يصاب كثير من المصريين بالقرنية المخروطية حيث يعد مرض القرنية المخروطية من الأمراض الأكثر شيوعا فى مصر والوطن العربى، وقد تصل نسبة حدوثه إلى مريض فى كل 100 شخص وهو ما يتجاوز النسب العالمية التى قد تبلغ واحد لكل ألف شخص، وذلك نتيجة زواج الأقارب وحرارة الجو وانتشار أمراض الحساسية والملوثات الجوية.
قال الدكتور طارق النجار أستاذ طب وجراحة العيون بمعهد بحوث أمراض العيون منذ سنوات كان العلاج السابق الوحيد لمرض القرنية المخروطية هو زراعة القرنية الكامل، وهى طريقة العلاج التى كانت تستخدم فى المراحل المتأخرة من المرض نظرا لمضاعفاتها وطول فترة ما بعد الجراحة حتى حدوث تحسن فى الإبصار، والتى قد تبلغ سنة.
وأشار إلى أنه مع التقدم فى مجال جراحات العيون أصبح هناك بدائل حديثة وكثيرة لعلاج القرنية المخروطية، والتى أعطت أملا لهؤلاء المرضى وتستخدم هذه البدائل بناء على مرحلة القرنية المخروطية وحدة الإبصار.
وأكد أنه فى المراحل المبكرة يتم إجراء عملية تثبيت "تقوية" للقرنية باستخدام الأشعة فوق البنفسجية مع قطرة الريبو فلافين "فيتامين ب2" حيث يستطيع من خلال هذه التقنية زيادة الترابط ما بين أنسجة القرنية المختلفة وخاصة ألياف الكولاجين، مما يجعل القرنية أكثر مقاومة للتمدد نتيجة ضغط العين الداخلى ويمكن فى بعض الحالات إجراء تصحيح الإبصار باستخدام الليزر السطحى مع تثبيت القرنية، وذلك حسب سمك القرنية الأولى.
واستكمل، ويمكن أيضا تصحيح الإبصار باستخدام عدسة تزرع داخل العين وهى عدسة أسطوانية "توريك" وهى عدسة تصمم بشكل خاص لتصحيح قصر النظر والاستجماتزم العالى لمرضى القرنية المخروطية.
وأوضح أنه فى المراحل المتقدمة للقرنية المخروطية يمكن زراعة حلقات "دعامات" داخل طبقات القرنية، وذلك لتقوية القرنية وتحسين حدة الإبصار وتقليل تحدب القرنية وتتم هذه الجراحة بطريقة أدق وأفضل باستخدام ليزر الفمتو سكند، حيث يقوم الليزر بتحديد دقيق لمكان زراعة الحلقات بحيث يتم ذلك على عمق من 70: 80% من سطح القرنية ويختلف سمك "الدعامات"على حسب معدل تكور القرنية وحدة الإبصار والاستجماتزم وخريطة تضاريس القرنية، ويتطلب ذلك حسابات دقيقة ومعقدة للحصول على نتائج أفضل.
وأضاف أنه يمكن استخدام الأشعة فوق البنفسجية مع زراعة الحلقات لتقوية القرنية خلال نفس الجراحة، أو فى مرحلة تالية. أما فى الحالات المتأخرة التى يكون فيها سمك القرنية لا يسمح بإجراء أى من الجراحات السابقة، أو فى حالة حدوث عتامة فى القرنية يتم اللجوء إلى زراعة القرنية الطبقى.
والجديد فى هذا المجال أنه يتم استخدام الفمتو سكند ليزر أيضا لتصميم شكل القرنية المزروعة بحيث يقلل نسبة حدوث رفض القرنية، ويقلل نسبة حدوث الاستجماتزم بعد إجراء العملية ويقلل استخدام الغرز الجراحية مما يساعد على سرعة حدوث تحسن فى الإبصار بعد إجراء الجراحة.