بطلة خارقة تُدعى «جيا»، وترتدى برقعاً، تقرر الاقتصاص من أشخاص «أشرار» يريدون إغلاق مدرسة للفتيات، فى بلدة خيالية تدعى هلوابور فى باكستان.. فى هذا الإطار تدور أحداث مسلسل «البرقع المنتقم» الباكستانى الكارتونى، الذى تُشبه روايته إلى حد كبير قصة حياة «ملالا يوسف زاى» الطالبة الباكستانية التى حازت اهتماما عالميا بعد نجاتها من محاولة اغتيال نفذها مسلحون من حركة «طالبان» العام الماضى، بسبب نشاطها فى مجال الدفاع عن حق الفتيات فى التعليم.وفى المسلسل، تُجسد البطلة شخصية مُعلمة، تتحول عند ارتدائها البرقع والعباءة إلى امرأة خارقة تدافع عن العدالة، وتخوض معركة ضد الشر والإرهاب وأولئك الذين يقررون إغلاق مدارس الفتيات ومنعهن من تحصيل العلم فى بلدة هلوابور الجبلية الخيالية، من خلال رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد تُنتج لأول مرة فى البلاد.وفى المسلسل شخصيتان تمثلان الأشرار، وهما السياسى الفاسد فاديرو باجيرو والمشعوذ الشرير بابا باندوك الذى يشبه عناصر المنظمات الإرهابية، ويحاول الاثنان فى الحلقة الأولى من المسلسل إغلاق مدارس الفتيات لمنعهن من تلقى التعليم، حيث يقول بابا باندوك: «لماذا تذهب المرأة إلى المدرسة؟ يجب أن تبقى فى البيت، تغسل وتنظف وتطبخ»، فيما تظهر البطلة الخارقة لتهزم الأشرار وتعيد المدرسة إلى طبيعتها.ورغم أن المسلسل كارتونى، فإنه يروى قصصاً حقيقية بناء على العديد من القضايا الاجتماعية فى باكستان، مثل تعليم النساء والإرهاب وعمالة الأطفال؛ حيث يشير منتجه مغنى «البوب» الباكستانى هارون رشيد، إلى أن «قصص المسلسل تروى بطريقة رمزية ومجازية». ويقول رشيد، لجريدة «الشعب» الصينية إن «البطلة تستخدم الكتب والأقلام كسلاح، تلك طريقة رمزية نحاول بها إخبار المشاهد أن الكتب أمضى من السيف لإبراز أهمية التعليم».ومن السهل جداً أن يربط المشاهدون أحداث المسلسل بتجربة الفتاة الباكستانية ملالا، إذ يعتقد الكثيرون أن المسلسل يروى قصتها؛ لكن المنتج أشار إلى أن إنتاج المسلسل بدأ قبل عامين، أى قبل تعرض ملالا للهجوم فى أكتوبر الماضى، معتبراً أن التشابه بين «البطلة الخارقة» وقصة ملالا «مصادفة رائعة تؤكد ما يحمله المسلسل من أهمية».وعن تلك المصادفة يقول رشيد: «وضع فريقنا خطة إنتاج هذا المسلسل ثم تعرضت ملالا للهجوم، فاجأنا ذلك كثيراً.. الواقع قلّد الفن وليس العكس». وأضاف أن «أكثر من نصف الفتيات فى باكستان لا يذهبن إلى المدرسة، وبالتالى فإن لمعركة البطلة صدى قوياً ومميزاً».وأثار «البرقع المنتقم» ردود فعل واسعة فى باكستان منذ بثه، حيث يرى الكثيرون أن المسلسل حقق اختراقاً لتناوله موضوع مكافحة الإرهاب بطريقة كارتونية فكاهية وأسلوب بعيد عن المعتاد فى ظل تصاعد الأعمال الإرهابية فى البلاد، كما أن آخرين رأوا أن المسلسل ساعد على زراعة مفاهيم العدالة والتقدم فى قلوب الأطفال والشباب.وعن سر استخدام البرقع رمزاً للسلطة والقوة فى المسلسل، يقول يوسف إعجاز، المدير الفنى: «أنا من قبيلة البشتون، وجدتى كانت ترتدى البرقع، وعندما كنت صغيراً كنت أستغل غيابها وأرتدى البرقع لأقلد باتمان، ومن هنا جاءت الفكرة»، كما قال رشيد إنه تم اختيار البرقع أو النقاب لإخفاء وجه بطلته الخارقة وإضفاء الغموض عليها.ويُعرض مسلسل «البرقع المنتقم» بشكل أسبوعى فى باكستان، وهو يتكون من 13 حلقة، ومن المتوقع أن يترجم إلى عدة لغات.يذكر أن ملالا (16عاماً) حصلت مؤخراً على جائزة السلام الدولية للأطفال لعام2013، تكريماً لشجاعتها فى المطالبة بحقوق الطفل فى الحصول على التعليم. ومن المقرر أن تتسلم ملالا جائزتها خلال حفل سيقام فى لاهاى فى 6 سبتمبر المقبل، وقيمة الجائزة 100 ألف يورو (133 ألف دولار) سيتم استخدامها لتحسين سبل حصول الفتيات على التعليم فى باكستان.