يعانى مرضى "النقرس" من مشكلتين، الأولى غذائية، والثانية دوائية، فلا يتمكنوا من تناول جميع الأطعمة ويعانى أغلبهم من سوء بالتغذية لانعدام الأنظمة الغذائية الصحية التى يمكنها التأقلم مع حالتهم وإمدادهم بما يحتاجون إليه من عناصر وتمنع عنهم ما قد يضرهم، أما فيما يخص الجانب الدوائى، أو العلاجى، فمشكلته تنتج بسبب اضطرابات جرعات الدواء المعالج للمرض.
وقال الدكتور محمد المنيسى استشارى أمراض الجهاز الهضمى والكبد بقصر العينى وعضو جمعية أصدقاء الكبد بلندن، إن مرض النقرس تجسيد لخلل فى إنزيم ما فى جسم الإنسان ينتج عنه مشكلة عميقة فى التمثيل الغذائى، وكان يُطلَق عليه فيما سبق "داء الملوك" لارتباط الإصابة به بتناول اللحوم بكثرة وهو ما يتوفر فى طبقات الأمراء والملوك فقط، ويؤدّى إلى إصابة المريض بالفشل الكلوى وآلام مبرحة فى المفاصل وتحت الجلد لترسيب نسبة حمض البوليك بكثرة.
وأضاف المنيسى "يعانى مريض النقرس فى حياته اليومية من مشكلة غذائية، لأنه ممنوع من أطعمة كثيرة أو الواجب عليه الحذر عند تناولها بكميات محدودة جدًّا حتى لا تسوء الحالة، ويمتنع مريض النقرس عن تناول اللحوم الحمراء والمُصَنَّعة، ويقلل بشدة تناول القهوة ناصحًا إياه بتناول الفاكهة بأنواعها ببذورها، كذلك يقلل من تناول الأسبرين بأنواعه كى لا يرسب على الكلى فتحدث مضاعفات فى غنى عنها.
ونصح بضرورة متابعة مريض النقرس لنظامه الغذائى مع مختص تغذية كى يُحَدِّد له كميّات ونوعيّات الأطعمة التى يمكن تناولها والتى يجب عليه الامتناع عنها "دواء النقرس لا غِنَى عنه" هذا ما أكده المنيسى، موضّحًا "يعانى المريض من عدم القدرة على الانتظام فى جرعات العلاج، والتى تتغير بظهور نوبات الألم الشديدة فى المفاصل والكلى".
وأشار إلى ضرورة الالتزام بمواعيد دواء النقرس الثابتة، مع عدم تغيير الدواء أو زيادة جرعاته عند الشعور بنوبة الألم فى المفاصل إلا باستشارة الطبيب المُعالِج، والذى قد يرى ضرورة لزيادة الجرعات فى أوقات معيّنة وتِبعًا للحالة.