كتب : طارق عبد العزيز منذ 37 دقيقة
كشف الدكتور هاني عارف أستاذ طب المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، بأن نحو 30 ألف مصرى معظمهم من الشباب يعانون من مرض عصبى يؤدى إلى إعاقة أغلبهم إذا لم يتم علاجه على الوجه الصحيح، وهو مرض التصلب العصبى المتناثر، والذى يطلق عليه اختصارا "إم إس".
وقال عارف، خلال مؤتمر صحفى على هامش المؤتمر العالمى الـ 29 لأبحاث وعلاج مرض الالتهاب العصبى المتناثر بكوبنهاجن، والذى ضم 8 آلاف طبيب متخصص قدموا من 100 دولة للمشاركة، وافتتحته الملكة مارجرت الثانية ملكة الدنمارك أمس، أن عدد مرضى (إم إس) تضاعف في مصر خلال العشر سنوات الماضية ووصل إلى 30 ألف وأغلبهم فى الحقبة العمرية من 20 إلى 30 عاما، ويعتبر ثانى أسباب الإعاقة فى مصر بعد حوادث الطرق، "مما يتسبب فى مشاكل اجتماعية واقتصاديه للمرضى، وتسهم العلاجات الحديثة بقوة في الحد من الأعباء النفسية والعضوية التي يسببها هذا المرض".
وفى كلمته خلال المؤتمر، أوضح الدكتور سيفين شبيلينج رئيس قسم المخ والأعصاب بجامعة زيوريخ، أنه تم اكتشاف عقار جديد يحتوي على مادة فينجوليمود بعد إجراء دراسات لعدة سنوات على أكثر من 78 ألف مريض ينتمون لأكثر من 70 دولة، وأكدت النتائج فاعلية عقار فينجوليمود بأنه يزيد عن ضعف العلاجات التقليدية في الحد من انتكاسات مرض "إم إس" والوقاية منها، ما ينقذ الشباب من خطر الإعاقة.
ولفت الدكتور مجد زكريا أستاذ طب الأمراض العصبية بجامعة عين شمس، إلى أن "السبب الرئيسي في الإصابة بمرض إم إس غير معروف، فهو مرض مناعي ذاتي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويجبر الجهاز المناعي على مهاجمة نفسه، حيث يهاجم الخلايا الطبيعية على اعتبار أنها خلايا غير طبيعية أو دخيلة على الجسم".
مشيرا إلى أنه "عند الإصابة بالمرض، يتم تدمير الغلاف النخاعي، المسئول عن حماية الألياف العصبية، ويحدث التهاب عصبى ويمكن أن يصيب أي منطقة بالمخ، ويمكنه إصابة العصب البصري، أو الحبل الشوكي، وبالتالي تحدث العديد من المشكلات العضوية والعقلية بما يشمل فقدان السيطرة على العضلات والقوة والرؤية والتوازن والإحساس والوظائف العقلية".
ومن جانبه، أوضح الدكتور فاروق طلعت، أستاذ طب الأمراض العصبية بجامعة الإسكندرية أنه "تؤثر الانتكاسات في حياة مريض إم إس وتجعلها حياةً غير متوقعة، كما يمكنها زيادة نسبة العجز للمريض".
فيما أكدت مريضة "إم إس" البريطانية إليزابيث كيندر، والتى تعمل مذيعة بهيئة الإذاعة البريطانية، معاناتها مع المرض قائلة "إذا قابلت شخصا يترنح يمينا ويسارا فى الشارع فلا تطلق العنان لخيالك وتظن أنه أحد مدمنى المخدرات لأنه قد يكون ببساطة مريض إم إس"، لافتة إلى أن المرض أثر فى حياتها فى مراحله الأولى وعانت من سوء التشخيص بكونه أحد سرطان الدماغ حتى ثبت أنه مرض "إم إس" مشيرة إلى معاناتها مع العديد من أنواع العلاجات المختلفة حتى ظهرت العلاجات الجديدة التى تؤخذ عن طريق الفم وتوفر راحة كبيرة.
