارة- حسب مصادر.قالت مصادر أمنية، لـ«المصرى اليوم»، إن مرسى كان مضطربا للغاية فور نزوله من الطائرة، فى الثانية و45 دقيقة عصرا، وظل يتفحص أرجاء المكان، وانفعل عند إثبات اسمه بسجلات السجن عقب وصوله، ورفض التوقيع على أى أوراق، وقال للضباط: «تعليمات السجون أنا عارفها كويس، بس أنتم غلابة والله ومضحكوك عليكم».وأضافت: «تم إيداع مرسى (غرفة الإيراد) قبل نقله إلى مستشفى السجن، واستغرق فحصه طبيا نحو ساعة، ويعد هذا الكشف إجراء روتينيا يتم مع كل المساجين الجدد، بهدف توقيع الكشف الطبى عليهم للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية وبيان حالتهم الصحية، ويمكن أن يستمر هذا الإجراء يوما أو أكثر، إذا كان السجين له تاريخ مرضى، ليتقرر بعدها وضعه فى المستشفى الملحق بالسجن أو فى زنزانة أو عنبر، وفى حالة المتهم لم تستدع حالته وضعه فى المستشفى، لأن حالته المرضية مستقرة تماما، وما أشيع عن إيداعه المستشفى غير صحيح، وربما كان ذلك بسبب وضعه فى غرفة (الحجر الصحى) بجوار المستشفى، وهى معدة لتليق برئيس سابق».وتابعت: «رفض مرسى تناول الطعام، وثمن الاستجابة لطلبه بإحضار تليفزيون له، وبمجرد مشاهدته أجزاء من المحاكمة على التليفزيون المصرى ارتفع ضغط الدم لديه، فأخذ يتنقل بسرعة بين المحطات، وبدا على وجهه الغضب كلما سمع لقب (الرئيس المعزول)، وفشل فى إيجاد قناة الجزيرة أو أى من القنوات الموالية لجماعة الإخوان، واكتشف بعدها أن التليفزيون دون ريسيفر، لكن رغم العصبية التى بدت عليه لم يتفوه بأى ألفاظ خارجة، وامتنع عن التوقيع على أى شىء من لوائح السجن أو إملاء الأدوية التى يتناولها كعلاج من أى أمراض».وقالت: «مرسى تحدث للضباط مرة أخرى أثناء دخوله عنبر الحجر الصحى، قائلا: (هو انتم ليه بتنادونى يا دكتور.. قولولى يا ريس، أنا رئيس الجمهورية الشرعى للبلاد، أنا رئيسكم المنتخب)، وعقب الانتهاء من إجراء الفحوصات الطبية، تم إيداعه عنبر العزل، وطلب استبدال السرير الطبى بآخر عادى».وأكملت: «الصورة التى ظهر عليها مرسى بعد حوالى ساعة من وصوله، وارتدائه ملابس السجن تختلف تماما عن الصورة التى ظهر عليها أثناء المحاكمة، فبدا عليه التأثر الشديد والاستسلام للأمر الواقع، وتثاقلت خطواته وزاغ بصره يمينا ويساراً، وظل شارد الذهن حتى راح فى النوم».وأشارت إلى أنه تمت مراعاة تجهيز غرفة إيداع للمتهم بعيداً عن باقى قيادات الإخوان، المحبوسين احتياطياً فى سجن برج العرب ومنهم حسن البرنس، وصبحى صالح، وحمدى حسن، ومحمد العمدة.وفى سياق متصل، تحولت منطقة سجون برج العرب المقامة على 50 فدانا إلى ثكنة عسكرية، بمجرد وصول مرسى، ودفعت المنطقة الشمالية العسكرية بقوات إضافية لتتولى مع القوات المسلحة والأمن المركزى ومديرية أمن الإسكندرية تأمين المنطقة بأكملها، بأسلحة ومعدات ثقيلة من الجيش.وقال اللواء أمين عز الدين، مدير أمن الإسكندرية، إن الطريق المؤدى إلى السجن مؤمَّن تماما ومراقب بكاميرات، واصفا محاولة الاقتراب من المنطقة بـ«المستحيلة»، موضحا أن السجن من الداخل مزود بكاميرات مراقبة موصلة بغرفة تحكم يمكن من خلالها متابعة الأوضاع داخل السجن. وأضاف «عز الدين» فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «ماحدش يقدر يقرب من السجن، فهناك انتشار مكثف لقوات مشتركة من الجيش والشرطة فى محيط المنطقة، ولن يسمح بأى محاولات للاقتحام».وقال مصدر أمنى إن اللواء محمد راتب، مساعد الوزير لقطاع السجون، يتابع حالة مرسى، أولا بأول، وخصص مكتبا له داخل مستشفى السجن»، مشيرا إلى أنه تم تجهيز زنزانة انفرادية عليها حراسة خاصة، وبداخلها سرير واحد وحمام، وتنص لائحة السجون على أن المحبوس حبسًا احتياطيًا من حقه أن يطلب مأكولات من خارج السجن.